شكرا ترامب !
كنا نحتاج هذا "الكاو بوي "الأمريكي الفظ في البيت الأبيض ، ليطلق الرصاص على أوهامنا " بسلام " ، لم نسلم منه في هذا التيه السياسي منذ نصف قرن من الزمان في مشاريع السلام التي تغص بها أدراج البيت البيضاوي ، قبل ان يطلّ علينا هذا الملياردير الأمريكي المثير للجدل كلون شعره بين الأشقر والذهبي ، ويضع حدا لهذا الدجل الأمريكي بسلام تسلم فيه إسرائيل أولا وأخيرا في هذا العجز العربي الذي يستعين بصحفي من نيورك تايمز اسمه فريدمان ليكتب له " مبادرة سلام عربية " داستها جنازير دبابات شارون قبل ان يجف حبرها ..
شكرا ترامب الذي يصحو حين ننام و ينام حين نصحو بفرق التوقيت بين البيت الأبيض وبيت المقدس .. شكرا لهذه الجلافة الترامبية التي توقظ زعماء العرب من مبادرة سلامهم العربية لتقول لهم عبر الهاتف : عروس عروبتكم ستزف الى عريسها الإسرائيلي وعليكم دفع تكاليف العرس من خزائن نعمة النفط العربي في صفقة القرن التي تنتظر " قرونكم " في تل أبيب ..
كنا نحتاج هذا الأرعن الأمريكي ، الذي يحكم العالم من التويتر " ليغرد عصفوره الأزرق بلون العلم الإسرائيلي في صباح العجز العربي المزمن ، ليسقط عنا ورقة التوت بعورة السلام الذي أطلّ علينا بسفارة أمريكية مقابل أولى القبلتين في القدس التي انشغل عنها خدام خادم الحرمين بصراع السنة والشيعة في هذا السعار الطائفي والمذهبي الذي ترك عدوه في باب العمود و حشد عاصفة حزمه على باب المندب ..
شكرا ترامب توقظ رام الله من غفوة أوسلو في المقاطعة التي جهزت دولتها قبل دولتها.. بين حاجز قلنديا ومعبر ايرز ، لينهض هذا الصباح وزير بلا وزارة يفتش عن حل الدولتين بين مستوطنة ومستوطنة ..
شكرا ترامب تزيل الأقنعة عن عجزنا بسلام زائف بين شجرة زيتون وجرافة .. بين وزير و أسير ، بين شتات ووطن .. بين دولة في رام الله بلا وطن ، ووطن بلا دولة في الناصرة ..
شكرا ترامب تاجر العقارات في أمّة عاقر تتفرج على أراضيها تُوزع على عدوها بجرة قلم !