سينتهي كورونا وسنبقى!
كتب رئيس تحرير صدى نيوز: لا شك ان خطر فيروس كورونا كبير جداً، وبشكل خاص على مناحي الحياة أكثر من حياة الأفراد، حيث ان نسبة الوفاة للمصابين لم تتجاوز ٢٪ و هذه النسبة فقط لمن ليس لديهم مناعة أو كبار السن.
تجربة الصين كانت ناجحة في السيطرة الكاملة على هذا الوباء من خلال التزام مليار وأربعمائة مليون مواطن بشكل مطلق بالتعليمات وكانهم جيش نظامي، هناك دول تدعي أنها افضل من الصين علمياً طلبت اخلاء رعاياها فوراً استجابت الصين دون أي إساءة لهم او لدولهم، وركزت على مواجهة الوباء.
الوباء حتماً منتهي لكن الحياة ستستمر فلا يجوز التنمر على الأجانب والسياح وإساءة معاملتهم بل تنفيذ خطة الحكومة بالعقل والأسلوب الحسن، لكي يعودوا لفلسطين، ولكي يذكروا هذا الشعب بصفاته وأخلاقه، بيت لحم التي ستعيش تعتمد على السياحة فلا تسمحوا لهذا الوباء الزائل ان يدمرها.
في الصين من يخرج بإشاعة أو يرفع الأسعار أو يخالف التعليمات الصادرة من الجهات الرسمية في ظل الأزمة تتعامل معه الحكومة بحزم وقد تصل لعقوبة الإعدام.
لم نجد أي مواطن صيني يشكك بالرواية الرسمية ويخرج بتسجيل يحبط الشعب او يبث الرعب في صفوفه بل وجدنا المليار وأربعمائة مواطن التزموا بيوتهم وتكاتف المتطوعون وخاصة الأطباء للمساعدة بالتنسيق مع الجهات الرسمية.
قسموا الصين لإحياء ولكل حي مسؤول يتلقى الاتصالات، ومن خلال تكاتف القطاع العام و القطاع الخاص كان مسؤول الحي يوفر للمواطن ما يحتاجه لأسبوع دون جدال او نقاش، لان المواطن صادق ولا يطلب أكثر من حاجته .
الصين لم تخضع للوباء عندما عطلت المدارس بل سارعت لاستخدام التقنيات الإلكترونية وطبقت التعليم عن بعد، المعلم بادر والطالب بادر واستجاب .
الشركات والوزارات استمرت بالعمل سواء من خلال احضار موظفين بعناية واحتياطات أو من خلال تحويل العمل للبيوت و ما يحركهم الانتماء والولاء لبلدهم التي لن يسمحوا لوباء عابر من إنهائها او وقف نموها السريع.
لقد منعت الصين المواطنين من الحركة ومنعت التجوال فلم تجد صينيا واحداً في الشارع باستثناء المتطوعين علماً ان عدد سكان بعض المقاطعات يصل لمئة مليون مواطن وفيها ٥٦ قومية كلهم على قلب رجل واحد يعزفوا لحناً واحداً مواجهة الوباء والانتصار عليه .
الصين وفرت مشفى في غضون عشرة ايام فهي دولة عملاقة، وفلسطين وفرت في كل محافظة مكان مخصص للعلاج والحجر وفق امكاناتها فلا يجوز ان نطلب ان نوفر ما وفرته الصين بل نحترم ونعزز ما استطاعت فلسطين المحتلة من عمله ولا مانع من اقتراحات عملية ممكنة للجهات الرسمية، و قمة التجاوز الإساءة للأطباء الجنود الانتحاريون او الاستهتار بتعليماتهم بل واجبنا الثناء والشكر لهم من خلال القيام بمبادرات لتقديرهم والتركيز على رفعة دورهم ومقامهم.
خطر الوباء له الأولوية على كل التناقضات الثانوية داخل مجتمعنا، فلا يجوز اشغال المواطن في قصص و مماحكات تحبط أو تؤثر على الجهد المركزي للحكومة في مواجهة العاصفة التي ستذهب، وعلينا أن لا نسمح لشعبنا أن يدفع ثمن آثارها بسبب سوء التصرف .
التاجر الذي يفكر في استغلال شعبه في هذه الأزمة خائن، وعليه ان يعلم ان عقوبة ذلك كبيرة، وان الشعب ايضاً سيذكر ذلك بعد الأزمة وسوف يقاطعه اذا لم يقدم للمحاكمة من خلال الخداع والمراوغة.
الكورونا زائلة وشعبنا باقٍ، علينا أن نتصرف بأخلاقنا وقيمنا الراسخة من خلال التعاون والتكاتف والصمود والثبات وعلينا أن نستذكر ان فلسطين لها اجنحة تطير فيها وهي اخلاقنا وقيمنا ومعاملتنا رغم قمع الاحتلال وحصاره ومجازره وجوعه استمر وجود شعبنا محلقا نحو النصر، فاقتصادنا وسياحتنا والتزامنا وانتمائنا وسياستنا هي أجنحتنا، فالطائر الذي يطير كل هذه المسافات بلا طعام طائر عظيم، وإذا عاد لطيرانه دون أن ينسى أجنحته فهذا الأعظم.