زكارنه يَكتُب لصدى نيوز: بين المفاوضات العبثية والمقاومة الوهمية
فلسطين الآن على مفترق طرق وتعيش القضية الفلسطينية أصعب مراحلها، والاحتلال وأمريكا صعدت من هجومها لأعلى درجة لإنهاء القضية الفلسطينية والإصرار علناً لتطبيق صفقة القرن وتنفيذ خطواتها بحد أقصى حتى شهر ديسمبر من هذا العام .
زيارة وزير الخارجية الأمريكي بومبيو لإسرائيل أتت لوضع اللمسات الأخيرة لخريطة الضم للمستوطنات والأغوار ومصادرة 50٪ من مناطق مايسمى ب C، وإسرائيل وحكومتها الموحدة ونتنياهو بشكل خاص مصممين على إستكمال معظم المراحل لصفقة القرن قبل إحتمال مغادرة ترمب الحكم في الإنتخابات التي ستجري في أمريكا في ديسمبر/ 2020.
كان واضحا من هذه الزيارة أنها دعاية إنتخابية للرئيس الأمريكي ترمب، كلف بها أحد أقطاب مؤيديه بومبيو، والواضح أكثر إلتقاط ذلك من قبل الحكومة الجديدة الإسرائيلية التي تعرف الخطر الذي يهدد ترمب حالياً بخسارة الإنتخابات القادمة بسبب فشله الذريع في مواجهة فايروس كورونا، وتحاول تمرير جميع خططها الصهيونية بإبتلاع الأرض الفلسطينية وفرض حقائق متجذرة وفعلية على الأرض الفلسطينية.
كل ذلك الخطر الواضح والمُعلن لم يجعل الفصائل الفلسطينية التي تقود الشعب الفلسطيني من عقد إجتماع يشمل كل الأطياف لمواجهته، فبعد أن أعلن الجهاد الإسلامي موافقته على حضور الإجتماع المعلن يوم السبت القادم بناء على دعوة رسمية من الرئيس أبو مازن عاد الجهاد وإعتذر عن الحضور بنفس العُذر الذي قدمته حركة حماس وهو أنهم لا يرون جدية من القيادة الفلسطينية ويحملونهم مسؤولية ذلك بسبب المفاوضات العبثية كما وصفوها ويطلبوا إجتماع للإطار القيادي.
حركة حماس وحركة الجهاد اللتان تقولان ات المفاوضات عبثية لم تُدركان حتى اللحظة أن مقاومتهما عبثية أو حتى وهمية، ولم تنجح مقاومتهما سوى بزيادة كمية السولار والدولارات من قطر وخسارة مئات الشهداء وآلاف الجرحى وتدمير البيوت الفلسطينية وعدم القدرة على الرد المماثل والموجع، وأن كل صواريخها وأنفاقها لم توقف بناء بيت في مستوطنة أو دخول المستوطنين للأقصى والحرم الإبراهيمي، ولا دور ولا وجود لها في مواجهة قرار الضم الذي أعلنته اسرائيل، فهل حماس والجهاد قادرة أن تهدد إسرائيل في حالة الضم و أن صواريخها ستطال تل ابيب وعكا في حال تم ذلك؟؟. و هل تستطيع حركة حماس والجهاد أن تقوم بعملية عسكرية واحدة داخل الخط الأخضر؟؟ أم فقط إقتصرت على بيانات الشجب والاستنكار؟؟وأن كل ما لديها فقط قدرة لتحميل الآخرين هذا الضعف وهذا الفشل وأن خياراتهم هي الصحيحة والفعالة، دون محاولة حتى حضور الإجتماع القادم وطرح ما لديهم وترك الساحة الفلسطينية مشتتة ضعيفة لا تستطيع حتى اللقاء على طاولة واحدة.
القيادة الفلسطينية أعلنت بشكل واضح أن المفاوضات مع الإحتلال عبثية و أوقفت أي مفاوضات مع إسرائيل وحتى مع أمريكا ودعت حماس والجهاد وكل الفصائل لحضور إجتماع لوضع ردود مشتركة للجميع موحدين على القرارات الإسرائيلية وبرنامج الحكومة الإسرائيلية ضد القرارات الإسرائيلية الأمريكية، فلماذا ليس لدى حماس والجهاد القدرة والإدراك أن كل مقاومتهم وهمية و بلا أهداف سياسية دون الوحدة الوطنية وبرنامج سياسي واحد؟؟.
الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل الردح الاعلامي والكلام الممجوج وكل طرف همه أن يقلل من إجراءات الطرف الآخر وكأن هذا الخطر لا يهددهم (وبالعكس هناك أطراف تتعاون مع جهات خارجية معادية لإضعاف الموقف الفلسطيني)، ويطالب الشعب الفلسطيني الحر الجميع أن يرتقي لحجم الخطر الذي يواجهه وأن يكون إجتماع السبت القادم مقدمة لإجتماع الإطار القيادي وإجتماعات أخرى لإتخاذ خطوات لتعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية وإنهاء كل الخلافات البعيدة كل البعد عن الأهداف الوطنية.
الشعب يقول بصوت عالٍ، نعم مفاوضات عبثية ومقاومة وهمية، و يا فصائل و يا قيادات إبحثوا معاً عن ردود حقيقية ومواجه فعلية توقف وتلجم التغولات الاسرائيلية الأمريكية، لأن في ذلك نهاية حتمية لكم جميعا.