صواريخ إيران.. كيف أثرت على إسرائيل والأسواق العالمية؟
مال وأعمال

صواريخ إيران.. كيف أثرت على إسرائيل والأسواق العالمية؟

اقتصا صدى - في الوقت الذي كلف فيه التصدي الإسرائيلي للهجوم الإيراني (الأول) الذي شنته طهران على إسرائيل في أبريل الماضي، باستخدام الطائرات المُسيَّرة وصواريخ كروز، حوالي 1.3  مليار دولار، فمن المرجح أن تبلغ تكلفة صد الهجوم الإيراني (الثاني) الذي استهدف مواقع ومنشآت إسرائيلية مساء الثلاثاء قيمة أكبر، خاصة إذا لاحظنا نوعية الصواريخ المستخدمة في الهجوم، وهي صواريخ باليستية فرط صوتية.

 ‎إيران أطلقت نحو 200 صاروخ باليستي استهدفت مواقع ومدن عديدة في  ‎إسرائيل رداً على اغتيال إسماعيل هنية في ‎طهران في يوليو الماضي واغتيال حسن نصر الله.

وإطلاق ‎طهرات لعشرات الصواريخ في مدة زمنية قصيرة، لا يربك فقط الدفاعات  الجوية الإسرائيلية، بل ويستنزفها أيضاً، بحسب تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية.

ونظراً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية، ومن بينها أنظمة "القبة  الحديدية" و"مقلاع داود"، تعتمد على صواريخ اعتراضية متطورة، فإن تكلفة هذه  الصواريخ باهظة الثمن.

وقالت الغارديان إن إيقاف الصواريخ الباليستية أثناء طيرانها هو في الأساس مهمة أنظمة  الصواريخ بعيدة المدى الأمريكية والإسرائيلية "حيتس 3" و"حيتس 2″، التي  استخدمت لأول مرة خلال حرب ‎غزة، والتي تدعمها منظومة "مقلاع داود" متوسطة  المدى. وتستخدم القبة الحديدية الأكثر شهرة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى،  التي غالباً ما تطلقها ‎حماس من غزة.

وكان المستشار المالي السابق لرئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي قدر  في أبريل/نيسان الماضي أن تكلفة الصاروخ الواحد من "حيتس" الأمريكي المخصص  لاعتراض الصواريخ الباليستية تبلغ $3.5 مليون بينما تبلغ تكلفة صواريخ نظام  "مقلاع داود" الاعتراضية الإسرائيلي $1 مليون للصاروخ الواحد، بحسب صحيفة  الغارديان.

وكانت تقارير قد  أشارت إلى أن ‎إسرائيل قدمت طلباً "موسعاً" قبل أسبوعين إلى الإدارة  الأمريكية للحصول على ذخائر وأسلحة إضافية لإعادة تعبئة مخزوناتها التي  استنفدت مع تصاعد القتال مع ‎حزب الله.

ونقل موقع ميدل إيست آي البريطاني عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن أحد أنظمة الأسلحة التي طلبت  إسرائيل تجديد مخزوناتها منها هي الصواريخ الاعتراضية لنظام الدفاع  الصاروخي "حيتس".

خسائر العملة الإسرائيلية والأسواق العالمية

خلّف الهجوم الإيراني أيضاً تداعيات سلبية على أسواق المال العالمية،  فضلاً عن انخفاض قيمة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي بنسبة 1.4%  إلى مستوى 3.77 شيكل، وفق ما رصد موقع كالكاليست العبري.

فيما ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء، بعد ساعات من الهجوم الإيراني.  وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من دولار إلى 74.56 دولاراً  للبرميل، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 88 سنتاً أو 1.26%  إلى 70.71 دولاراً للبرميل.

وتراجعت الأسهم الأمريكية والأوروبية بشكلٍ حاد بعد الهجوم الإيراني،  وتسبَّبت أخبار الهجوم في حدوث تحول حاد في الأسواق العالمية، مع هبوط  المؤشرات الرئيسية في وول ستريت وانخفاض مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم  التكنولوجيا بنسبة 1.5%.

كما تراجعت أسعار العقود الفورية للذهب بنسبة 0.65% في التعاملات المبكرة،  الأربعاء، بعد ساعات من صعود قوي أعقب هجمات إيرانية بالصواريخ على أهداف  إسرائيلية.

الأضرار بالمنازل..

هناك تكتم شديد في ‎إسرائيل على حجم الخسائر والأضرار الحقيقية بسبب فرض  الرقابة العسكرية حظر نشر، لكن تحدثت وسائل إعلام عبرية عن تضرر أكثر من  100 منزل في بلدية مدينة هود هشارون وسط إسرائيل جراء الهجوم الإيراني  الليلة الماضية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية، الأربعاء، عن البلدية أن "حوالي 100 منزل  في المدينة أصيبت بأضرار بعد الهجوم الصاروخي الباليستي الليلة الماضية من  إيران. ولم تقع إصابات بشرية نتيجة للهجوم".

وأضافت البلدية أن "بعض الإصابات خطيرة وسيستغرق إصلاحها وقتاً طويلاً،  وأن عشرات المنازل الأخرى كانت أخف تضرراً"، وفق وكالة الأناضول.

الرحلات الجوية بإسرائيل

ذكر موقع غلوبس الاقتصادي  الإسرائيلي أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أدى إلى إغلاق المجال الجوي في  البلاد لمدة ساعة. وتوقفت عمليات الإقلاع والهبوط، وتم توجيه الرحلات  الجوية إلى مطارات بديلة خارج ‎إسرائيل.

فيما أفادت وسائل إعلام عبرية أن شركات طيران إضافية قد أعلنت عن إلغاء  رحلاتها إلى ‎تل أبيب بعد الهجوم الإيراني وإغلاق الأجواء الإسرائيلية، ومن  بينها شركات طيران لم تعلن سابقاً عن وقف رحلاتها إلى تل أبيب منذ أن  تصاعدت التوترات بين إسرائيل و ‎حزب الله.

وقالت القناة 13 العبرية إن شركة فلاي دبي الإماراتية، التي قامت بتشغيل 8 رحلات يومية منذ بدء حرب غزة، أنها ستوقف جميع رحلاتها إلى تل أبيب حتى صباح الخميس. وشملت قائمة  الشركات التي أوقفت رحلاتها أيضاً شركة الخطوط الجوية الإثيوبية، التي لم  تتوقف تقريباً عن تسيير رحلاتها إلى تل أبيب.

وامتدت القائمة لتشمل شركات طيران عدة أعلنت عن إلغاء أو تعديل جدول  رحلاتها إلى إسرائيل؛ ومن بينها شركة ويز إير وشركة الخطوط الجوية الفرنسية  وشركة طيران أوروبا وشركة طيران أيجيا اليونانية والخطوط الجوية البلغارية.