هل سينهار الدولار إلى ما دون الـ3 شواقل؟
صدى نيوز - حذر تقرير إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، من عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية لخطوات "جريئة وفورية"، قد يؤدي إلى هبوط الدولار إلى حد ثلاثة شواكل أو أقل.
وقال الصحفيان، جاد ليئور ونافيت زومر، في صحيفة (يديعوت أحرنوت): إن "قادة الاقتصاد" في إسرائيل، يدركون عواقب انخفاض الدولار على الصادرات والاقتصاد الإسرائيلي بأكمله، متوقعاً عدم سماحهم بحدوث ذلك بهذه السرعة.
وتابع التقرير بالقول: "يستمر الدولار واليورو في الهبوط مقابل الشيكل، وهذا هو الاتجاه السائد خلال الأسابيع الأخيرة وتسبب الانخفاض في أسعار صرف هذه العملات في الأيام الأخيرة في إسرائيل، بالفعل في حدوث صدمة في سوق العملات، مما سيؤثر على الأسعار في إسرائيل إذا استمر هذا الاتجاه".
وأكمل: "تم تحديد سعر صرف للدولار أمس الاثنين عند 3.13 شيكل، فيما فقدت العملة الأمريكية بالفعل 4% من قيمتها في الأسبوعين الماضيين، وتراجع اليورو إلى 3.62 وهو أدنى مستوى في 21 عاما ويقترب من أدنى مستوى للعملة مقابل الشيكل".
وأضاف: "وكلما كانت "العملة الإسرائيلية" أقوى، كان من الصعب على المصنعين والمصدرين تحقيق ربح، والخوف دائمًا من أن يؤدي ذلك إلى إغلاق خطوط الإنتاج وفصل العمال".
وتساءل التقرير: "من الذي سيفوز في كل هذا الأمر؟ الإسرائيليون الذين يسافرون إلى الخارج أو أولئك الذين يخططون لرحلة تسوق في بداية شهر نوفمبر، حيث يكون هناك أيام تسوق ليست بالقليلة".
ويقول: "إن تفسير ذلك بسيط: يبيع المصدرون منتجاتهم في الخارج ويتقاضون المقابل بالعملة الأجنبية، إذا قاموا قبل عام بتبديل 100 دولار مقابل 340 شيكل، فإنهم لم يتلقوا صباح أمس سوى 313 شيكل مقابل 100 دولار".
واستكمل: "ومقابل 100 يورو حصلوا فقط على 400 شيكل العام الماضي و362 شيكل فقط أمس، و بما أن نفقاتهم في إسرائيل بالشيكل، مثل مدفوعات الأجور، والكهرباء، والمياه، وضرائب الممتلكات، وما إلى ذلك، فإن وضعهم يتدهور نتيجة تعزيز الشيكل".
وتابع: "كما تتأثر المنافسة بين المصنعين والمصدرين الإسرائيليين ومنتجات الدول الأخرى، وسيضطر المصنعون وأصحاب التكنولوجيا العالية في إسرائيل إلى رفع الأسعار لتجنب الخسائر، وسيواجهون صعوبة في منافسة المنتجات من الدول الأوروبية وآسيا وخاصة من الشرق الأقصى والصين واليابان، التي تغرق الأسواق بأسعار رخيصة".
ووفق الصحفيان، "فإن الأضرار التي لحقت بالصناعة الإسرائيلية جسيمة، وتؤثر أيضا على التكنولوجيا المتقدمة ويمكن أن تضر بالناتج القومي الإجمالي. الإجراءات الدولية بالدولار تصبح أكثر تكلفة على الورق".
