الكثيرون يريدون الانقضاض على فتح
لا يمكن لأي قرار ارتجالي مهما كانت حدته وفرديته أن يغير الشيفره الوطنيه لحركة تحرر وطني قدمت عشرات ألآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى على طريق الحريه إيمانا بأنها الطريق الأقرب الى تحرير الأرض والإنسان ولما تعكسه من عمق وشجاعه وإيثار واستعداد للتضحيه من أجل الوطن وحريته.
فالقرارات التي تؤخذ على صفيح ساخن وتضع النظام الداخلي جانبا لا يمكن لها ان تكون مصدر طمئنينه واحترام في صفوف رفاق الخندق الواحد التي تجمعهم واحة من الاتفاق والاختلاف والإجتهاد والإلتزام والفيصل بينهما العوده للنظام.
كان يقول الشهيد صلاح خلف ابا إياد رحمه الله حافظوا على النظام فهو خدمة للحركه وليس الحركه في خدمة النظام ففصل عضو لجنه مركزيه من موقعه ومن الحركه بحاجه الى ثلثي اصوات المجلس الثوري والتي يستطيع فصل ثلث اعضاء ل. م وليس عضوا فقط تلك هي حركة الشعب التي نهلت وارتوت شبابا وشيبا في كل مراحلها على قاعدة أن في الصف مكان للجميع والفيصل والمنظم بين أطرها وكوادرها وافرادها النظام الداخلي والتي لا يجوز استخدامه تارة سيفا للذبح وتارةترسا للدفاع عن رغبه أو نزوه.. تلك هي حركتنا فتح وقد تكون من اجمل مزاياها والتي تفتقدها كل التنظيمات على الساحه الفلسطينيه بأننا نشارك الشعب كل الشعب في حواراتنا الداخليه واجتهاداتنا وإختلافاتنا طالما تصب في نفس النهر الذي حفرته أظافر الشجعان بتعرجاته الطبيعيه المتوافقه مع طبيعة هذه الحركه التي رسمت لها حدودا واسعه من الاتفاق والاختلاف تشبه ذاتها كحركة تحرر وتعكس إرادة صلبه في الحفاظ والاحتفاظ في كل مكوناتها الكادريه والقياديه والطليعيه كأخر حركه قوميه ما زالت تعيش مرحلة التحرر الوطني.
ومن هنا لا بد من قول لست متوافقا مع الاخ ناصر القدوه في رفعه شعار تغيير النظام ونحن لا نمتلك مقوماته النهائيه وخاصه بأنناما زلنا نعيش تحت وطأة الإحتلال فالنظام لا يبلغ رشده إلا بتحرير الارض والسياده الكامله عليها لذلك كنا نأمل به ان يقود معركة تحسين وتصويب الأداء ووضع ضوابط على كافة الاصعده والعمل على الخروج من دائرة اللا فعل واللا تخطيط الى دائرة الفعل والتخطيط فتغيير السروج للفرسان على ارض المعركه قد يكون سببا في الهزيمه ومشجبا قد نعلق عليه فشلنا.
وبنفس الوقت ومن أجل وحدة الحركه والالتزام بقراراتها لا يحق لنا اغلاق باب الحوار الداخلي وتوفير شروط نجاحه وخلق مناخ مناسب لذلك من احترام لعقول اصحاب وجهات النظر والإجتهادات والذهاب لقرارات الفصل مبنيه على النوايا قبل الفعل أمر يعكس حالة من الإحتقان والتراكم وسياسة تدفيع الثمن.
ولننتبه كثيرا بأن هناك من ينتظر للإنقضاض على هذه الحركه وعلى انجازاتها فهي محاطه بالاعداء لتميزها التاريخي ولقدرتها على الخروج من الأزمات فهي لا زالت تشكل اغلبيه وتمسك بناصية الأمور وهي التنظيم القائد اللذي تكسبه خاصيته الجماهيريه ميزة الاستمرار فالنحافظ عليها ونعض عليها بالنواجذ وحذاري من تصوير موقف الاخ ناصر القدوه بظاهره إنشقاقيه لأن هناك من الخصوم يسعون لتحويله إلا ذلك ليس محبة بالاخ ناصر فالمتربصون يعلمون بأن فتح هي التنظيم الاوحد الذي لا يقبل القسمه والانقسام ومن خرجوا منشقين على الحركه اندثروا ولم تستمر حالتهم السياسيه بعيدا عن الحركه ومن عادوا منهم عادوا معززين مكرمين وكأن شيئا لم يكن ولكن نيلا من الحركه ومن وحدتها وحتى لا يأخذ العناد مأخذه يجب أن يبقى باب الحوار مفتوحا وخاصه نحن لا نتحدث عن ظاهره إنشقاقيه وحتى لا نعطي مبررا للتراكم عليها يجب ان نتحلى بالحكمه والقدره على الإمتصاص وليكن شعارنا لا للإقصاء ولا للإبتزاز نعم للحوار وتجسير الإختلاف على قانون المحبه واحترام العقول وخاصه لمن كان وما زال ولائه للوطن .