فرنسا: شوكولاتة "المرجان"...نجاح منتوج جزائري سوقته وسائل التواصل الاجتماعي وحظرته قوانين أوروبية
مال وأعمال

فرنسا: شوكولاتة "المرجان"...نجاح منتوج جزائري سوقته وسائل التواصل الاجتماعي وحظرته قوانين أوروبية

صدى نيوز - "لا أستطيع المقاومة"..."إنها حقا مذهلة"..."رائعة"...بهذه العبارات تهاطلت الإطراءات بخصوص مذاق شكولاتة الدهن "المرجان" على مواقع التواصل الاجتماعي. فالجميع راح يروج لها بالمجان لتصبح، في غضون أشهر فقط، ظاهرة تجارية حقيقية، بل واجتماعية أيضا في فرنسا.

"إنها عجيبة..."

منذ ثلاث سنوات، بدأت مغامرة شوكولاتة الدهن "المرجان" من صنع شركة "سيبون"، غرب الجزائر وتحديدا في مدينة وهران.

لم يكن يتجاوز سعر الكريمة الجزائرية 2 يورو أنذاك (سعر زاد بخمسة أضعاف تقريبا...إن تم الحصول عليها...)، ولكن تغير كل شيء مطلع الصيف الماضي، حينما بدأ مؤثرون بتحميل مقاطع فيديو على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي والثناء على المذاق "السحري" للمرجان. "وكأنك تتناول شوكولاتة كيندر بوينو لفيريرو روشيه"، يقول أحدهم، "إنها عجيبة" يقول الآخر...

واللافت أن هذه الدعاية مجانية أدت إلى ارتفاع مذهل في المبيعات.

غزو "المرجان" للسوق الفرنسية

وأصبحت شوكولاتة المرجان الجزائرية، هاجسا لدى الراغبين في تذوقها في فرنسا فصاروا لا يترددون في قطع مئات الكيلومترات لشرائها، خاصة في جنوب البلاد. طلب متزايد أدى إلى اختفائها من على أرفف المتاجر.

فقد ساهم هذا النجاح الكبير وغير المسبوق، في انتشار طوابير طويلة أمام بعض المتاجر، مجبرة أصحابها على تحديد الكمية المسموح بشرائها... "علبتان لكل زبون"...

وإلى ذلك، بدأت متاجر فرنسية عملاقة في التخطيط لبيع منتج شركة "سيبون"، على غرار سلسلة "كارفور" التي أرادت "طرح منتجات ’المرجان‘" في متاجرها "خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع".

ولم يقتصر الرواج لشوكولاتة المرجان الجزائرية على وسائل التواصل الاجتماعي، بل واصلت انتشارها لتطال استوديوهات التلفزيونات والإذاعات الفرنسية ووسائل الإعلام الفرنسية عامة، التي بدورها ساهمت في ذياع صيت المنتج الجزائري في مختلف المناطق الفرنسية.

حظر استيراد "المرجان"

وبعد هذا الرواج الكبير والسريع، فوجئ الجميع بخبر حظر حاويات قادمة من الجزائر مملوءة بهذا المنتج في ميناء مرسيليا الأسبوع الماضي.

وجاء في تصريحات نقلتها وسائل إعلام جزائرية لرئيس الجمعية الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، قوله إن "الشحنة الأخيرة من -المرجان- لم يسمح بتفريغها في أوروبا".

وأورد موقع "كل شيء عن الجزائر" (TSA) أنه في يوم الجمعة 13 أيلول/سبتمبر، تم حظر الحاويات المملوءة بهذا المنتج من الدخول إلى السوق الفرنسية لأنه لا يفي بالمعايير الأوروبية.

هذا، وذكرت صحيفة لابروفانس المحلية لمدينة مرسيليا، أن "الجزائر لا تنتمي إلى الدول المدرجة على القائمة التي وضعها الاتحاد الأوروبي رقم 2021/405، والتي تسمح لعدد قليل من الدول بتصدير منتجات الحليب ومشتقاته إلى السوق الأوروبية.. ويرجح أن تكون الجمارك الفرنسية قد أعدت تقريرا عن ذلك في ميناء مرسيليا".

وقد أكدت هذا الأمر وزارة الزراعة الفرنسية الثلاثاء قائلة إن الشوكولاتة الجزائرية القابلة للدهن "المرجان" محظورة في الاتحاد الأوروبي، وكشفت عن تحقيق يجرى حاليا لمعرفة أسباب استمرار تواجد هذا الشوكولاتة للطلاء في السوق الفرنسية.

كما لفتت الوزارة إلى أنه "في ظل عدم استيفاء الجزائر جميع الشروط اللازمة" للسماح لها "بتصدير سلع تحتوي على مشتقات حليب مخصصة للاستهلاك البشري إلى الاتحاد الأوروبي وفق المتطلبات الأوروبية المتعلقة بالصحة الحيوانية وسلامة الغذاء"، فإن "استيراد هذه السلعة ليس مسموحا بموجب الإطار التنظيمي المعمول به".

تنديد واستياء

وأعرب زبدي عن استيائه مشككا في الأسباب الحقيقية وراء تعليق استيراد شكولاتة "المرجان" إلى أوروبا، قائلا على صفحته الرسمية على فيس بوك "كان المنتج يصول ويجول… وعندما أصبح يشكل خطرا على منتجهم المحبوب، قاموا بكل التحاليل وخرجت كل اللوائح".

أما صحيفة لابروفانس فقالت إن "الحليب المستخدم في مصنع ’سيبون‘ بوهران، الذي يدخل في تركيبة شكولاتة الدهن ’المرجان‘، هو في الواقع مستورد من فرنسا على شكل مسحوق حليب يتم تحويله لاحقا في الجزائر، لذلك فإن مصدره أوروبي أساسا. ومع ذلك تم حظره وفقا للوائح الأوروبية المرتبطة بتتبع المنتج والمعايير الصحية…"

هذا، وأشارت وزارة الزراعة الفرنسية إلى أن تحقيقا فُتح "من أجل تحديد آليات التحايل التي ربما سمحت إلى غاية الآن بطرح هذه البضاعة في السوق" المحلية.

المصدر: فرانس 24