العناقيد والإحباط
شاركت الأسبوع الماضي في ورشة عمل متخصصة بالعنقود الصناعي الزراعي العمراني لمحافظة سلفيت، بحضور المحافظ الصديق عبدالله كميل ووزير العمل د.نصري أبو جيش المكلف رئاسة اللجنة الوزارية الخاصة بعنقود سلفيت وبمشاركة وزراء الصحة، والثقافة، والأشغال العامة، والريادة والتمكين، والاقتصاد الوطني، والحكم المحلي، وعدد من رؤساء الهيئات المحلية والمؤسسات الأهلية لاعتماد عناقيد تنموية ملائمة في المحافظة، حيث قامت اللجنة الوزارية بزيارة عدد من المواقع أهمها موقع المدينة الصناعية المنوي إنشاؤها في بلدة ديراستيا بالمحافظة.
وفي ذات الوقت، وقع وزير العمل مذكرة تفاهم مشتركة لمشروع «كرامة» مع ممثل جمعية مردة للتنمية نصفت الخفش، وممثل غرفة تجارة وصناعة وزراعة محافظة سلفيت فواز شحادة، وذلك بهدف المساهمة في الحفاظ على كرامة المواطن من خلال العمل لمكافحة الفقر، وتعزيز التنمية الاقتصادية – الاجتماعية، وتعزيز ثقافة الاعتماد على الذات من خلال خلق فرص عمل جديدة، وتفعيل استخدام المصادر والطاقات المحلية، وكذلك الترويج للمشروع والوصول لأكبر عدد ممكن من المستفيدين من شباب ونساء.
كنت سعيدا بعد توقيع الاتفاقية بأن تكون وزارتنا والإدارة التي أعمل بها هي التي ستنفذ أول المشاريع التنموية في محافظة سلفيت، لهذا قمت بنشر الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتأتي الردود بين داعم ومحبط.
وحتى أكون واضحا وصريحا هناك حالة من فقدان الثقة من أي عمل تقوم به الحكومة حتى لو حولت الماء الى لبن وعسل؛ وهذا ما أخبرته مباشرة لرئيس الوزراء د. محمد اشتية قبل أسبوعين، بأن علينا إعادة الثقة بالعمل الحكومي وإزالة التشوهات المختلفة التي تحدث هنا وهناك من أجل بناء جسور التواصل الفعالة بين المواطن والمؤسسات الحكومية المختلفة.
السؤال هنا: هل على من هو محبط وفاقد الثقة أن يجعل ممن هم حوله محبطين؟ هل عليه فقط نشر الروح السلبية؟ جميعنا نحبط من وقت لآخر؛ لكن من غير المقبول نهائياً أن يكون دور من لا يعمل هو وضع العُصي بالدواليب!!؟
أفهم جيداً بأن الصعوبات أكثر، والتحديات تتكاثر يومياً، لكن هل علينا أن نطلق النار على أنفسنا؟! هل علينا أن نكتفي بلعن الظلام، بالتأكيد الصورة العامة ليست واضحة وأتفهم بأن هناك تعثرات في بعض الأحيان، وتباطؤا هنا وهناك، ونحن بالأساس نعيش حياة غير طبيعية عكست على احتياجاتنا التنموية، كل حسب محافظته.
وكما قالها الصديق عبدالله كميل في اللقاء إنه لا يعقل بأننا في العام 2020 والعالم يصور الكواكب والمجرات، لا يوجد جهاز تصوير طبقي في مستشفى سلفيت الحكومي، لهذا إن العمل على توفير ما تحتاجه المحافظة أفضل من أن نكفُر بواقعنا، ومن يُشمر عن ذراعه للعمل هو من يمتلك القدرة على إحداث التغيير.
هناك مقولة «الرّياحُ قدرٌ من الله وتوجيهُ الشّراعِ من عملِ يدَيك» لنعمل، كلٌ حسب طاقاته واختصاصاته، ليعمل الجميع حسب إمكانياته، لنزرع حتى نحصد، لنحاول النهوض كلما فشلنا، لكننا سننجح بالنهاية، وهذا بالتأكيد بحاجة الى مراجعة وتقييم يومية: أين وصلنا من البرامج والمشاريع التي وعدنا المواطنين بتنفيذها، وهل حققت ما هو مطلوب؟ وإن لم تحقق كيف علينا توجيه الشراع حتى تتلاءم مع بوصلتنا.