في زمن الكورونا.. الحكومات تنبش جيوب الناس عند السّفر!
كتب رئيس التحرير: لا يختلف اثنان على أن إجراءات مكافحة كورونا يجب أن تستمر، ما دام الفيروس منتشراً وما دام التهديد قائماً، لكن أن يكون على حساب أرزاق وجيوب المواطنين "دون مبرر" فهذا كُفر صريح!
بدأت تبرز إلى السطح مشاهد تقوم بها الحكومات تدفع المواطنين إلى الإيمان بأن بعض الإجراءات "الوقائية" وضعت لنبش جيوبهم وتحصيل أموال من الناس لسداد العجز في ميزانياتها، ومثال ذلك فحوصات وإجراءات وتكاليف السفر التي تضاعفت إلى 8 أو 10 أضعاف بالنسبة للمواطن الفلسطيني!
الطريق من فلسطين إلى مطار الملكة علياء أو إلى الأردن بات مليئاً بـ"فت المصاري"، دون أي مبررات وبائية، فما معنى أن يجري المسافر فحصاً لدى الصحة الفلسطينية لإثبات الخلو من فيروس كورونا بقيمة 100 شيقل، ثم يجري نفس الفحص على الجانب الأردني بـ28 ديناراً، ما سبب كل هذه التكاليف؟! لماذا لا تتفق الحكومتان الأردنية والفلسطينية على إجراء فحص واحد أردني أو فلسطيني، ولماذا لا تزال رسوم المنصة سارية (على غير المطعمين)؟! مع تفهم أن من حق الأردن حث الداخلين إليها وحالتهم الصحية، لكن لماذا الدفع؟! علماً أن من لا يُطلب منه التسجيل للمنصة هو الراغب في السفر عبر المطار مباشرة و هؤلاء مطلوب منهم إجبارياً الحجز بفندق المطار الذي تكلف فيه الغرفة 150 دولاراً دون وجبات الغداء والعشاء بالإضافة لـ 21 ديناراً هي أجرة الباص ويتم حجر الجميع هناك باختلاط كامل ودون أي احتياطات بينهم فهل الفيروس لا يصيب المسافرين؟
نشير هنا إلى أن مثل هذه الاجراءات تقوم بها معظم الدول وليس فقط فلسطين والأردن والواضح من كل الاجراءات هي جمع الأموال من جيوب المواطنين فمثلا عند عودتك من أي دولة في العالم للاردن تقوم بعمل فحص كورونا بتكلفة 30 الى 60 دولار يختلف من دولة الى اخرى وعند وصولك مطار الملكة العليا بالاردن تقوم باجراء فحص كورونا آخر ايضا وتقوم بدفع 28 دينار للمنصه، وكذلك إرهاق الشيوخ والاطفال بالفحص المؤلم، حيث كتب بعض المغردين من المسافرين "خزقونا" ويقصد حجم الألم من إدخال أدوات الفحص في الأنف لأكثر من مرة في اليوم الواحد.
تغريدات المواطنين شملت قيمة الضرائب التي تفرض بالإضافة للفحوصات على حدود الدول وبشكل خاص على الجسر والتي تصل لـ 200 شيكل تدفع في أريحا لفلسطين وإسرائيل و50 شيكلا تدفع للاردن حيث كتب أحد المغردين "ندفع ضرائب لثلاث دول دون اي خدمات منهم لنا".
هذه الأعباء المالية ومعاناة الفحص يضاف إليها معاناة السفر والازمات وتحميل الأمتعة والإكراميات "البخشيش" حيث أنه بدون ذلك لا يتم تقديم الخدمات لك وخاصة نقل الأمتعة، ناهيك ان هناك بركسات وكأنها فرن على الجسور تجعل المواطنين يتصببون عرقا وبعضهم يضطر مجبرا لخدمة الـ VIP والتي تكلف 110 دولاراً للفرد الواحد سواء كان طفلا او شيخاً وبهذه الحالة يشعر المواطن بحجم الفرق عند الدفع لنوع الخدمة والراحة، والواضح أن الشعار إدفع اكثر تحصل على خدمة أفضل، والسؤال لماذا سفر من يدفع لا يستغرق نصف ساعة وراحة كاملة والآخرون يحتاجون احيانا لعشر ساعات سفر في الحر وتحت أشعة الشمس؟! هل كبار المسؤولين ممن لديهم المال الوفير لا يشعرون بحجم معاناة شعبهم؟
صراخ المواطنين من الأعباء المالية وصل ذروته سواء المالية او الإرهاق والتعب فهل ستتدخل الحكومة وبشكل خاص وزارة الخارجية والصحة والشؤون المدنية ومحافظ أريحا والأغوار للوقوف على تلك المعاناة وشطبها من قاموس المسافرين؟!