ما هتفت لغيرها.... ولكن؟!
بات من الواضح بـأن حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» ستخوض الانتخابات التشريعية القادمة_ إن تمت_ بأكثر من قائمة، وقناعتي تزداد يوماً عن يوم بأنه إذا كانت الانتخابات الماضية مهدت للانقسام والانقلاب بين الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن الانتخابات القادمة ستُمهد لمأسسة انشقاقات داخل حركة «فتح».
أبناء حركة فتح في كل أنحاء العالم وفي كافة الميادين ورغم كل ما يتعرضون له من تهميش من جهة وعدم سماع صوتهم ونبضهم النابع من الخوف على حركتهم من جهة أخرى يهتفون «أنا ابن «فتح» ما هتفت لغيرها ولجيشها المقدام صانع عودتي».
هتفنا لـ «فتح» منذ نعومة أظفارنا، وسنبقى نثق بانتمائنا في كل الميادين، لكن آن الأوان أن تستمع هذه الأم لأبنائها قبل أن يتشردوا، وهنا أقصد بأبنائها هم كادرها المنسي في كافة القطاعات والمجالات والأماكن من فلاحين وطلبة وأطباء ومهندسين ومعلمين ولاجئين وموظفين وتجار ونقابيين وأسرى وفنانين وأكاديميين وجرحى وممرضين ومهاجرين ومتقاعدين وصنايعيين ومحامين..... إلخ
هناك حالة من الاغتراب التي وصلت مرحلة الكُفر؛ جعلت العديد من أبناء حركتنا إما يختارون طريق الاعتكاف والانعزال والصمت أو طريق التغيير وما أصعبها!! ما جعل العديد منهم يعانون بأشكال صعبة قاسية، لكنهم يحاولون بكل ما يمتلكون من حب لهذه الحركة.
بالرغم من جراحاته المتنوعة على المارد الفتحاوي أن يُلمْلِم ويستنهض كل قواه المُستنزفة والمُنهكة، فلا يعقل مثلاً أن تدخل «فتح» بقائمة مشتركة مع فصيل او قوة أخرى دون أي أرضية تفاهم ولغة مشتركة؟! لا يُعقل أن لا تتحاور وتستمع لأصوات أبنائها المنسيين من الحركة الذين يشكلون أضعاف أضعاف أعداد فصائل تريد «فتح» أن تتحالف معها؟! لا يعقل أن تقدم «فتح» ذات الوجوه المُجربة للانتخابات القادمة؟!
ما هو مطلوب الآن تجديد وليس «تسحيج»؛ بحيث علينا أن نقدم خطاباً يستنهض الجيش المنسي من أبناء الحركة المُخلصين؛ وإعطاؤهم الدور الحقيقي لقيادة مرحلة جديدة صعبة للغاية قبل وقوع ما لا تحمد عقباه ويقع الفأس بالرأس.
لهذا على حركة «فتح» أن تفعل الفعل بشكل مهني ووضع استراتيجيات من خلال لجان الانتخابات الميدانية «من أسفل الى أعلى» لتحضير برنامج انتخابي يلامس هموم المواطن، وأن لا يضعوا أبناء الفتح والشعب امام الالتزام التنظيمي فقط؟! بالتالي على اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة فتح أن يحترما عقول أبنائها ومؤيديها ومناصريها، ويحترموا خيارات الأقاليم ونبض شارعهم الحر.
حذار من المراهنة بأن أبناء «فتح» لن يصوتوا الا لـ «فتح»، فكل أبناء هذه الحركة العظيمة سيعاقبون كل من لا يستمع الى نبضهم الصادق الخائف على الحركة، فهم ليسوا بحاجة الى وجوه «كالحة» ولا يريدون أبناء وأقارب الوجوه «الكالحة» في القوائم الانتخابية، ولا يريدون ذات الوجوه التي تبوأت وتتبوأ المقاعد المتعددة، اجعلوا قائمة «فتح» للفتحاويين حتى نُنشد نشيدها «أنـا ابن «فتـح» مـا هتفــت لغـيرها... ولجـــيشهـا المقدام صانـع عودتي... فهـي التي صنعت لشـعبي ثورةً... وهي التي شقت طريق العزَّةِ».