واستكمل: "وقد تضررت القدرة التنافسية للتكنولوجيا الإسرائيلية الفائقة أمام العالم، كما أن أسعار المواد الخام التي قفزت بنسبة 20٪ -80٪، تضاف أيضًا إلى الأزمة التي يعاني منها المصنعين، ومع زيادة أسعار الشحن البحري، فان المصدرون يعرضونا للضرر مرتين: إنه مكلف بالنسبة لي إحضار المواد الخام كما انها مكلفة بالنسبة لي لشحنها، وتستمر نسبة كبيرة من المصدرين في التصدير بأدنى حد أو بدون ربح حتى لا يفقدون عملائهم في الخارج".
وقال: "إذن ما الذي يمكن فعله بالضبط؟ يمكن لبنك "إسرائيل" شراء كميات كبيرة إضافية من الدولارات في سوق الصرف الأجنبي، لكن من تجربة العام الماضي، هذا لا يكفي".
وتابع: "خطوة أخرى يمكن اتخاذها هي خفض سعر الفائدة على الشيكل إلى مستوى سلبي، لكن ما فعلوه في اليابان والاتحاد الأوروبي في الماضي لا ينطبق اليوم على إسرائيل، وعلى الرغم من أن هذا التخفيض في سعر الفائدة سيؤدي إلى زيادة أسعار صرف العملات الأجنبية، إلا أنه سيزيد من تفاقم أسعار الشقق، حيث يصبح سعر الفائدة على الرهن العقاري صفراً".
وأوضح: "إذا كانت أسعار الفائدة منخفضة للغاية، فإن الاستهلاك سيرتفع، وسيشتري الجمهور المزيد والمزيد من المنتجات وسيؤدي الطلب الزائد إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار، حيث بلغ التضخم في إسرائيل ذروته بالفعل منذ عقد من الزمان وارتفع بنسبة 2.5٪ منذ بداية العام".
واستغرب، التقرير، من عدم قيام (بنك إسرائيل)، بشراء الدولار في الأيام العشرة الماضية، قائلاً: "لماذا لم يشتر بنك إسرائيل الدولارات في الأيام العشرة الماضية؟ مراقب الدولة، تنياهو إنجلمان، انتقد بشدة استحواذ بنك إسرائيل الأخير على عشرات المليارات من الدولارات، بل وذكر أن ذلك "أضر بسمعة بنك إسرائيل في العالم".
وتابع: "يقول البعض إن بنك إسرائيل أراد أن يريه ما سيحدث إذا تم إيقاف عمليات الشراء. لا يوجد بالطبع تأكيد لهذا".
وأوضح: "بنك إسرائيل هيئة مستقلة ويجب على الحكومة ألا تأمره بشراء دولارات أو إجراء تغييرات في سعر الفائدة، ومع ذلك، يمكن للحكومة أن تسهل على المصدرين بطرق مختلفة، مثل تخفيض الضرائب على الوقود للصناعة، وتقليل مدفوعات الضمان الاجتماعي للمصنعين والمصدرين، وتشجيع الصادرات الإسرائيلية في حملة تسويقية في الخارج".
وتساءل: "من الذي ما زال يستفيد من هبوط الدولار واليورو؟ يسافر معظم الإسرائيليين إلى الخارج. سيتم تخفيض تذاكر الطيران وكذلك الإقامة في الفنادق واستئجار سيارة في الخارج وبالطبع أكثر شيء يحبه الإسرائيليون انخفاض تكلفة التسوق عندما نكون في بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، حيث تكون هناك أيام التسوق القليلة ليس هناك شك في أن الإسرائيليين سيستفيدون من ذلك".
وختم بالقول: "ووفق تقديرات للمستقبل؟ فإنه إذا لم تتخذ الحكومة وبنك إسرائيل خطوات جريئة وفورية، فقد ينهار الدولار في إسرائيل بمعدل 3 شيكل أو أقل، ومع ذلك، من الصعب تصديق أن هذا سيحدث. يدرك قادة الاقتصاد عواقب مثل هذه الخطوة على "الصادرات الإسرائيلية" والاقتصاد بأكمله ولا يُتوقع منهم السماح بحدوث ذلك بهذه السرعة".