حضور فلسطيني بصمود أردني
تحضر فلسطين في كل لقاء أو مشاورات أو قمّة يشارك بها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تحضر بقوّة الحق وعدالة نصرة شعب سُلب وطنه، فسُلب حق الحياة وحق العيش كباقي شعوب العالم.
قبل أيام حضرت فلسطين في القمّة الثلاثية التي عقدت في بغداد، وجمعت جلالة الملك عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بتأكيد على الثوابت الأردنية، ليقابله دعم مصري وعراقي لهذه الثوابت، حيث أعرب قادة العراق ومصر عن تقديرهما لجهود الأردن الحثيثة والمتواصلة لوقف الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، بما فيها جهود الأردن في وقف الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ووقف إطلاق النار واستعادة التهدئة، فكانت فلسطين على أجندة القمة بصوت أردني يؤكد دائمة على الحقوق الفلسطينية وشرعيتها وأنها بوابة حقيقية لإحلال السلام ليس فقط في المنطقة إنما في العالم.
بقاء القضية الفلسطينية أولوية لم يعدّ خيارا لأحد، إنما ضرورة تؤكدها الانتهاكات الاسرائيلية التي لم تتوقف على الشعب الفلسطيني، فالحرب على الشعب الأعزل لم تنته بعد، إنما تزداد رقعتها اتساعا جغرافيا، فمن غزة إلى القدس الى الشيخ جرّاح إلى بيتا إلى سلوان إلى نابلس إلى.. كم هي المساحة الجغرافية واسعة، إلى جانب اتساع مساحاتها الزمنية التي لا تقف ساعات وأيام اعتداءاتها وانتهاكاتها وحرب على زمن بعينه، إنما هي ماضية بحرب ظالمة على شعب لم يعدّ يرى في هذه الدنيا سوى أشكال ظلم لم تعرف لها مثيل البشرية.
وكجزء من كل لهذه الحرب، استيقظ الفلسطيني نضال الرجبي صباح امس وتوجه إلى محله التجاري في حي البستان ببلدة سلوان في القدس وعند وصوله إلى المكان وجد قوات الاحتلال وآلياته يحيطون بالمحل ويتجهزون لهدمه، وعندما اقترب من محله اعتدوا عليه بالضرب، وهدم الاحتلال المحل، فيما يهدد بهدم المزيد من المباني في الحي، هي حالة من عشرات الحالات إن لم يكن المئات التي يعيشها الفلسطينيون يوميا، وتؤكد أن حرب اسرائيل لم تنته عليهم، وهذا الاحتلال ماض بوحشيته لقتل السلام والأمن والعدالة لما لا عودة في حاضر فلسطين وغدها كما كانت في تاريخها.
بقاء هذا الواقع في فلسطين سيبقى بركانا يحيط بخاصرة العالم، وسينفجر يوما ما ولن يبقى أي معنى للإستقرار والأمن، فحضور القضية وحلّها يجب أن لا يبقى مهمة أردنية فقط، وحضورها بصمود أردني فقط، ولا حتى مهمة عربية فحسب، فعلى العالم أن يدرك خطورة استمرار ما تقوم به اسرائيل آخر احتلال على هذه المعمورة، وبقاء الحال سيجعل من السلام محالا، فمن غير المقبول وما يقبله ضمير حيّ أن يصبح ضحايا حرب اسرائيل على الشعب الفلسطيني مجرد أرقام تزداد يوميا تتناولها وكالات الأنباء ومحطات التلفزة دون تحريك ساكن من العالم الذي ما يزال يصرّ على اغماض عينيه عن الجرائم الاحتلالية، ما يحدث جرائم متكررة تتضمن أسماء عائلات وشخصيات وأطفال ونساء بين شهيد وأسير وهُدم منزله، ومن أُجبر على هدم منزله بيده، وغيرها من أشكال الظلم باتت تحمل أسماء أشخاص وليس فقط صفة جريمة.
عن “الدستور” الأردنية