إلى الناطق باسم الحكومة: هل تعلم ما هي الأكلاف؟
مقالات

إلى الناطق باسم الحكومة: هل تعلم ما هي الأكلاف؟

أكتب هذه السطور ردًا على الناطق الإعلامي بإسم الحكومة، والذي دائماً ما يردد أن "همنا المحافظة على المواطن مهما كانت الأكلاف".

هل تعلم الحكومة ما هي الأكلاف حتى تحافظ على المواطن؟ وهل تعلم أن أحد هذه الأكلاف هي مواطنين آخرين سيصل بهم الحال عدم القدره على الاستمرار؟

ألا يوجد حل وسط نستطيع فيه أن نحافظ على المواطن بأقل الأكلاف؟ 

هل أصبح تخفيف إجراءات مواجهة كورونا هو من سيقتل المواطن؟

إن ما نعيشه اليوم هو أزمة معيشة المواطن والتي يجب أن نتخطاها بأقل الخسائر، أما ان الأوان أن يرافق رئيس لجنة الأقتصاد الإيجاز اليومي ليسرد لنا تقريره الإقتصادي بعد دراسته وضع القطاع الخاص وقدرته على الاستمرار دون تدفق نقدي ويثلجنا بالحلول القابله للتنفيذ لمعاودة النهوض بإقتصاد قادر على بناء الوطن؟

إن الإيجاز الإعلامي يقتصر على إبقوا في بيوتكم، فنشكر هذا وذاك لنثني على حجاتكم وأمهاتكم ...ومن ثم المغارم والمغانم.. وبعد طول إنتظار تظهر نتائج العدد الرقمي للمصابين... فتبدأ الأسئلة كم ومن ولماذا؟

ننتظر يوميا مرتين بالإيجاز اليومي ظهور ذلك الحكيم المحنك الخبير الاقتصادي إبن هذه البلد ليضع ويقدم لنا الخطط والمقترحات لمجابهة هذه الازمة.....لكن ينتهي الإيجاز دون ظهوره .

تشكل المنشآت الصغيرة والمتوسطة وأصحاب المحلات التجارية وأصحاب المهن اكثر من 85% من أصحاب القطاع الخاص الذين يحتاجون من يدعمهم في مثل هذه الجائحه.

نعلم أن الجائحة صحيّه ولكن نعلم أيضاً ان تأثيرها إقتصادي.

....ابقوا في بيوتكم ....

حسنا ....سنبقى في بيوتنا ولكن عليك أن تعلم بأنك أنت من ستعمل على دفع الإيجار ودفع الفواتير ودفع الرواتب وكافه المصاريف التي ستترتب علينا.

نحتاج إلى سياسات حقيقيه واقعيه توجّه ...إلى المواطن ...إلى الفقير ...إلى الشركات الصغيره... إلى التجار .. إلى القطاع الغير مسجل ... الذين يعتشاون من عملهم إثر تدفق نقدي يومي يعود عليهم..

أظهرت الدراسات العالميه أن متوسط قدرة كافة القطاعات الاقتصاديه على الاستمرار والصمود دون تدفق نقدي يومي هو ٢٧ يوم... فكيف اذا كانت هذه القطاعات الإقتصاديه في فلسطين ...كم يوم ستصمد وكم يوم ستستمر ....

هذه القطاعات هي من تنعش الاقتصاد الوطني وهي من تحرك عجلة الإنتاج .....

نعيش ونستمع يوميا الى كافة هذه القطاعات الإقتصاديه ....ونلمس وجعهم وتخوفهم ... وحريصون أن نمثلهم ....ونسعى جاهدين ان نجد سويا الحلول لهم ....

الوقت لا يحتمل يجب أن نفكر بالسياسات قبل أن تنتهي جائحة كورونا وتُنهي علينا ....

سننتصر وحتماً سننتصر على فيروس كورونا ولكن نخاف أن نصاب بكورونا الاقتصادية. 
 

____________

* نائب رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية لمحافظه رام لله والبيرة
 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.