بسام زكارنة يكتب لصدى: ليست مبالغة ... فلسطين سبَّاقة
البعض تحدث عن إجراءات الحكومة أنها مبالغ فيها، وحاول ان يشرح القضية وفق فهمه المحدود لهذا الوباء باستهتار، البعض الآخر تحدث عن أضرار فعلية نتيجة هذه الإجراءات بأن الشركات ستنهار، والعامل بلا دخل، السوبرماركت لن يستطيع توفير المطلوب بالدين. وتحدثوا عن الخطر على التعليم والطلاب ومستقبلهم.
هذه أمور ممكن تجاوزها بمبادرات وبدائل مثل التعليم الإلكتروني والبيع عبر النت والمطاعم عن طريق "ديليفري"، لكن ثبت ان العالم كله بدأ يتصرف متاخرا، واتخذ نفس الخطوات ولو متاخرا كما فعلت فلسطين، حيث أشادت منظمة الصحة العالمية باجراءات فلسطين .
وحتى نناقش مخاطر عدم اتخاذ مثل هذه الإجراءات مهم الاستماع للأطباء والمختصين ليس في فلسطين بل في العالم .
مما نعرفه وسمعناه ، مثال لو وجدنا لا سمح الله طالباً مصاباً في مدرسة عددها ٥٠٠ طالب، النتيجة فوراً حجر على الـ ٥٠٠ طالب والمعلمين ، ومن ثم عائلاتهم ، لو افترضنا عدد أفراد الأسرة ٦ أشخاص بمعنى سنعمل حجراً على ٣٠٠٠ شخص، و لو افترضنا ان كل فرد من أفراد العائلة تخالط في صلاة مسجد او مع أقاربه سيكون الحاجة للحجر على مليون شخص بسبب فتح مدرسة او مطعم او مقهى او قاعة أفراح والنتيجة فقدان الحكومة ووزارة الصحة السيطرة على هذه الحالات ولكن بهذا الإجراء الهام استطاعت الحكومة منع انهيار النظام الصحي في فلسطين .
لو تركنا المدارس والجامعات مفتوحة لأصبحت فلسطين خارج السيطرة الصحية للعالم وليس للحكومة الفلسطينية وبالتالي خطر الموت سيلحق بالعديد ممن ليس لديهم مناعة وكبار السن.
صلاة الجمعة تشملها حالة الطوارىء ، لكن وللأسف لم تصدر فتوى من شيخ او حتى من وزارة الاوقاف بمنع صلاة الجماعة موقتا، وهذا مطلوب ولكنها تحتاج من كل عاقل ان يتصرف بحكمة وان يعلم أن فتوى وزارة الصحة أقوى من أي فتوى لشيخ أو وزارة الأوقاف، مثلا الصيام هناك نص من القران أعطاه للطبيب
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ "
فإذا كانت هذه الفتوى لمريض واحد قد يسبب الصوم خطرا على صحته فما بالك من وباء قد يهدد الشعب والعالم بأسره ، فصلاتك وعبادتك في بيتكم افضل عند الله من ان تسبب الخطر للآخرين وتجعل فلسطين خارج السيطرة الصحية .
إحياء الأفراح لا يجوز ان يتحول لمأتم بسبب إهمالنا، فلا ضير من التأجيل او ان تقتصر على احضار العروس بسيارة عريسها فقط ، ولا ضير ان نأكل في بيوتنا دون مطاعم وان نتوقف عن النرجيلة لمدة شهر لنحافظ على فلسطين .
إجراءات الحكومة ليست مبالغة وإنما إجراءات مدروسة تمت من إخصائيين ومن تعليمات منظمة الصحة العالمية وبشهادة الجميع فلسطين كانت السباقة وقدوة للعالم وعلينا الالتزام بها واحترامها.