ملاحظات حول خطاب "الطوارئ" لمحمد اشتية
خطاب إعلان الطوارئ والتعليمات الملحقة به غير مسبوق، إذ نادراً ما نشاهد رئيس وزراء في خطاب حصري مع وسيلة إعلام.
كان أداء الدكتور إشتيه كان مميزا، من حيث تقديم المعلومات الدقيقة الواثقة، ومن حيث الكاريزما والظهور المقنع، حيث أن ظهور اشتيه على الـ شاشة التلفزيون الرسمي له دلالات عديدة، وهو ظهور مقصود على هذه الوسيلة.
بالرغم من المخاطر التي كشف عنها اشتيه ، إلا أنها كانت مريحة للمتلقي الفلسطيني بشكل خاص، حيث منحته الثقة في قيادته ، ولم تتركه في حيرة تجاه مواقف الدولة الفلسطينية ، فيما استطاع رئيس الوزراء تقديم سلسلة من الرسائل لكل الأطراف ، محدداً موقف القيادة بأسلوب غاية في البساطة والوضوح.
لم يصرّح رئيس الوزراء بأي معلومة قد تثير التأويل أو تترك المتلقي في مواجهة التكهنات، وقدم نموذجاً لإعلام الدولة، إعلام الوطن كما ينبغي أن يكون، بعيداً عن الروايات المترددة، والمواقف المصطنعة، والمعلومات غير الحاسمة.
كان توقيت الخطاب يكاد يكون مثالياً. و أثبت اشتيه أن المكاشفة والشفافية تقطع بشكل تام تداول الإشاعات وافتعالها، وتمنح المواطنين ثقة في مؤسساتهم الرسمية، وتقدم مادة دسمة لكتاب الأعمدة وقادة الرأي لتوجيه وتشكيل رأي عام مريح وهاديء ومفيد.
شخصياً .. شاهدت فلسطين التي أعرفها في نبرة صوت اشتيه