زكارنه يَكْتُب لصدى نيوز..في الجنة حوريات وعلى هذه الأرض فلسطينيات
مقالات

زكارنه يَكْتُب لصدى نيوز..في الجنة حوريات وعلى هذه الأرض فلسطينيات

يقولون في المرأة نعطيها النصف وتعطينا الضعف، فعلاً هذه حقيقة أمي هكذا أختي، هكذا زوجتي، المرأة  هكذا وأكثر.

المرأة أمي ... كنت أصحو على صوت أمي وهي تشعل "البابور" لتسخين الماء لأبي لصلاة الفجر، ثم تذهب للطابون لتحضير الخبز وتحضير الفطور لنا، وتقوم بحلب البقرة والأغنام ثم تبدأ حملة تنظيف داخل البيت وخارجه، كانت مكنستها من صنع يديها " نتشة" ليس الكل  يعرفها أو من "عرانيس" الذرة البرية وتستخدم بدورها لإطعام الحمام والدجاج لتوفر لنا البيض واللحوم، ثم "تسرح" للأرض للزراعة أو الحصيدة معنا أو بدوننا، تحمل معها "الزوادة" وغالباً لا تأكل منها، تعود للبيت تجدها تصنع "مربى" البندورة بحطب جلبته من الأرض، وتخزن الحمص والعدس، تخزن المربي بكل أنواعه، والبصل والثوم والقمح.

كنّا نستيقظ بعدها وننام قبلها، لم نعطي أمي شيء يذكر فهي من أعطتنا كل شيء، كذلك الأخت والزوجة والابنة ... أمي امرأة والمرأة عطاء.

أذهب لمنزل أختي أنام وأصحو كأنني في بيتي وهذا لا نفعله في بيت الأخ، أختي إمرأة والمرأة حنان.
كنت ارتكب أخطاءً كثيرة وأمي تسامحني وتحميني  من عقوبة أبي، أمي امرأة والمرأة رحمة.

كنت أخاف وأنا طفلاً لكن بحضنها أشعر وكأنني محاط بأساطيل وطائرات تحميني..أمي امرأة والمرأة أمان.
ابتسامة طفلتي، نظافتها، مواظبتها على الدراسة دون عناء، تخرجت ابنتي من الجامعة بتفوق دون أي عناء يذكر مني..ابنتي امرأة والمرأة سعادة.
 
تزوجت بدون مال وبدون عمل، لم أجد قوت المنزل لثلاث سنوات بعد التقاعد القسري، غبت عن المنزل سنوات العمل، مرضت شهر كامل زوجتي بجانبي دون تردد ... زوجتي امرأة والمرأة حب.

لا أذكر أمي الا وأبكي وأشعر لغاية الآن أنني فقدت الحنان والحب والحماية والابتسامة.. أمي غابت غابت الحياة...أمي امرأة والمرأة حياة.

يا نساء العالم لا تظلمونا نحن الرجال، أنتم أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وبناتنا، نقبل أياديكن و أحذيتكن بشموخ..:أنتن الأجمل في حياتنا.

لأجل أمي وأختي وابنتي وزوجتي وهم كلهم نساء، لا أجلس في القطار أو الباص وأترك امرأة واقفة، لأجل أختي لا أسمح لأحد أن يسيء الأدب مع أي امرأة، لأجل ابنتي لا أسمح أن تبكي امرأة، لأجلكن وبكن فقط تكون الحياة.

في البطولة لا ننسى دلال المغربي، ولا وفاء إدريس وكل الشهيدات، في الأسرى لن ننسى أحلام التميمي التي تحررت شامخة ولا ننسى إسراء جعابيص وخالدة جرّار، وفِي التحدي لن ننسى الطفلة عهد التميمي التي صفعت جندي الاحتلال بقوة وشموخ، وفِي العلم لن ننسى المعلمة حنان الحروب، وفي القوة والإرادة لن ننسى الطفلة هدى غالية التي فقدت عائلتها، وفِي الصبر لن ننسى خنساء فلسطين مريم فريحات التي ودعت ابنيها وأرسلتهم استشهاديين، ولن ننسى أمهات  الشهداء والأسرى الشامخات الصابرات على باب خيام وسجون الاحتلال.

في ٨ آذار نقول أن يوم المرأة العالمي هو يوم للمرأة الحرة في فلسطين  سيدة آذار، نساء فلسطين أيقونات هذا العالم رفيقات الدرب والنضال، الصابرات، حاملات الابطال في بطونهن، مرضعات الرجولة، الفدائيات الماجدات، الحاضنات للأحرار، الحاميات للحلم، الراسخات  كالجذور في قلب الوطن.

الى كل الجميلات في فلسطين نقول بكل صدق بعد أن نتمنى الخير لكن في هذا اليوم العظيم : في الجنة حوريات وعلى هذه الأرض فلسطينيات.