بسام زكارنة يكتب لصدى نيوز: احذروا ابواق الفتنة
مقالات

بسام زكارنة يكتب لصدى نيوز: احذروا ابواق الفتنة

الحرب تبدأ باسقاط الخصم نفسيا اي تبدء ببث المعلومات المثبطة للطرف الاخر، من خلال الطابور الخامس والحسابات الوهمية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهذا ما يحدث الان في قضية هروب الاسرى الستة الابطال حيث بدات ماكنة العدو الاسرائيلي ببث الدعايات والمعلومات المضللة داخل المدن الفلسطينية بل في كل وسائل التواصل الاجتماعي والتي تساهم في تحقيق انتصارات واحيانا اخرى جمع المعلومات.

عندما حاصر الجنود  مدينة مدريد وكان عدد الجنود مكونًا من 4 طوابير وصرح الجنرال  إميليو مولا احد القادة لمحاصرة مدريد انه يملك 5 طوابير 4 يحاصرون مدريد من الخارج وأمّا الطابور الخامس هو الطابور الموجود داخل مدريد نفسها فمصطلح الطابور الخامس يرمز للخونة الذين يهدفون لتدمير أمّة سواء علنًا أو سرًا.

عند الاعلان عن انتصار اسرانا على السجان الاسرائيلي بكل امكاناته التكنولوجية والعسكرية خرجت من هنا وهناك اصوات نشاز تساعد الاحتلال في ضرب فرحة الشعب الفلسطيني بهذا الانتصار غير القابل للتشكيك حيث انتصر ستة اسرى على جيش كامل العتاد ، انه جيش من ستة رجال سلاحه فقط ملعقة طعام واظافر حفرت ارضيات مسلحة وفتت صخور بارادة اسرى ابطال امتلكوا الخطة والتصميم والايمان بحتمية النصر وكان لهم ما ارادوا بغض النظر عما سيحدث الان، فالفشل في المنظومة الامنية الاسرائيلية تحدث عنه العالم بكل اعلامه وبكل لغاته ودمغت اسرائيل انها جيش مهزوم امام اسرى عُزل باستثناء ارادتهم وهذا الجيش المُغتصب للأرض والانسان سوف يسقط امام ارادة العمالقة امثال هؤلاء الاسرى وشعب الجبارين الفلسطينين.

البعض ذهب "للتنغيص" على شعبنا ببث اسافين الفتنة ومحاولا جر الشارع لجدل داخلي ومعارك ثانوية سواء  بنشر دعايات حول دور وتنسيق الاجهزة الامنية او حتى نشر تصريحات مزورة للقيادة الفلسطينية ناهيك عن نشر تساؤلات حول موقف الحكومة الفلسطينية و قياداته رغم تصريحات معظم القيادات ومنها رئيس الوزراء الواضحة بحق الاسرى المطلق بفعل اي شيء يحقق حريتهم من سجانيهم.

اعتقال اربعة من الاسرى في مدينة او قرية ما شامخة شموخ الجبال برجالها ونساءها لا يعني باي حال من الاحوال دور سلبي لاهلها في ظل انتشار كاميرات الديجتال التي تحدد اسم وعنوان اي وجه تلتقطه ناهيك عن قدرات الجيوش وخاصة جيش الاحتلال في مراقبة الهواتف والاتصالات و كلاب الاثر وتقنيات المتابعة والمراقبة التي نعرف جزء منها ولا نعرف الجزء الاخر، وبث سموم الفتنة والفرقة جزء من خطة الاحتلال، وحتى ان وُجد عميل هنا او عميل هناك لا يعني ان تلك المدينة او المحافظة مدانة، ولا ننسى ان الجغرافيا تخدع وخاصة ان الاسرى ليست لديهم بوصلة للتحرك فقد تحركوا جنوبا بدل ان يتحركوا شمالا !! وقد يكون تحركهم مدروس وخاصة ان جيش الاحتلال تحرك شمالا ونشر جيشاً كاملا على فتحات الجدار، ولكننا واجب ان نكون حذرين من ترديد الرواية الاسرائيلية او حتى نشر صور تم تعميمها من قبل الاحتلال.

الحرب التي ادارها جيش من ستة رجال بتخطيطهم المُحكم سانده شعب واعي بارسال 250 بلاغ مزور عن تواجدهم في اماكن وهمية وغير حقيقة لارباك المنظومة الامنية الاسرائيلية. هذا الشعب الواعي لم يقف متفرجا بل فتح جبهات الاشتباك في معظم المناطق لتخفيف الضغط على الاسرى واشغال الجيش الاسرائيلي واعلن التعبئة العامة و الاعلان عن فتح البيوت لحماية الاسرى بحيث يكون شعبهم حاضنة لهم في كل اماكن تواجده وهذا دعاية وعمل منظم يخدم استكمال الانتصار بوصول الاسرى لاماكن آمنة بين اخوتهم الثوار وجنودهم وأسرهم وتحت حماية بنادق الاحرار المستنفرين منذ اعلان نجاح جيش الاسرى الستة بالخروج من نفق الحرية المحفور باظافرهم، وعلى الشارع ان يبقى شامخا مفتخرا بما حققه الابطال ويستمر لاخر دقيقة لحماية الاسرى الباقين في جبال فلسطين حتى ينجحوا في الوصول على المكان الامن.

الحرب النفسية التي يتقن الاحتلال ادارتها لا تخفى على شعب فلسطين الاحرار، ولا تقل خطورة عن استنفار الجيش الاسرائيلي بكل معداته وجيشه الذي نشر 14 الف جندي في كل النقاط للبحث عن ابطال الحرية بالاضافة للطائرات بدون طيار والمجهزة باحدث الكاميرات التي ترى ما بين الصخور والاشجار، ولكنها اي حرب الاشاعات مكملة لجهدهم ومكرهم و جزء من هذه المهام تقع على الطابور الخامس وعملاءهم ممن فتحوا كاميراتهم لاحباط شعبنا وبث سمومهم و تغذية نار الفتنة ، فالحذر واجب ومطلوب ومواجهة هؤلاء فرض عين ببث المعلومات والدعايات المضادة التي تمنح القوة وتساعد جيش الاسرى الستة للوصول لقلاعهم.

الثلويث الاعلامي المنظم اسرائيليا واجب ان يتم مواجهته باعلام مضاد من كل فرد بل واجب ان يكون خطة لكل الفصائل لمواجهته، وجر الشارع لنقاشات فيها جمع معلومات تخدم الاحتلال واجب الجميع ان يحذر منها ويعزل المثبطين ممن يختاروا الاحباط والفتنة الداخلية واجبة بل معاملتهم كعملاء وجواسيس وتحذير الناس منهم ومهاجمتهم بالاسم وفضح اهدافهم مهمة الشعب الذي لن يُقهر، ولا نستثني منهم من يرددوا الرواية الاسرائيلية في عملية الهروب او حتى اعتقال بعض الاسرى الابطال.

"ما كانت الفتنة إلا ليتبين الذين آمنوا ويتبين المنافقون"، المعركة مستمرة والنصر حليف الاحرار مهما علت اصوات ابواق الفتنة والعملاء وسيبقى جيش الستة اسرى خالدين في صفحات العز والشرف والانتصار و من صنعوا المعجزة "معجزة اظافرهم التي هزمت جيش جرار بكل التكنولوجيا واجهزة مراقبتهم واسلحتهم.

هذا المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر وكالة صدى نيوز.