الشعب الفلسطيني بين ضرورةالمقاومة ووجوبيةالوحدة
بعيداعن الغوص بتفاصيل المراحل السابقة سواء كان على الصعيد السياسي او الداخلي فنحن الان امام حقيقتين سوداويتين ونبحث عن الثالثه التي تدحض الاولى والثانية فالحقيقة الاولى حالة الانقسام الناتج عن انقلاب حماس في غزة والذي أدى الى الحقيقة الثانية المتمثلة بحالة الضعف والتي أدت الى استشراء الاستيطان وظهور صفقة ترامب نتنياهو التي بدأت بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال وانهاء القضية الفلسطينية بدويلة في غزة وكانتونات في الضفة.
هناك حقيقة ثالثة يجب ان تظهر وهي الوحدة الوطنية كمشروع وطني واستراتيجي لا يخضع لمزاج اي طرف ..وحدة في اطار منظمة التحرير وتنازل عن غزه من قبل حماس على ان تكون في الضفة وغزة سلطة وطنية واحدة وعلى ان يتم التوافق وطنيا على اطلاق ثورة جماهيرية ضد الاحتلال والاستيطان تعتمد وسائل مقاومة مؤثرة على الاحتلال وبعيدا عن السلاح حيث ان هذا المربع هو الذي يسعى المحتل لجرنا اليه .
اذن ما العمل أمام ما بجري من مخططات امريكيه اسرائيلية تستهدف القضية عبر ما يسمى بصفقة القرن ؟؟هل يتم الاكتفاء بمقاومة نخبوية كما هو الحال في بعض البؤر التي تستحق الاحترام؟؟ وما هي طبيعة ووسائل هذه الثورة الجماهيرية التي نتحدث عنها ؟؟؟؟
انها المقاومة الشعبية المنظمة والمؤطرة التي تعمل بعيدا عن مقاييس ومعايير الاحتلال التي يريد، وكذلك بعيدة عن العمل المسلح .. مقاومة تشترك بها كل الجماهير مع كل القادة تشمل المقاطعة لمنتجات الاحتلال وتحقق الإنفكاك الكامل عنه وتستخدم فيها اساليب يخسر من جرائها المحتل وتشعر المستوطنين بقسوة الحياة وكل ذلك في اطار برنامج نضالي واحد بعيدا عن الحزبية تحدده قيادة وطنية موحدة تشترك فيها كل القوى الوطنية والاسلامية، وشخصيات وطنية مستقلة وترافقها ثورة دبلوماسية فلسطينية في كل العالم ..ثورة تشترك فيها كل قوى الشعب وقطاعاته المختلفة، فلم يعد مقبولا الحديث عن مقاومة شعبيه بلا شعب، فالمطلوب مقاومة شعبية ذكية وشاملة لها ايقاع نضالي ، ترهق وتحرج الاحتلال حيث آن الأوان لثورة شعبية قادرة على تحقيق الذات الفلسطينية، وتخلق من حولها تأييدا عربيا وإسلاميا ودوليا، وتستطيع تحقيق الانتصار فشعب فلسطين أمام مؤامرة تستهدف تاريخه وحاضره ومستقبله تتطلب وحدة شعبيه وطنية قادرة على خلق مقاومة شعبية من طراز خاص يحقق الأماني وبجبر الاحتلال على التسليم بقرارات الشرعية الدوليه واخيرا إقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967وعاصمتها القدس ..
لنتخيل قيادة وطنية تضع برنامجا نضاليا شهريا ويتم الالتزام به من ابناء شعبنا..لنتخيل مظاهره شهريه مركزيه في كل محافظه يحشد لها من كل المحافظات في الضفه وبالتزامن مع مظاهره حاشدة في قطاع غزه وتمتد للساحات الخارجيه وتظاهرات امام السفارات الاسرائيلية والامريكية في العالم ..لنتخيل مقاطعة شامله للاحتلال ومنتجاته..فالمقاومة الشعبيه الشاملة ليست بالامر السهل حيث انها تعتمد على كل الجماهير وجذب هذه الجماهير بحاجه لتعبئة وجهد كبير .
لم تعد الشعارات والتغني بالماضي ذات جدوى ولا المزايدات بالحديث عن الكفاح المسلح كأسلوب وحيد لمقارعة الاحتلال ولا المبررات التي يتمسك بها البعض مقنعة للانكفاء على الذات كالحديث عن الفساد كشماعه لالقاء العجز عليها او حتى الحديث عن الانقسام البغيض على أنه قدر من الصعب تجاوزه، حيث بات من الضروري ان نضعه خلفنا وان وضع اي طرف العراقيل امام مشروع ترميم البيت الداخلي فعلى الجماهير ان تخرج لتتجاوز الطرف المعطل لمشروع الوحدة التي تعتبر اقصر الطرق للوصول الى تحقيق الاهداف الوطنية وانهاء الاحتلال.