لماذا يعتبر الين الياباني والدولار عملتي ملاذ آمن؟

ترجمة اقتصاد صدى - "هناك حالة مثيرة للاهتمام بشكل خاص في سوق الصرف الأجنبي، حيث أظهرت عملتان تعتبران "ملاذات آمنة" نشاطًا مختلفًا تمامًا في التداول مؤخرًا: الأول هو الين الياباني، الذي قدم أداءً سيئًا هذا الأسبوع: بعد الأسبوع الماضي، رفع البنك المركزي الياباني سعر الفائدة في البلاد للمرة الأولى منذ عام 2007، وانخفض الين الياباني إلى أدنى مستوى له منذ 34 عامًا". حسبما ترجم اقتصاد صدى عن صحيفة جلوبس الاقتصادية

وأضافت الصحيفة وفق ترجمة اقتصاد صدى"الثاني هو الدولار الأمريكي الذي تعزز خلال الأسبوعين الأخيرين في ظل تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي حول تأجيل التيسير النقدي لبقية العام بالإضافة إلى المراجعة التصاعدية لتوقعات النمو في الولايات المتحدة خلال عام 2024. وتشير التوقعات إلى استمرار قوة النظام الاقتصادي الأمريكي".

وتابعت "تعتبر كلتا العملتين ملاذات آمنة بسبب السيولة العالية التي تتمتع بها، وانخفاض التضخم في بلديهما، واستقرار النظام السياسي والاقتصادي".

وأكملت "ماذا حدث؟ وصل سعر صرف العملة اليابانية مقابل الدولار اليوم إلى 151.35 للدولار الواحد. ومنذ بداية العام، انخفضت قيمة العملة اليابانية بنسبة 7%، لتصبح بذلك عملة الاقتصادات الكبرى ذات الأداء الأسوأ في الربع الأول من العام. وبصرف النظر عن ذلك، بعد أسبوع من قيام البنك المركزي الياباني بإنهاء أسعار الفائدة السلبية، استمر التضخم في البلاد في الاستمرار عندما ارتفع إلى 2.8٪ في فبراير (3.2٪ باستثناء أسعار المواد الغذائية والطاقة)".

وقالت "بعد الانخفاض الجديد للعملة، من المتوقع أن يجتمع رؤساء النظام الاقتصادي في اليابان، بما في ذلك البنك المركزي ووزارة المالية وهيئة الخدمات المالية، لمناقشة التطورات. ومن الإجراءات المطروحة على الطاولة التدخل في سوق الصرف الأجنبي، ففي عام 2022 تدخلت السلطات اليابانية لأول مرة منذ عام 1998 لتقوية العملة اليابانية، وباعت خلال ذلك العام 60 مليار دولار".

وقال كوبي ليفي، رئيس مكتب استراتيجية السوق في بنك لئومي الإسرائيلي، إن "الين الياباني يتداول في ظل تقلبات واتجاه حاد لانخفاض قيمته، في نفس الوقت الذي قرار فيه البنك المركزي رفع أسعار الفائدة إلى المنطقة الإيجابية، ونهاية فترة الإغلاق". برنامج إدارة منحنى العائد، ومن المتوقع في المستقبل أن يحافظ البنك المركزي على سياسة توسعية مع مرور الوقت، مع التحلي بالمرونة في استخدامها في أداة شراء السندات.

ومن ناحية أخرى، فإن أداء الدولار قوي مقارنة بالعملات الأخرى في العالم. وفي أسبوع التداول الأخير، تمت إضافة الدولار مقابل الشيكل، ولكن أيضًا مقابل اليورو والين والفرنك السويسري. ويواصل الدولار كونه أحد أقوى العملات في سوق الصرف الأجنبي، حيث ارتفع مؤشر DXY، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الأجنبية، بنحو 4 نقاط أساس منذ بداية العام.

"ارتفع الدولار بشكل حاد مع تقلب قيمته، على خلفية البيانات الكلية الجيدة، وقرار سعر الفائدة الذي أكد على نهج بنك الاحتياطي الفيدرالي الصبور. وتركز الأمر على قرار عدم تغيير سياسة إدارة الميزانية العمومية، وخطاب رئيس مجلس الإدارة فيما يتعلق باحتمال انخفاض التخفيض في الميزانية العمومية قريبًا"، يقول ليفي وفق ترجمة اقتصاد صدى.

