انتفاضة القدس ..خيار لا بُد منه
القدس قلب فلسطين النابض وعنوان الاستقلال وعاصمة الدولة الفلسطينية وقبلة الامة العربية والاسلامية لا حلول دون القدس ولا سلام دون القدس ولا انتخابات دون القدس، فهي اول الاهداف الفلسطينية واخرها، القدس عنوان السلام وفتيل انفجار الثورة والتحرير.
الاحتلال كثف من اجراءات تهويد القدس ومصادرة بيوتها واراضيها ولوث المستوطنين مقدساتها باقتحامات متكررة سببت حالة غليان بين شبانها وخلقت اجواء من الاحتقان في ظل دعم جنود الاحتلال لهولاء المستوطنين.
شكل قطعان المستوطنين مجموعات من الزعران في شوارع القدس يعتدون على كل فلسطيني يسير في شوارعها فلم يعُد احد في مأمن من الموت او الشلل او التشويه الخلقي و وصلت الامور لحرق السيارات و البيوت وطرد اهلها ولم يكُن بدا من رد الشباب المقدسي على هؤلاء المستوطنين وعربدتهم.
اغلقت قوات الاحتلال معظم الطرق المؤدية للمسجد الاقصى ومنعت المصلين من الوصول وكثفت من الاعتداءات عليهم و تهجمت واهانت الشيوخ والنساء والاطفال والشبان.
فرضت قيود وضرائب ومخالفات وهدمت بيوت جعلت الكثير في الشوارع بلا مأوى ومنهم من غادر المدينة ليسكن في الضواحي وكفر عقب واحيانا رام الله وبيت لحم واريحا، فككت اُسر ودمرت عائلات حيث اصبحت الحياة جحيم لا يطاق داخل المدينة المقدسة.
الانتفاضة الرمضانية كانت ممر اجباري لكل الشرفاء للدفاع عن كرامتهم فخرجوا افواجاً وشعارهم القدس لنا والقدس قبلتنا والقدس عاصمة دولتنا والعين بالعين والسن بالسن وانقضوا على المستوطنين وجيشهم في شوارع القدس بمظاهر بطولية وباهداف واضحة ان القدس خط احمر ورجالها نسور واسود الميدان لهم السيادة على الارض فقد حطموا كاميرات المراقبة واشعلوا بيوت المستوطنين واقتحموا مقر المحكمة المركزية التي تستخدم لمعاقبة الثوار وابطال انتفاضة القدس.
هذا الاحتقان الذي عززته صفقة القرن ونقل السفارة الامريكية لدى الاحتلال من تل ابيب الى القدس ومنع الانتخابات و اعتقال المرشحين واغلاق الموسسات الفلسطينية التعليمية والصحية والإعلامية والرياضية و فرض الاقامات الجبرية على النشطاء والمحافظين والوزراء واعضاء التشريعي اسس لهذه الانتفاضة وجعلها شرارة قد تنتقل من القدس للمحافظات الاخرى من رفح حتى جنين ومن لبنان و سوريا ومصر حتى تركيا واندونيسيا وايران فالقدس ليست للفلسطينين وحدهم بل خلفها امة اسلامية تحميها.
اشعلت ممارسات الاحتلال مدينة القدس وانتقلت لحاجز قلنديا وبيت ايل وحاجز الجلمة في جنين و من مخيم جباليا الى مخيمات لبنان ومن رام الله لطولكرم وجنين وغزة التي امطرت مستوطنات الاحتلال بالصواريخ في رسالة واضحة لكل من يهمه الامر ان القدس درة التاج عاصمة فلسطين الابدية وان الحرب تبدء من القدس والسلام يبدء هناك.
اسرائيل بيمينها المتصاعد والمتطرف الذي عم كل الاحزاب الاسرائيلية وتسابقوا بطرح شعارات تهويد القدس وطرد اهلها وذبحهم بحيث اصبح واضحا غياب اي جهة داخل اسرائيل تتحدث عن السلام او تؤمن بوجود حق فلسطيني او حتى بوجود شعب فلسطيني وان الخيار الوحيد للشعب الفلسطيني يكمن في مواجهة ومقاومة الاحتلال ولا حلول الا بالاشتباك مع المُحتل ودحره.
القدس الان عنوان الثورة وعنوان الانتفاضة لكل الفلسطينين بل وشرارتها الاولى والتي ستنتشر وتعمم و قد حسمت الانتخابات المقررة بانها تختار تيار الصمود والمقاومة ولم يعُد هناك خيارات اخرى في ظل حُكم نتنياهو وعصابته فالقدس مفتاح السلام و شرارة الحرب والنصر للشعوب المقهورة والصامدة.
المطلوب الان من الفصائل والقوائم الانتخابية تنفيذ شعاراتها نحو القدس ودعم حالة الاشتباك وتعميم الانتفاضة لتشمل كل فلسطين والدول العربية لتصبح انتفاضة عابرة للقارات واعادتة فلسطين الى سُلم اولويات العالم وتذكيرهم باخر احتلال مُجرم يجثو على ارضها واجب ازالته، قال تعالى:
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ.