زكارنة يَكتُب لصدى نيوز: الجاليات الفلسطينية في ظل كورونا
مقالات

زكارنة يَكتُب لصدى نيوز: الجاليات الفلسطينية في ظل كورونا

الجاليات اللسطينية منتشرة بكل أنحاء العالم منهم هجروا قسرًا بسبب الاحتلال والحروب ومنهم ذهب للتعليم والعمل، فيهم الأطباء والمهندسين والعلماء  ورؤس  الاموال، والعديد تزوج من جنسيات تلك البلدان وانخرط بشكل كلي في مؤسساتها ويحظى بنفوذ وتأثير كبير، و في ظل كورونا دور الجاليات الفلسطينية مهم في خدمة قضيتهم وشعبهم بإنسانيتهم بالدرجة الأولى،  مع حرصهم الشديد بالمحافظة على ذاتهم بمتابعة امورهم وحاجاتهم كأولوية، وفي حال حاجة و ضعف بعض الجاليات  تتولى السفارات وقيادة الجاليات في خدمتهم.

على قيادة الجاليات القيام بمهامها بمتابعة اوضاع الجاليات وتوفير الخدمات لهم بالتكاتف والتعاون ومن خلال العلاقات بمؤسسات تلك الدول وبتنسيق وتعاون مع السفارات الفلسطينية المنتشرة في أنحاء العالم.

الدور الهام والأبرز للفلسطينيين الان هو الدور الإنساني والأخلاقي من خلال قيامهم بخدمة الدول التي يقطون بها وذلك  بتشكيل لجان تطوعية من أطباء و ممرضين وفني مختبرات و وضع أنفسهم تحت تصرف الجهات الحكومية لتلك الدول بحيث ينخرط الفلسطيني بصفاته الإنسانية المعروفة وبشجاعته وخبراته المميزة وإعطاء صورة إيجابية ومشرقة لتلك الشعوب  والعالم عن شعبهم وخاصة.

نفخر ان هناك نماذج من الأطباء الذي ضحوا بأنفسهم في خدمة الدول التي يقطنوا بها ومنهم الدكتور نبيل خير الذي توفي بسبب فايروس كورونا اثناء خدمته وتطوعه في مشافي ايطاليا و طبيب اخر في امريكا ومصاب اخر  طبيب في بلجيكا هذا النماذج الفلسطينية واجب ان نخلدها بإنسانيتها وتفانيها في خدمة شعوب الأرض. 

هناك أطباء  اخرين أيضا نعرفهم لهم اسماء مشهورة في أوروبا وأمريكا وغيرها من دول العالم  لهم دور  مشرف في مواجهة فايروس كورونا واجب السفارات والجاليات إظهار هذا الدور للعالم ولتلك الدول وأحزابها لما لذلك من انعكاس إيجابي على دعم قضية فلسطين بشكل عام واحترام تلك الدول للجالية الفلسطينية و التفاخر باستقبالها على أراضيها  ويمنح تلك الدول القوة في مواجهة قوى اليمين المتطرف التي تطالبها بطرد المهاجرين من من أراضيها واقلهم يطلب  حرمان الفلسطيني  من الخدمات والوظائف والتعامل معهم بعنصرية وقلة احترام.
 
الفلسطيني يحمل قضيته في قلبه وعقله وبالتالي انخراط الجاليات بالأحزاب والمؤسسات لتلك الدول لن يشغلهم عن قضيتهم بل يجعل لهم تأثير قوي لصالح شعبهم وقضيته من خلال تشكيل لوبيات لها دور مؤثر محصلته تكون التأثير على صانعي القرارات لدعم دولة فلسطين وشعبها نحو الحرية والاستقلال وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه.

الجاليات الفلسطينية منهم رؤوس أموال واجبهم في ظل انتشار فايروس كرونا إعطاء اولوية في دعم شعبهم وفق الإمكانات المتاحة  سواء المادية او توفير لوازم طبية من اجهزة تنفس او مستلزمات الفحص للإصابة في الفيروس باستخدام شبكة علاقاتهم المنتشرة بكل أنحاء العالم ، وكذلك لديهم القدرة في إرسال متطوعين فلسطينيين واجانب من الأصدقاء لهم لدعم الطاقم الصحي الفلسطيني في ظل الضغط الكبير الذي تعانيه كوادرنا الصحية في فلسطين لمواجهة هذه الجائحة  وقلة الخبرات السابقة في مواجهة الحروب الجرثومية .

في كل المراحل واجب على الجاليات توجيه جهودها نحو الاستثمار في فلسطين من خلال فتح فروع لشركاتهم او تجارتهم في كل المجالات ونقل الخبرات التي يحملونها او الموجودة بتلك الدول لشعبهم  وكذلك جلب استثمارات اجنبية لإقامتها في وطنهم الأم فلسطين .

دور الجاليات  الفلسطينية كان مهما على مر التاريخ  فكانوا قادة الثورة، وقدمت الجاليات شهداء عمالقة كانوا مدرسة في النضال، وكذلك الفلسطينين دخلوا البرلمانات في العالم ومنهم الوزراء وحتى بعضهم ترشح لرئاسة دول ، وفي ظل الجائحة ستذكرهم تلك الدول وشعوبهم وفق ما يقومون به الان ومستقبلا ليصبح دورهم في مواجهة هذا الوباء قصة نجاح تؤسس لما بعدها في التأثير على مواقف تلك الدول من مستقبل دولة فلسطين وشعبها الإنساني والمبدع ناهيك ان خطر هذا الوباء يهددهم أنفسهم فقد فقدنا من ارواح ابناء الجاليات الفلسطينية حتى اللحظة ٣٩ حالة و لدينا ٨٣٠ مصاب منهم.

دور الجاليات في مواجهة هذه الجائحة سيضاف في رصيدهم الذي تم تعزيزه بالتفوق و الالتزام لجاليتنا على مر التاريخ  باحترام القانون والنظام في معظم دول العالم و تفوقوا في  مدارسها وجامعاتها ومراكز الأبحاث والعلوم والتجارة والاقتصاد حيث ان صورة الفلسطيني مشرقة كانت وما زالت و من خلال دورهم الحالي سيزداد حتما بريقا وتألقًا .