وصلت ريحتكم إلى باريس!
لبنان - كتب راجح الخوري - لا ثورة اللبنانيين في الداخل منذ ٥٧ يوماً غضباً وصراخاً وصلت الى المسؤولين الذين يحلّقون فوق الغيم كما يُقال، ولا نصائح دول العالم ومجموعته الدولية يمكن أن تصل اليهم، فهؤلاء من المؤكّد أنهم يعيشون في عالم آخر، في كوكب آخر، في شبكة من الأوهام لا نهاية لها.وسينتهي لبنان قبل ان تنتهي أوهام هؤلاء المسؤولين، الذين هم تماماً كما قيل عنهم، في حال من الإنكار وكأن الدنيا بخير، وان أبناء هذا الشعب الذي يثور في الشوارع سيتعبون ويعودون في النهاية الى بيوتهم ومراراتهم، ولكن لبنان في مكان وهم في مكان آخر تماماً، والدليل أنهم يدورون في حلقة مفرغة تماماً، وليس من الواضح أو المتوقع أنهم سيجدون حلاً للخروج من نفق الإنهيار، الذي سيدمر لبنان على رؤوس الجميع، وسط الوهم المستمر حول إمكان التوصل الى تشكيل حكومة جديدة.
لقد بات الوضع مجرد مراوحة مقززة في الحكي عن مشاورات وإستشارات لتشكيل الحكومة، ولكن من المستحيل ان تتوصل هذه الدول العاقر الى الحبل لكي تلِد سلطة تنفيذية، من رحم مجموعة متناقضة سياسية وحزبية وطائفية ومذهبية حتى الصميم في الأهداف والمطالب وفي الأشكال والأدوار والمهمات.
لا داعي إطلاقاً للعودة...