
منح نتنياهو حصانة كاملة: ترمب والشراكة في الجرائم
صدى نيوز - في ظل المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يبرز الدعم الأمريكي بشكل واضح كعامل أساسي في استمرار هذه الانتهاكات. الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب كان الداعم الوحيد في العالم لمجرم الحرب بنيامين نتنياهو حيث قدّم له دعماً غير محدود على مختلف الأصعدة ، ليس مجرد تأييد سياسي بل كان دعماً عمليا ساهم في تكريس الاحتلال الإسرائيلي وتوسيع نطاق الجرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.
الصفقة المشؤومة: تسوية على حساب الدم الفلسطيني
واحدة من أبرز الخطوات التي اتخذها ترمب لدعم الاحتلال كانت “صفقة القرن”، وهي خطة طرحها في عام 2020، والتي لم تقتصر على منح إسرائيل مزيداً من الأراضي الفلسطينية بل كانت بمثابة شرعنة لكل الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ، عبر هذه الصفقة حيث أكد ترمب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وهو ما يعتبر خرقاً صارخاً للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني ، لم تكن هذه الصفقة مجرد خطة سياسية اقتصادية بل كانت إعلاناً واضحاً لتكريس الظلم والإجهاز على الحقوق الفلسطينية.
عدم الاعتراف بجرائم الاحتلال واستمرار الحماية الأمريكية لنتنياهو
ترمب لم يكتفِ بتقديم الدعم السياسي لإسرائيل بل تجاوز ذلك ليحمي مجرمي الحرب الإسرائيليين وعلى رأسهم نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالنت بدلاً من إدانة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في غزة فقد قام ترمب بتوفير الحماية القانونية والدبلوماسية لنتنياهو مما ساهم في إعاقة أي محاولات لمحاكمة هؤلاء المجرمين أمام المحاكم الدولية. لم تقتصر الحماية الأمريكية على التصريحات الداعمة بل وصل الأمر إلى تهديد المحكمة الجنائية الدولية والقضاة الذين كانوا بصدد التحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية.
إغلاق المكاتب والوقف المالي: إعاقة العمل الفلسطيني
واحدة من الخطوات التي اتخذها ترمب لتعزيز الهيمنة الإسرائيلية كانت إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن ووقف الدعم المالي لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا) ، هذه الخطوات كانت بمثابة عقوبات جماعية ضد الفلسطينيين حيث تم حرمانهم من الحصول على الدعم الدولي الذي يحتاجونه للبقاء في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المستمرة ، كما أن وقف الدعم المالي للسلطة الفلسطينية كان جزءاً من استراتيجية ترمب التي تهدف إلى تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وإضعاف قدرته على مواجهة الاحتلال.
إعاقة العدالة الدولية: دعم الجرائم الإسرائيلية على الصعيد العالمي
إحدى الممارسات التي دعمتها الولايات المتحدة تحت قيادة ترمب كانت تعطيل مجلس الأمن الدولي عن اتخاذ أي قرارات من شأنها إدانة إسرائيل ، ترمب استخدم الفيتو في مناسبات متعددة لمنع إصدار قرارات دولية تدين الانتهاكات الإسرائيلية مما أعطى الضوء الأخضر للاحتلال للتمادي في جرائمه ، كما ساهمت الولايات المتحدة في شل فعالية المحاكم الدولية مما جعل محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمراً مستحيلاً ، و بهذا الشكل أصبح ترمب هو الحامي الوحيد لنتنياهو ومنع أي محاولات لمحاكمة الاحتلال على جرائمه.
غزة تحت تهديد ترمب: جحيم موعود وتهجير الفلسطينيين
في إطار دعمه الكامل لإسرائيل لم يكتفِ ترمب بتعزيز الاحتلال بل هدد بشكل علني بجعل غزة جحيماً للفلسطينيين ، هذا التهديد الصريح بتهجير الفلسطينيين من غزة كان جزءاً من سياسة استنزاف تهدف إلى القضاء على القضية الفلسطينية ، بينما كانت غزة تشهد تصعيداً عسكرياً إسرائيلياً غير مسبوق و كان ترمب يعلن عن خطوات تجعل القطاع أكثر صعوبة في العيش في محاولة منه لتهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من أراضيهم.
غزة: عدد الشهداء والجرحى في ارتفاع مستمر
في ظل هذه السياسات الداعمة للاحتلال تجاوز عدد الشهداء في غزة أكثر من 52,000 شهيداً معظمهم من النساء والأطفال والمدنيين العزل ولا يزال العنف الإسرائيلي مستمرًا في تدمير القطاع بشكل كامل حيث بلغ عدد الجرحى أكثر من 130,000 جريح ، هذه المجازر كانت تترافق مع صورٍ حية لجرائم حرق الصحفيين وإعدام المسعفين في مشهد لم يكن ليحدث لولا الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل.
الدول العربية: صمت سياسي وضغط شعبي متزايد
أما الدول العربية فقد وجدت نفسها في موقف حرج للغاية ، ففي الوقت الذي تغلي فيه شوارعها مطالبة بالتحرك الفعلي ضد الجرائم الإسرائيلية تظل الأنظمة العربية عاجزة عن اتخاذ خطوات ملموسة ، الضغط الشعبي يتزايد بشكل مستمر وقد نشهد انفجارات شعبية في المنطقة إذا استمر هذا الصمت الرسمي ، ذلك أن استمرار الدعم الأمريكي لترمب لإسرائيل يُعد من أكبر العوامل التي تُعيق التحرك العربي الجاد لحماية الشعب الفلسطيني.
العدالة آتية رغم كل شيء
رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني تظل القضية حية في قلوب الشعوب الحرة ، وواجب المجتمع الدولي في هذه المرحلة أن يتخذ مواقف قوية ضد السياسات الأمريكية والإسرائيلية وأن يدعو لمحاكمة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية ، لا يمكن السكوت عن جرائم الاحتلال مهما كانت الظروف فالعدالة ستظل سيدة الموقف في النهاية والشعب الفلسطيني سيبقى يناضل من أجل استرداد حقوقه وإنهاء الاحتلال.