مصر وروسيا توجهان ضربة جديدة للدولار الأمريكي..ماذا فعلا؟
صدى نيوز- كشف غيورغي بوريسينكو، السفير الروسي لدى القاهرة، أن روسيا ومصر تجريان مباحثات مكثفة للتحول إلى العملات الوطنية في التسويات الخاصة بالتجارة المتبادلة.
وقال بوريسينكو: "منذ ربيع عام 2022، وتجرى مشاورات مكثفة حول التحول إلى العملات الوطنية خلال التسويات في التجارة المتبادلة".
وأكد السفير الروسي، أن مثل هذا التحول سوف يساعد على تخطي تعسف الدول الغربية التي تستخدم عملاتها لأغراض جيوسياسية.
وقال السفير الروسي: "ننطلق من حقيقة أنه يجب التحرك بسرعة على طريق فك دولرة علاقات التجارة الخارجية والعلاقات الاقتصادية بشكل عام".
وكانت وكالة "نوفوستي"، قد كشفت عن قيام عدة بنوك مركزية حول العالم باتباع نهج تقليل حصة العملة الأمريكية من احتياطياتها الدولية، نظراً لسياسة واشنطن الاقتصادية العدوانية، والدين الضخم للولايات المتحدة.
وذكرت الوكالة، إن الدول الناشئة تتجه صوب اعتماد العملات الوطنية في التسويات التجارية، كما أصبح عدد من الاقتصاديين على يقين بأن العالم المالي لن يكون كما كان مرة أخرى.
وأشار محللون في معهد الأبحاث التابع لبنك "كريدي سويس" السويسري، في تقرير عن "مستقبل النظام النقدي"، إلى فقدان الثقة في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، خاصةً مع ارتفاع معدلات التضخم ووجود عجز كبير في الميزانية الأمريكية (1.3 تريليون دولار) وديون ضخمة (31 تريليون دولار ما يشكل 121.5% من حجم الناتج المحلي الإجمالي) بالإضافة إلى أن لا أحد يحاول استخدام الدولار كسلاح.
وأكد معدو التقرير، على زيادة عدم التوازن في الاقتصاد الكلي بشكل كبير، بالإضافة إلى تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية في السنوات القليلة الماضية، وتزايد احتمالية التخلي عن الدولار الأمريكي على نطاق واسع".
وفيما يتعلق بمؤشر تراجع الثقة في الدولار، لفت التقرير إلى أن الدولار خلال فترة السبعينيات كان يشكل 80% من الاحتياطيات العالمية، بينما وصل في 2022 إلى مستوى 58.8% فقط، وهو أدنى مستوى خلال 20 عاما.
ويقول محللون، إن استخدام احتياطيات الدولار باعتبارها آلية وقائية ضد تراجع العملات لم يعد مناسباً في ظل اعتماد سعر الصرف العائم.
وكمثال صارخ على تراجع مكانة الدولار حول العالم، تحدث اقتصاديون عن الاتحاد الروسي التجاري مع الصين والهند، فخلال العام الماضي حولت موسكو وبكين ثم مع نيودلهي التسويات التجارية إلى العملات الوطنية، والآن يدفع الصينيون والهنود ثمن المنتجات الروسية باليوان والروبية.