ترامب يُهدد "بريكس" لحماية الدولار.. هل ستفتح تهديداته الباب أمام حرب اقتصادية؟
مال وأعمال

ترامب يُهدد "بريكس" لحماية الدولار.. هل ستفتح تهديداته الباب أمام حرب اقتصادية؟

متابعة اقتصاد صدى - حذر الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، دول "بريكس" من إنشاء عملة جديدة بديلة للدولار، مهدداً بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% إذا أقدمت على ذلك، فما تداعيات هذا التهديد وهل سيؤثر على الاقتصاد العالمي حال تنفيذه؟ 

خبراء اقتصاديون أكدوا أن فرض رسوم جمركية بهذه النسبة المرتفعة سيؤدي إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأميركية ودول البريكس، ما قد يفتح الباب أمام حروب اقتصادية أشمل وأكثر تأثيرًا على الاقتصاد العالمي.

وكانت دول مجموعة البريكس، مثل روسيا والصين، قد دعت المجموعة إلى تحدي وضع الدولار باعتباره العملة الاحتياطية العالمية، وطرحت المجموعة اقتراحاً بإنشاء عملة جديدة في قمة العام الماضي في جنوب إفريقيا.

وتتكون مجموعة "بريكس" بشكل أساسي من (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا)، وتوسعت مع مطلع العام الجاري لتشمل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر وإيران وإثيوبيا.

ويثير ذلك عدة تساؤلات من بينها، كيف سيكون موقف السعودية والإمارات ومصر، من كل ذلك، نظراً لعلاقتهم القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية؟

وكتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال": "انتهت فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب".

وقال ترامب: "نحن نطالب هذه الدول بالتزام بأنها لن تخلق عملة بريكس جديدة، ولا تدعم أية عملة أخرى لتحل محل الدولار الأميركي القوي، وإلا فإنها ستواجه رسوماً جمركية بنسبة 100 بالمئة".

مراقبو السوق: تهديدات ترامب قد تؤدي لنتائج عكسية

قالت بلومبرغ في تقرير صدر عنها إن ضغط ترامب المتجدد على الدول حول العالم للبقاء ضمن نظام مالي قائم على الدولار الأميركي قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وفقاً لتوقعات مراقبي السوق.

ويُرجح أن يظل الدولار مسيطراً على الاقتصاد العالمي في المستقبل المنظور فيما وصف مارك سوبل، الذي عمل في وزارة الخزانة الأميركية لأكثر من 40 عاماً، فكرة الدول الناشئة لإنشاء عملة موحدة خاصة بها بأنها مجرد "أوهام".

رغم ذلك يرى الخبراء أن تدخل ترامب الأخير قد يضعف مكانة الدولار، ويزيد احتمالية إبرام مثل هذه الاتفاقيات، إذ إن ذلك يدفع الدول إلى البحث عن طرق لتجنب استخدام العملة الأميركية.

وقال براد سيتسر، وهو زميل بارز في مجلس العلاقات الخارجية ومسؤول سابق في وزارة الخزانة الأميركية خلال رئاسة باراك أوباما، إن هذا التدخل يُظهر صورة غير جيدة، مضيفاً أن ذلك يرفع مستوى تهديد غير جدي بشكل غير مباشر، ويشير إلى ضعف الثقة بالدولار.

ولفت خبراء اقتصاديون إلى أن تهديدات ترامب قد تأتي بنتائج معاسكة، لجهة دفع دول البريكس إلى تسريع جهودها لإطلاق عملة بديلة أو تعزيز استخدام العملات المحلية في التبادل التجاري لتقليل الاعتماد على الدولار.

واعتبروا أن "الضغوط الأميركية قد تؤدي إلى تقوية التعاون بين دول البريكس، ما يعزز موقفها كمحور عالمي يسعى لموازنة الهيمنة الاقتصادية الغربية".

وفي الوقت نفسه، يفسر الخبراء بأن فرض رسوم بنسبة 100 بالمئة قد يعيق خطط التنمية لدول البريكس التي تعتمد على الصادرات، ما يدفعها للبحث عن أسواق بديلة وحلول مبتكرة لتجاوز هذه التحديات.

بوتين: مضطرون للبحث عن بدائل للدولار

وفي شهر أكتوبر الماضي، اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، القوى الغربية بـ"استخدام الدولار كسلاح"، وجادل في قمة مجموعة البريكس في قازان بأن العقوبات المفروضة على روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا "تقوض الثقة في هذه العملة وتقلل من قوتها".

وقال بوتين: "لسنا نحن الذين نرفض استخدام الدولار.. ولكن إذا لم يسمحوا لنا بالعمل، فماذا يمكننا أن نفعل؟ نحن مضطرون إلى البحث عن بدائل".

"الرسوم الجمركية".. أداة ترامب للتهديد! 

وبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، فإن تهديدات الرئيس الأميركي المُنتخب بفرض رسوم جمركية باهظة على الواردات الأميركية من هذه الدول "تأتي في أعقاب تهديدات مماثلة وجهت إلى المكسيك وكندا والصين في وقت سابق من الأسبوع، في الوقت الذي أشار فيه ترامب إلى أنه ينوي استخدام تدابير عقابية لإجبار شركاء الولايات المتحدة التجاريين على الامتثال لمطالبه".

وقال ترامب إنه سيفرض رسوما جمركية بنسبة 25 بالمئة على جميع الواردات من كندا والمكسيك، و10 بالمئة إضافية على السلع الصينية، متهما الدول بالسماح بالهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.

وأثارت هذه التهديدات احتمال اتخاذ إجراءات مضادة من جانب المكسيك، ودفعت رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى زيارة سريعة إلى مقر إقامة ترامب في مار إيه لاغو مساء الجمعة.