صمود أبو مازن أمام ترامب: رحل وبقي الشعب!
الرئيس الفلسطيني أبو مازن يستحق تقديرًا عميقًا لوقوفه الصلب والمُكلف بوجه ترامب ونتنياهو وإدارتهما وأنظمة عربية كثيرة.
التقيت الرئيس أبا مازن في واشنطن قبيل الانتخابات الامريكية (٢٠١٦) وتابعت الموقف خطوة بخطوة ومنها القرار بقطع العلاقات. وتابعت الضغط الامريكي والاسرائيلي والعربي. تابعت عن كثب نصائح العرب له بالتعقّل والقبول، وإلا فالحصار الاقتصادي والسياسي. تابعت كيف قالوا له: لدينا إمكانيات لدعمك. وحين قال: لا حادّة. تحوّل الوعد البخس إلى وعيد فاعل، إلى حصار ضد فلسطين وتطبيع مباشر وعلني مع إسرائيل وتطبيع خفيّ من قبل الآخرين. الحصار السياسي والاقتصادي كان خانقًا جدًا جدًا. وكان الهدف محاولة الإضعاف المنهجي حتى الانهيار. وأعرف تمامًا نتائج ذلك على الشعب الفلسطيني وقيادته بالسنتين الأخيرتين وخاصة بالأشهر الأخيرة.
الشعب الفلسطيني البطل صاحب المعاناة اليومية والوعيّ الحادّ، فهم المعادلة تمامًا فتحمّل ما لا يُحتمل. ولم يكن صمود الرئيس الفلسطيني إلا من صمود شعبه البطل.
المعادلة واضحة: الموقف الكريم يكلّف صاحبه، ولكن ما دونه يكلّف اكثر بكثير.
هُزم ترامب وتلقّى نتنياهو وأنظمة التطبيع ضربة قاسية. وبقي الشعب الفلسطيني يناضل كريمًا من أجل حريته. التحديات الجسام ما زالت ماثلة، ولكن هذا الشعب الصامد سينتصر.