الذهاب الى الموت
كتب رئيس تحرير صدى نيوز: من أخطر المشاهد على إجراءات الحكومة لمواجهة فايروس كورونا ما رأيته اليوم من دخول عدد كبير من العمال الفلسطينين من مختلف المحافظات عبر الحدود المفتوحة بين مدينة الخليل والداخل الفلسطيني المحتل دون أي ضوابط، وهذا ينقل الفيروس دون أي رقابة لكل مناطق فلسطين، ويضرب بمقتل الحجر البيتي لشعبنا الذي بدء بشكل شامل يوم أمس.
مخاطرة العامل للذهاب للموت المحتم له ولأقاربه سواء من كبار السن أو حتى الصغار يدل أن لديه ظروف قاهرة جعلته يفعل ذلك، وحتى نتجاوز هذا الخطر وغيره من اضطرار البعض على تجاوز التعليمات، نعم مطلوب توعية كبيرة ولكن الأهم تعزيز المواطن من خلال اتخاذ الحكومة لاجراءات منها:
١-تفعيل صندوق دعم المتضررين من العمال وبشكل خاص ممن تركوا عملهم في الداخل المحتل والمستوطنات، بحيث يضمن دخل لأطفاله خلال فترة الحجر.
٢-أن يشمل هذا الصندوق تغطية حقوق العمال في الشركات الوطنية وكذلك حماية المشاريع الصغيرة من الانهيار وتغطية عجزها.
٣-أن تتخذ الحكومة إجراءات وقرارات عاجلة للبلديات والمجالس المحلية و لشركة الكهرباء وسلطة المياه والشركات الأخرى مثل الاتصالات بعدم قطع الخدمة في حال عجز العامل عن سداد فواتير الكهرباء والماء وغيرها.
٤-مراقبة الأسعار بشكل عام واتخاذ إجراءات صارمة بحق المخالفين من بعض التجار الجشعين الذين يحاولون استغلال حاجة المواطن.
٥-عدم خنق المواطن بالقرارات وتسهيل الإجراءات بحيث يصل المواطن للمخبز والبقالة في حال الضرورة مع الاحتياطات الكاملة التي تمنع الاختلاط والتجمع، وعدم فتح المحلات والتموين في يوم واحد من الأسبوع حيث ذلك يحدث انفجار الناس وخروجهم مرة واحدة مما يسهل نقل الفايروس وندمر الإجراءات السابقة.
٦-خدمة المرضى الآخرين والذين لديهم أمراض مختلفة أثناء مراجعتهم بوتيرة مريحة وعدم جعل كورونا تسيطر على تفكيرنا ونهمل قطاع واسع من مرضى الكلى والسرطان وغيرها.
٧-عدم ترك أبناءنا وطلابنا في الخارج بحيث توضع آلية للتعامل معهم وفق احتياطات خاصة قدر الإمكانات المتاحة وللحالات الملحة لكي يعود لوطنه.
٨- طمأنة قطاعات معينة تأثرت كثيرا خلال هذه الفترة بإجراءات مستقبلية لحمايتها مثل قطاع السياحة من فنادق وشركات نقل والتي تضررت بشكل كبير من خلال الإعفاءات او حتى الدعم لكي تعود للعمل وتستمر.
٩-متابعة البنوك والقروض والشيكات للأفراد والشركات وعدم جعل البنك ينفرد كالعادة باستغلال الأزمات لزيادة الأرباح، من خلال فرض فوائد على تأجيل القروض لأربعة أشهر التي أُعلن عنها، وعدم وضع نقاط سوداء على من تعاد شيكاتهم المالية.
١٠-متابعة المدارس والجامعات وحثها على الاستمرار بالتعليم عن بُعد، لاهمية عدم ضياع العام الدراسي.
الحكومة تتخذ إجراءات متميزة ومدروسة، تحتاج فقط الاهتمام بقضايا لها علاقة في تعزيز التزام الناس، بمنع الاختلاط دون انتقاص من احتياجاتهم الأساسية، ومنع أي استغلال لتجار الحرب لهذه الظروف، وحتى تحقق الإجراءات المتخذة أهدافها بتعاون مريح من قبل شعب الجبارين .