أوقفوا هذا الجنون .......!!
ما يجري في الضفة الغربية منذ مقتل الناشط نزار بنات اثناء عملية اعتقاله من قبل قوة من الاجهزة الامنية اواخر الشهر الماضي، وما تلاه من خروج مسيرات غضب شعبية تنديدا بمقتله، وللمطالبة بمحاسبة من قام بهذا العمل، وقمع هذه المسيرات من قبل الاجهزة الامنية، والاستخدام المفرط للقوة بحق المواطن الفلسطيني ينذر بانزلاق خطير، والدخول في مربع المحظورات التي لا يريدها احد، ولا يجب ان نصل اليها باي حال من الاحوال .
راعنا جميعاً المشهد الموجع بحق الناس، والمشاركين في الوقفات، والتظاهرات التي عبرت عن رفضها لهذا السلوك الذي لا يتناسب مع قيم، واخلاق شعب تجرع الويلات على يد الاحتلال، وما زال يعاني من عنجهية المحتل الجاثم فوق صدورنا، وهو ما يجب ان لا يغيب عن احد منا ان التناقض الاساس هو ما زال مع هذا الاحتلال، وعليه يجب تغليب كل التناقضات الداخلية لصالح التوجه لمواجهة الاحتلال، والاقتداء بنموذج بيتا القرية الصغيرة القريبة من نابلس ذات الفعل الكبير العالي في نضالها المتواصل يومياً منذ نحو 70 يوماً رفضاً للاستيطان، بيت دجن شرق نابلس، وهي تقاوم بارادة ابنائها مشاريع ومخططات الاحتلال، ومستوطنيه الحاقدين كفر قدوم اضافة الى عشرات النماذج الاخرى من صناع المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال لا ان تتدحرج الامور الى زوايا الفلتان التي بتنا اقرب للاسف منها .
المسألة ليست مجرد حالة تنفيس امام مقتل ناشط قد نختلف او نتفق معه هذا شأن اخر بل ما يجري اكثر خطورة من ذلك بكثير بحيث انه يجعل الجميع على شفى الهاوية اي - الفوضى الخلاقة - وتفتيت المشروع الوطني وكأن حالة الانقسام المتواصل وماجرى خلالها ليست كافية لنتعلم منها الدروس، والعبر، ومدى التكلفة والدمار التي لحقت بالحالة الوطنية، والنسيج الاجتماعي ومقومات الصمود في وجه الاحتلال الا يكفي ما يجري امام اعيينا !! لنا في الانقسام عبرة يا اولي الالباب ان كان هناك من يتعظ !!
لذلك علينا العمل بسرعة قبل فوات الاوان بخطوات جدية ملموسة من العقلاء من الشرفاء من الناس الطيبين الاصيلين ابناء البلد اسراها المحررين من اجل معالجة جدية جذرية قوامها، وعنوانها الاساس سيادة القانون، وصون الحريات العامة، ووقف التعدي عليها بل محاسبة كل من قام باي اعتداء على اي مواطن ومتابعة حثيثة لمقتل نزار بنات، وايجاد اليات لمنع تكرار ذلك وكشف الحقيقة امام الجمهور علنا دون اخفاء او ابطاء او تلكؤء .
الصورة الحقيقية الطبيعية هي صورة الصمود، والتكاتف التي كانت قبل اسابيع قليلة في مواجهة الاحتلال وحربه العدوانية على الشعب الفلسطيني خصوصا في القدس،وغزة، والضفة، والداخل شعب واحد في مواجهة محتل لئيم يزرع الحقد، والعنصرية في كل شبر من ارضنا لا يجب تهشيم هذه الصورة فهي التي اعادت القضية لصدارتها امام العالم اجمع ومعها حركة التضامن الدولي التي نحتاجها وهي ما نتمسك به بديلا لصورة قبيحة لا احد يرغب ان يراها او حتى ان تبقى عالقة في ذهنه لماذا الاصرار على استبدال الصورة ؟ باخرى لا تليق بنا ولا بتضحيات شعبنا .
من اجل ذلك كله علينا وقف هذا الجنون هذا خروج عن العقل ضرب الصحفيين، والصحفيات الاعتداء على محرمات وممتلكات عامه الدخول في اتون وضع داخلي هو خروج عن قوانين ومعتقدات تمهيداً لانهيار البلد بكاملها ليس السلطة فقط لا احد يرغب بان نشهد اليوم التالي لسقوط البلد في وحل الاقتتال، وما يحمله من وبال - اعادة هيبة السلطة، واجهزتها تأتي من خلال استعدادها لحماية الناس، وكرامتهم، وحفظ السلم الاهلي، وحقن الدماء لا بد من علاج جدي وجذري قبل التحول لدولة عميقة تفقدنا ما تبقى حتى من ذكريات علينا العمل على وثيقة شرف وطنية مغايرة بادوات واليات عمل جديدة اعادة الاعتبار لمنظومة العمل الوحدوي والكفاحي، وتغليب المصلحة الوطنية فوق اي اعتبارات ضيقة وفئوية ليتوقف هذا الجنون فورا .