ويطلق المسؤولون تحذيرات شبه يومية ضد تحركات المضاربة وتشعر الأسواق بالقلق من الهبوط لمستوى 152 للدولار، إذ قال وزير المالية شونيتشي سوزوكي إن اليابان لن تستبعد اتخاذ أي خطوات إذا اعتقدت أن الين ينخفض ​​بسرعة كبيرة.

وقال رودريجو كاتريل الخبير الاستراتيجي في بنك أستراليا الوطني "السوق حساس للغاية لمستوى 152... إذا تم تجاوز هذا المستوى فإن التاريخ الحديث يشير إلى أن التدخل سيكون أكثر احتمالا".

وقال ناوكي تامورا عضو مجلس إدارة بنك اليابان اليوم الأربعاء، إنه يتعين على البنك المركزي أن يتقدم ببطء ولكن بثبات نحو التخلي عن سياسته غير التقليدية، وهو ما من شأنه أن يعطي الين دفعة ضعيفة.

أدت هذه الخطوة إلى ارتفاع الدولار على نطاق أوسع، وجرى تداول اليوان الصيني والدولار النيوزيلندي بالقرب من أدنى مستوى لهما في أربعة أشهر.

وتراجع اليوان إلى 7.2285 للدولار على الرغم من تثبيت نطاق التداول من قبل البنك المركزي. ونزل الدولار النيوزيلندي 0.2% إلى 0.5988 دولار أميركي. وخفضت وزارة الخزانة النيوزيلندية توقعاتها للنمو الاقتصادي أمس الثلاثاء.

وأظهرت بيانات أسترالية نشرت صباح اليوم الأربعاء أن التضخم ظل عند أدنى مستوى له منذ عامين عند 3.4% في فبراير/شباط، مما عزز رهانات السوق على أن الخطوة التالية في أسعار الفائدة ستكون الخفض. وتراجع الدولار الاسترالي 0.3% إلى 0.6515 للدولار الأميركي.

وتراجعت العملة الأسترالية 4.3% في الربع الحالي. وكانت التحركات الصباحية الأخرى في آسيا هامشية في ظل انتظار الأسواق لصدور بيانات التضخم الأساسي في الولايات المتحدة يوم الجمعة.

وأظهرت بيانات صدرت ليلا قفزة أكبر من المتوقع في طلبيات السلع المعمرة الأمبركية في فبراير/شباط. وعوضت هذه البيانات جزئيا فقط الانخفاض الكبير في شهر يناير كانون الثاني وتزامنت مع بيانات دون المستوى تتعلق بثقة المستهلك، لكنها ساهمت في دفع الدولار للارتفاع قليلا.

اليورو والفرنك السويسري

وجرى تداول اليورو عند 1.0825 دولار وهو سعر يقع تقريبا في منتصف النطاق الذي احتفظ به لمدة عام، وانخفض 1.9% خلال الربع الحالي الذي شهد انحسار التوقعات المتعلقة بتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة.

وتراجع الفرنك السويسري، الذي لا يزال يعاني من خفض مفاجئ لأسعار الفائدة في سويسرا الأسبوع الماضي، نحو 0.5% إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 0.9042 دولار الليلة الماضية.

وانخفض حوالي 7% في الربع الأول من العام.

وارتفع مؤشر الدولار 2.9% خلال الربع ليصل إلى 104.31 نقطة.

وظل الجنيه الاسترليني ثابتا عند 1.2621 دولار، وكان ثابتا بقدر كبير خلال هذا الربع أيضا وانخفاض 0.8% فقط.

وقالت كاثرين مان إحدى مسؤولي السياسة النقدية في بنك إنجلترا أمس الثلاثاء إنها غيرت رأيها للتصويت لصالح تثبيت سعر الفائدة الأسبوع الماضي، بدلا من رفعه، وذلك بسبب تحول المستهلكين بقدر أكبر نحو ترشيد الإنفاق. لكنها لا تزال تعتقد أن الأسواق المالية لديها الكثير من التوقعات بخفض الأسعار.