مناورات حماس بين السلبي والايجابي
مقالات

مناورات حماس بين السلبي والايجابي

الشعب الفلسطيني في ظل تعنت دولة الاحتلال واعدامها لكل فرص السلام يفتقد لقوة الفصائل يفتقد وجود مقاومة حقيقية ويتلهف ان يرى ما يردع المُحتل وممارساته الاجرامية سواء بالاستيلاء على الارض بالاستيطان وتهويده المقدسات او القتل اليومي و ردع عربدة المستوطنين في شوارع الضفة الغربية والاعتداء اليومي على ابناء شعبنا.
مَن تابع العروض والامكانات للفصائل في غزة لا بد انه يفرح بهذه الامكانات والقدرات وانواع الاسلحة وطريقة التدريب لكن هل نشر هذه المناورات وتواجد هذه الاسلحة بين المدنيين فيه الخير لاهلنا في غزة بل ولشعبنا في باقي الوطن؟.

ان اسرائيل التي تابعت اكثر من غيرها هذه المناورات بدات باستخدام ذلك امام العالم لتبرر اجرامها بحق غزة و أن ما هو موجود في غزة حركات ارهابية وجيش كامل ومن حق اسرائيل الدفاع عن نفسها وقصف اي موقع في غزة حتى لو قتلت مدنيين بحجة ان مدنيها تحت الخطر من الجيش الخطير الذي يتشكل في غزة وظهر ذلك من خلال العروض واطلاق الصواريخ وفعليا وعلى الارض كل هذه الامكانات من الصواريخ لم تؤلم العدو ولا تسقط اصابات او قتلى لدى الطرف الاخر كما تفعل صواريخهم التي تدار بالليزر وعبر طائرات مجهزة باحدث البرامج الالكترونية.
فعلا والحقيقة نقول هذه الاسلحة لا تواجه طائرات وصواريخ اسرائيل؟ وهل قوارب الصيد التي ظهرت تواجه حاملات الطائرات والاسلحة الكيماوية والنووية الاسرائيلية؟ وهل فعلا هذه العروض تردع اسرائيل؟ وهل المقاومة بعدد محدود من الرجال لمصلحتنا ان نسميها جيش؟.

كل هذه الاسلحة التي شاهدناها لم تمكن حماس او الفصائل من القيام بعملية عسكرية واحدة خلال السنوات السابقة ضد الاحتلال بل ان معظمها يستخدم لضبط الحدود مع الاحتلال مقابل تمرير جالونات من السولار ومواد التموين وبعض ملايين قطر، فلماذا هذا ( العرط) ولخدمة من تقوم حماس بذلك؟.

حماس في كل يوم وكل ساعة تؤكد للوسطاء سواء قطر او مصر انها تحافظ على الهدوء مقابل استمرار وصول المساعدات القطرية بل وصلت بهم الامور لقبول مساعدات دول التطبيع مثل الامارات دون مقاطعة لهذه الدول الخائنة  ودون اي اي اكتراث بالمبدأ او الهدف فعن اي ردع يتحدثون.

على الصعيد الداخلي الفلسطيني بهذه العروض نعدِم الامل بالمصالحة فهل بهذه العروض نقول ان لدى حماس جيش منفصل وهذا الجيش غير قابل للانخراط في جيش نظامي مع السلطة الوطنية وهؤلاء جاهزين لمواجهة اي سلطة تدخل لتدير قطاع غزة !!؟ ام تريد ان تقول ان ما نملكه من اسلحة السلطة الوطنية لا تملكه.

اذا كانت حماس غير قادرة على الرد على كل الممارسات للاحتلال الاسرائيلي والذي يقتل ويهدم ويعتقل يوميا منهم ومن فصائل اخرى فلمن هذه الاسلحة اذن ؟ واين امكاناتها لخلاياها في الضفة الغربية والشتات ؟.

المصالحة الفلسطينية تراوح مكانها بل توقفت بشكل نهائي ومن خلال هذه المناورات تعقدت الامور حيث ستكون هناك شروط اسرائيلية وامريكية وحتى دولية بضرورة سحب هذا السلاح قبل  دعم السلطة الفلسطينية او البدء باي مفاوضات  معها او انها ستتم اثارتها من قبل اسرائيل واعوانها في حال تم عقد مؤتمرات دولية ضد جرائم اسرائيل في غزة وبصورة واضحة ترد هناك جيش في غزة و يقال ان السلطة الوطنية ليس لها سيطرة على كل فلسطين والمقصود قطاع غزة الذي ظهر فيه هذا الجيش المنظم.

المناورات التي تمت في غزة لم يكن لها داعي بل ان سلبياتها على حماس والفصائل و اهلنا في قطاع غزة بل وعلى شعبنا في كل الوطن اكبر بكثيرين فوائدها و مما ظهر في تصوير وتهويل كاميرات حماس لجيشها وقدرتها  ترعب شعبنا من عواقبها وخاصة ان لا فاعلية من استخدامها، والمؤكد ان هذه الاسلحة نعم ستستخدم في مواجهة اي عدوان اسرائيلي فقط على غزة و لكنها لا تردعه بل كما قلنا ستكون مبررا قويا لاسرائيل لتمرير جرائمها.

المقاومة دوما تكون قوتها بسرية ما تملك من امكانات بل والاقوى ممارستها على الارض في استهداف مواقع الاحتلال وتنفيذ تلك الشعارات على الارض  بحرب عصابات تنتشر في كل انحاء العالم وليس بقعة محاصرة برا وبحرا وجوا، لكن حماس تتصرف كسلطة تحافظ على التفاهمات مع اسرائيل دون اي اتفاق سياسي بل فقط للحفاظ على وجودها و تموينها، والغريب انها حتى لا تخدم اهدافها بتشكيل امارة في قطاع غزة حيث ان اسرائيل لن تقبل بتنامي اسلحة هذه الامارة حتى لو استمرت بتنفيذ تلك التفاهمات وسوف تتحين الفرص لتدميرها فنتيجة  اضافية لهذه المناورات هي حرب قريبة يدفع ثمنها المدنين الفلسطينين في قطاع غزة دون اي هدف سياسي يُذكر، وستكون وسيلة اسرائيل لمنع اي دولة من تقديم مساعدات للقطاع بدعوى ان تلك الاموال تستخدم لتصنع الصورايخ للجيش ( الارهابي )في غزة.
 

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.