الذهب يواصل اتجاهه الصاعد: 2622 دولارا للأونصة
مال وأعمال

الذهب يواصل اتجاهه الصاعد: 2622 دولارا للأونصة

اقتصاد صدى- واصلت أسعار الذهب اتجاهها الصاعد مسجلة مستوى قياسيا جديدا الأسبوع الماضي، مدعومة بعوامل عدة عززت من قيمة المعدن الأصفر، الذي تفوق بالفعل على الأداء القوي لسوق الأسهم في عام 2024.

سجل الذهب رقمًا قياسيًا جديدًا في المعاملات الفورية بلغ 2622 دولارًا للأونصة في نيويورك بنهاية الجمعة الماضي، وفقًا لبيانات FactSet، لترتفع مكاسبه الإجمالية منذ بداية هذا العام إلى 27.1%، متجاوزًا بذلك العائد الإجمالي لمؤشر الأسهم الأميركي القياسي S&P 500 البالغ 20.8%، بما في ذلك الأرباح المعاد استثمارها.

ومن المتوقع أن يسجل الذهب أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010، متفوقًا حتى على مكاسبه في عام 2020 التي بلغت 25.1%، عندما أدت جائحة كوفيد-19 إلى تزايد توجه المستثمرين نحو استراتيجيات الاستثمار التحوطية.

جاءت الدفعة الأخيرة في الأسعار عقب قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الماضي بخفض معدلات الفائدة لأول مرة منذ 4.5 سنوات، ما ساهم في ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 2% خلال الفترة من الثلاثاء إلى الجمعة.

قد يسهم انخفاض العائدات على الأصول غير المرتبطة بسوق الأوراق المالية، التي تقدم مدفوعات ثابتة مرتبطة بمعدلات الفائدة التي يحددها بنك الاحتياطي الفيدرالي، مثل السندات الحكومية قصيرة الأجل وشهادات الإيداع، في جعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية للتنويع. علاوة على ذلك، يُعتبر الذهب وسيلة تحوط رئيسية ضد التضخم، مما يعني أنه في حال تفاقم التضخم، قد تشهد أسعار الذهب مزيدًا من المكاسب.

لا تقتصر العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب على السياسة النقدية الأميركية فحسب. يشير الخبراء أيضًا إلى المخاطر الجيوسياسية العالمية، مثل الانتخابات الأميركية، والأزمات الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، وكذلك بين إسرائيل وحماس، كعوامل تدفع لزيادة الطلب على الذهب.

وفقًا لتقارير غولدمان ساكس، تضاعفت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب ثلاث مرات منذ اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية في أوائل عام 2022. كما يساهم ارتفاع الدين الفيدرالي الأميركي وتزايد الاستثمارات المؤسسية في صناديق الذهب المتداولة في رفع أسعار المعدن النفيس.

وسجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنحو 811% منذ بداية الألفية الجديدة، والذي يفوق بكثير عائد مؤشر S&P 500 البالغ 517% منذ 31 ديسمبر/كانون الأول 1999.

تشير وول ستريت جورنال إلى أن عامي 2022 و2023 سجلا أكبر معدلات مشتريات البنوك المركزية من الذهب على الإطلاق. وكانت الصين الرائدة في هذه العمليات، رغم توقفها عن الشراء خلال الفترة بين مايو/أيار وأغسطس/آب 2023، مما أنهى سلسلة متواصلة من المشتريات استمرت 18 شهرًا.

وعادةً ما ترتفع أسعار الذهب في أوقات عدم اليقين، حيث يُعتبر مخزنًا طويل الأمد للقيمة. منذ عام 2001، عندما كان سعر الذهب في أدنى مستوياته عند 255 دولارًا للأونصة، شهد ثلاث موجات صعود كبيرة: في أثناء الأزمة المالية عام 2008، وجائحة كوفيد-19، والارتفاع الأخير في التضخم العالمي.

ومع ذلك، فإن الارتفاع الحالي في أسعار الذهب يأتي رغم توقعات الخبراء باستبعاد حدوث ركود وشيك في الولايات المتحدة، وهو العامل الذي عادة ما يدفع أسعار الذهب إلى الصعود.