هل أيقظنا ترامب؟
مقالات

هل أيقظنا ترامب؟

أستغرب من استغراب بعض القيادات الفلسطينية ممّا طرحه رئيس الولايات المتحدة ضمن ما تمت تسميتها «صفقة القرن»، وكأنهم استمعوا لما تحدّث به السيد ترامب لأول مرة! مع الأخذ بعين الاعتبار أننا جميعاً نعلم أنه سيطرح ما طرحه دون تردد ولا خوف.
ترامب منذ أن تم انتخابه وهو يعمل ضمن رؤية مشتركة مع بنيامين نتنياهو رئيس وزراء دولة الاحتلال، ونحن منذ ذلك الوقت لم نقم بما يجب علينا أن نعمله، بل على العكس كلياً اختبأنا من هذه الحقيقة دون أي فعل من طرفنا ولو بأبسط الأمور التي نستطيع أن نقوم بها دون أي عائق، وأهمها المصالحة والوحدة الوطنية!
حتى الشارع الفلسطيني تعامل مع رؤية ترامب وكأن شيئاً لم يحدث، وفجأة تطالب الفصائل الفلسطينية الشارع بالتحرك والتصدي لهذا المشروع، فهل قامت تلك الفصائل بما عليها تجاه المواطن من مهام لتهيئته لما سيحدث؟ بالتأكيد الإجابة لا. إذن لماذا نُحمل المواطن الذي يبحث عن لقمة عيشه مسؤولية أكبر من طاقته؟! مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفلسطيني أينما تواجد وفي أي ظرف كان لم يبخل على وطنه، لكن من يجب عليهم تهيئة الشارع هم من استفاقوا من سُباتهم ويطالبون الشارع الآن بأن ينهض!
علينا أن نعترف بأننا خسرنا ونخسر الكثير من الدعم الدولي لقضيتنا لدرجة أننا فقدنا من نعتبرهم سند القضية الفلسطينية، لكن هذه هي السياسة لغة المصالح. نعم لم يعد لديهم مصالح معنا لدرجة أن بعض الشوارع العربية التي كانت تنهض قبل نهوضنا لم تكترث، فلديهم مشاكلهم الداخلية وربما تعبوا من وضعنا وكأننا أصبحنا عبئاً عليهم!!
لماذا نستغرب من رؤية ترامب ونحن جميعاً كُنا وما زلنا نشاهد ما يحدث بشكل يومي ونعرف أنه سيؤدي إلى النتيجة التي تم إعلانها على شكل خطة سلام، والتي علينا أن ندفع ثمناً مقابل قبولها وليس مجرد فقط القبول بها؟ لهذا ما هو مطلوب من القيادة بمختلف ألوانها ومشاربها هو الخروج للشارع ومواجهة الحقيقة التي وصلنا لها دون الاكتفاء بتصريحات إعلامية لا تتلاءم مع قوة المسمار الأخير الذي دُق في نعش قضيتنا.
هل علينا أن نستسلم؟ بالتأكيد لا. لكن علينا العمل بأدوات غير تقليدية، ويجب أن يكون هناك فعل عملي سريع دون توقف، بحيث يتم وضع عدد من الخطط السياسية التي تهدف ليس فقط قلب الطاولة، وإنما تكسيرها على جميع من يُفكر بدعم وتنفيذ هذه الرؤية.
المطلوب الآن الرد بشكل عملي على رؤية ترامب والإجابة لماذا نرفضها، مستندين بشكل أساسي على كافة القرارات والنصوص الدولية ووضع رؤيتنا للسلام، وتوزيع هذا الرد في أقرب وقت على جميع الدول والمؤسسات الدولية بالعالم. وفي ذات الوقت تصميم وتنفيذ خطة نضالية موحدة يشارك بها الكُل الفلسطيني أينما تواجد بطرق إبداعية، وبإشراك جميع الأحرار في العالم؛ لمساندتنا ضمن منهجية إنسانية تواجه التطرف الاحتلالي المدعوم بانحياز أميركي.
 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.