دروس وعبر عملية الأسرى وتحررهم من سجون الاحتلال
شكل حدث تمكن تحرير الأسرى الستة لأنفسهم من داخل السجون الإسرائيلية تحديا كبيرا للمنظومة الأمنية الاسرائيلية ويعد انتصارا كبيرا لإرادة الاسرى الذين يخضعون لعمليات قمعية مستمرة ويعيشون في ظروف مأساوية صعبة وهذا الانتصار يثبت مجددا أن إرادة وعزيمة الاسرى في سجون الاحتلال لا يمكن أن تقهر أو تهزم مهما كانت التحديات وأن الاحتلال لم ولن ينتصر أبداً مهما امتلك من الإمكانات وأسباب القوة.
ويشكل انتزاع 6 أسرى لحريتهم من داخل السجون الإسرائيلية هزيمة كبرى للاحتلال وهذه العملية البطولية ستعمق من فشل الاحتلال وعجزه وستربك كل حساباته بالرغم من اعتبار سجن جلبوع الذي تم أُنشاؤه بإشراف خبراء أيرلنديين وافتتح في العام 2004، ذو طبيعة أمنية مشددة جدًا ويوصف بأنه السجن الأشد حراسة على المستوى الدولي.
الصراع مع الاحتلال لا يمكن ان ينتهى في ظل تواصل اعمال العدوان والاستيطان والاهتمام الدولي في القضية الفلسطينية والمعركة طويل ومفتوح وعلى الاحتلال أن يفهم الدرس فالحق لا يسقط بالتقادم والشعب الفلسطيني لا يستسلم أبدا ولن يرفع الراية البيضاء مهما كلفه ذلك من ثمن فلا بد من تحقيق العدالة وعودة الارض الى اصحابها وكانت دوما اليد الفلسطينية ممتدة من اجل السلام الحقيقي المبني على اسس الشرعية الدولية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وعودة حقوقه المغتصبة وإطلاق سراح الاسرى بدلا من استمرار الصراع والعدوان.
ونفذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو مليون عملية اعتقال ضد الفلسطينيين منذ يونيو/ حزيران 1967 ويقبع في السجون الإسرائيلية نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني، موزعين على 22 سجنا داخل الأراضي المحتلة تابعة لمصلحة السجون، ومعسكري اعتقال في الضفة الغربية المحتلة تابعة للجيش مباشرة ومن ضمن هذا العدد توجد 62 أسيرة، بينهن 14 فتاة دون سن 18 وثلاثمئة طفل وفتى دون سن 18 عاما ويعاني 150 أسيرا من أمراض مزمنة وخطيرة، وتوجد نحو سبعمئة حالة مرضية مختلفة في ظل إهمال طبي شديد ومتعمد ويقضي خمسمائة أسير فلسطيني أحكاما بالمؤبدات واستشهد 210 أسرى داخل سجون الاحتلال جراء القهر والتعذيب والإهمال الطبي ويخضع نحو خمسمائة أسير فلسطيني للاعتقال الإداري دون إدانة أو لوائح اتهام ودون محاكمة ويصل عدد الصحفيين الفلسطينيين المعتقلين لدى سلطات الاحتلال إلى 28 صحفيا.
الحركة الفلسطينية الأسيرة خاضت أكثر من 28 إضرابا مفتوحا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي على مدى نحو خمسين عاما من عمرها الذي تعود بدايته الفعلية إلى عام 1967 ولا يشمل ذلك الإضرابات الفردية التي خاضها بعض الأسرى.
ومهما طال الزمن لا يمكن ان تغلق ابواب السجون وهذا الدرس وتلك البطولة الفلسطينية المتجددة تثبت انه لا يمكن اغلاق أقفال السجون فدائما باب الأمل لدى الأسرى الفلسطينيين مفتوح من اجل نيل الحرية ولم تكن عملية تحرر الأسرى لأنفسهم عبر نفق حفروه الأولى من نوعها فتجربة الأسرى للخلاص من السجن حافلة بعمليات التحرر والتي ينجح فيها أسرى فلسطينيون بتحرير انفسهم من سجون الاحتلال وزنازينه لكن هذه العملية كانت الأكثر إثارة وتعقيدا وتخطيطا محكما ومعقدا كما أنها الأكثر إحراجا لسلطات الاحتلال التي تحاول عادة الاستفادة من تدفق المعلومات والتعامل معها لصالحها ضمن مفهومها العسكري لتنشر انتصاراتها الكاذبة عبر الاعلام الحربي الاسرائيلي لخدمة نظرياتها الامنية والتشكيك في قدرة الفلسطيني على مواجهة الاحتلال.