القدس نموذج لما نريد
القدس عاصمة فلسطين تحت النار منذ بداية الاحتلال، قصف وتدمير وقتل وتهجير واعتقال ومخدرات ومصادرات وهدم منازل، تتوقع انها انتهت تهودت ذابت اختفت.
الجدار والحواجز من كل الجهات، الكاميرات وأجهزة الأمن الإسرائيلية في كل مكان، نَفس المواطن، كلماته نشاطه كلها تحت المراقبة.
تابعنا انتفاضة البوابات الحديدية والتي وقف فيها كل المقدسين و كانوا على قلب رجل واحد، هذا يواجه وهذا يهتف والآخر يكتب وتلك تحضر الطعام، وإمام وخوري ومتدين وشيوعي ورجل وامراة وطفل وشيخ تمترسوا كصخرة في وجه الاحتلال حتى حققوا نصراً انحنت لهم كل الهامات.
اعتقدنا أن من يجمعهم فقط أقصانا وقدسيته، ولم ندرك أن مستوى الوعي وصل لذروته و أن الكل الفلسطيني هناك يعرف أنه مستهدف، والضمانة الوحيدة تكاتف الجميع ووحدتهم في وجه آلة البطش الاسرائيلية.
رغم الألم الكبير باستشهاد الطفل قيس أبو رميلة الا أن القدس ظهرت بأبهى صور الثوار الأحرار الذين خرجوا بعفوية منظمين متماسكين بحثا عن الطفل الشهيد، البيوت أصبحت فارغة رغم برودة الجو، نزل الشباب بملابسهم داخل المياه والعبارات حتى وجدوا جثة الطفل قبل شرطة الاحتلال ومخابراته وأجهزته.
في ظل الواقع الفلسطيني الصعب من الانقسام الجغرافي والانقسام الفصائلي وتفكك المجتمع وغياب الروح الجماعية التي سادت الانتفاضة الأولى ظهرت القدس بمحطتين البوابات والبحث عن الطفل قيس كجسم واحد وبنيان مرصوص يشد بعضهم بعض، خلية نحل، جيش منظم، تماسك وترابط قوي بين عائلاته، جعلنا نهتف ونصفق لهم ونقول هكذا فلسطين التي كانت والتي نريد.
نريد شعبا متماسكا يواجه الاحتلال والاستيطان وعربدة المستوطنين، نواجه الفقر والبطالة والفساد، ان نعدم العنصرية والجهل والإقليمية والعائلية التي بدأت تظهر هنا وهناك وبينهما بفعل منظم يقوم به الاحتلال وأعوانه ، نريد ادراك العمل الجماعي حتى التحرير.
نريد في كل حارة وقرية ومدينة وجامعة مرجع تنظيمي ووطني يحتكم الناس لهم، ويتبعون توجهاتهم.
نعم غاب الشهيد فيصل وغابت قيادات مقدسية جسدًا عن القدس والتي كانت تجتمع فلسطين وفق توجيهاتهم لتواجه أي خطر ،إلا أن القدس فيها من الرجال الذين أثبتوا خلال السنوات الماضية أن الثوار لا يموتوا بل يولدوا من جديد.