فلسفة السذاجة !
كتير هي الاشياء البسيطة الى درجة " السذاجة " في تقدير اصحاب العقول المنشغلة بامور كبيرة و حسابات معقدة طفت على السطح خلال الاسابيع الماضية .. منها على سبيل المثال :
١ - ان بيت العنكبوت اوهن البيوت .. وكل نظام مبني على اسس تتعارض مع الفطرة الإنسانية الأصيلة حتى و ان عظم هو كبيت العنكبوت .. من كان يصدق ان هامان الولايات المتحدة .. سيقف مبررا مترددا متشككاً في نظامه الصحي وعلمائه و قدرات بلاده و سطوتها امام كائن خليوي ساكن تعريفه الأقرب انه لا يعيش بل يعتاش ..
٢- من كان يتخيل ان اوروبا بكل مكوناتها العرقية والإثنية من البيلاسجس و وشعوب إيطالقية و القبائل الكلتية في بريطانيا وأيرلندا والبيكتيون /الكروثينيون و الفينيون البلطيقيون والشعوب الجرمانية ؛ و النورمان و السيكوليون و الأنجلو ساكسون سيظهرون مرة ثانية بصورة احفادهم الأكثر نضترة و عمارة و لكن بنفس التوحش و الجفاء؟ .
٣- من خطر بباله ان يقف زعماء و مفكروا و فلاسفة واطباء و حكماء و خبراء العالمين من اقصى الغرب الى أقصى الشرق يحثون شعوبهم على غسل ايديهم قبل الاكل و بعده و ان يستنجوا ويغسلوا مؤخراتهم بالماء بعد التغوط ؟
٤- من كان يحسب حساباً لشكل الصروح الأقتصادية و تسريح العاملين و اكتشاف ان نظم حشد العبيد و طرق الإستخدام النمطية كانت مكلفة و ان الانتاج بالعمل عن بعد و في المنازل ان لم يكن افضل فهو لا يعطل ولا يؤثر في انتاجية كثير من مجالات العمل !!
٥- من كان يظن ان كل الترسانات و التسليح و التطوير العسكري و الحربي و غزو الفضاء و بحوث وصلت للثقوب السوداء و اعماق البحار و المحيطات و تدخلت لتغيير تركيبة الجين الوراثي للنبات و الحيوان و التريليونات من المصاريف على تدريب المقاتلين و تشكيل التنظيمات بكل العقائد و المنطلقات و الأهداف لم تكن لتحدث في الخصم ما يحدثة فايروس في يوم بل في ساعة من يوم من قتل و اصابة و تدمير اقتصاد و حالات رعب و هلع .. !
٦- من كان يتخيل ان حكومات العالم بكل ما تتسابق اليه من شعارات انسانية ووطنية ستقف مترددة في قراراتها بعد تلقي الضربة الاولى من الفايروس بين المصالح الاقتصادية و المبادئ الانسانية ،بين حفظ الأرواح و حفظ الأرباح .. !!
٧- من كان يعتقد ان سلوكيات ذابت و توارت في ظل التمدن و التواصل كخلع النعلين على باب البيت كالفلاحين و البدو و المتدينيين و البسطاء و عدم التحية بالقبلات الفرنسية الثلاث الشهيرة التي اصبحت دليلا على الرقي باتت دليلا على الوباء و قلة المسئولية و النظافة ..!!
وغيرها و غيرها من المفردات و الأمور التي كنا نظن انها بسيطة و ليست ذات وزن و أهمية .. باتت الآن هي عنوان المرحلة .. بل و باتت عنوانا ضامنا للحفاظ على البقاء و الحياة ..
٨- من كان يعتقد ان السهل سيصبح ممتنعاً، والبساطة ستكون معقدة و ان ما كنا نصفة بأنه "سذاجة" سيصبح هو فلسفة الحياة ؟
" يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ " (30) - يس