الشطافة وال بي بي 
مقالات

الشطافة وال بي بي 

في روايتي سعيد الأول والواحد والعشرون الصادرة سنة 2009 عن دار فضاءات في عمان جاء فيها عن اول زيارة للدكتاتور سعيد الاول الى عاصمة الدولة الكبرى حامية وصانعة الدكتاتوريات اقتطع منها فقرات عن اللقاء لأنه تنبأ بما يسمى بالربيع العربي اميركي الصناعة، حيث تم نقل مقر اقامة سعيد عدة مرات بعد ان حجز له سفيره في بيوت مجهزة لكنه نقل الى كامب ديفيد بطلب من الأمن هناك وكان أشد ما نفره في الزيارة هو عدم وجود شطافة في المرحاض فكان يضطر الى الإستحمام بعد استخدام المرحاض.

وقبل التوجه الى البيت الكبير للقاء رئيس الدولة الصديقة الكبرى تساءل لماذا أستضاف في الكامب، فقد مر زعيمان من قبل هنا واغتيلا لاحقا في ظروف مختلفة فهل سأكون الثالث! ثم وصل الى مقر الرئيس الذي استقبله بمودة وحادثه عن العلاقات الجيدة بين البلدين وعن رغبة بلاده في في اقامة تحالف طويل الأمد، كان سعيد يستمع ويهز رأسه بالموافقة الى سمع الرئيس يقول لدينا إحساس بل قل معلومات عن ان منطقتكم ستشهد ظواهر سلبية ومحاولات انقلابية وحركات إرهابية تريد احباط النمو الاقتصادي والديمقراطي، ولهذا نخطط لتوجيه ضربات وقائية استباقية الى هذه البؤر انطلاقا من بلادكم فنحن لن نسمح لمحور الشر أن ينمو ويشكل خطرا على المجتمعات الديمقراطية النامية.

شعر سعيد وكأن الرئيس يضعه في عين الإعصار لأنه سيكون مشاركا في حروب ومؤامرات ومنغصات قد تزلزل أركان حكمه، ثم حدق في الرئيس جيدا وقال في نفسه انه يخطط لحروب ومعارك وتنظيف العالم من الارهاب بينما سرواله الداخلي متسخ بالغائط ومؤخرته كذلك، واردف الرئيس انتم تدركون اننا نتولى مسؤولية امنكم الشخصي منذ سنين ولمستم كيف اننا احبطنا عشرات المحاولات للاعتداء على حياتكم واجتياح بلادكم، ورايتم كيف اننا غيرنا مكان اقامتكم اكثر من مرة اثناء زيارتكم هذه. فهم سعيد الاشارة وصمت فهو أسير هذه الدولة الصديقة وهي الحاكم المطلق لدول العالم مع انه كان يعلم ان ما يتحدث عنه الرئيس من مؤامرات هي مجرد اختلاق ولكنه لا يستطيع مقاومة كذب الرئيس وكان والرئيس يتحدث كاذبا يراه كمن يتغوط من فمه، وعندماغادر سعيد الأول البيت الكبير سأله احد وزرائه عن اللقاء فقال شي خرا.

تذكرت هذا الفصل من الرواية وانا اقرأ ان الرئيس ترامب يتبول لا اراديا ويضع حفاضة ومع ذلك يريد ان يغير خارطة العالم مع بيبي بين بي بي واخرى.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.