النظام العالمي الجديد للسيارات.. فقط الكبار سيصمدون
صدى نيوز - تشهد صناعة السيارات اليوم تحولاً جذرياً يعيد تشكيل قواعد اللعبة، فمع التحديات التكنولوجية المتسارعة، والتكاليف الباهظة لتطوير السيارات الكهربائية وتقنيات القيادة الذاتية، أصبح البقاء للأقوى، وفي خطوة تعكس هذا الواقع الجديد أعلنت شركتا هوندا ونيسان عن خططهما للاندماج لتشكيل ثالث أكبر شركة سيارات في العالم، هذه الخطوة ليست مجرد تعاون تجاري، بل مؤشر واضح على أن مستقبل الصناعة يتجه نحو تكتلات عملاقة، حيث لن يكون للصغار مكان في هذا السباق المحموم.
الأسبوع الماضي، أعلنت شركتا هوندا ونيسان اليابانيتان عن خططهما للاندماج وتشكيل ثالث أكبر شركة سيارات في العالم، وعلى الرغم من أن التفاصيل لم تُحسم بعد، فإن الإعلان الرسمي متوقع خلال الأشهر الستة القادمة.
الاندماجات ليست جديدة لكنها قد تعيد تشكيل الصناعة
الاندماجات في صناعة السيارات ليست بالأمر الجديد؛ فقد بدأت منذ تشكيل شركة «جنرال موتورز» في أوائل القرن العشرين، ومع ذلك يرى الخبراء أن صفقة هوندا-نيسان قد تشعل سلسلة من الاندماجات التي ستعيد تشكيل الصناعة.
قال جيف شوستر، نائب الرئيس العالمي للأبحاث في شركة غلوبال داتا GlobalData
التحديات التكنولوجية والتكاليف الضخمة
تكاليف التحول إلى السيارات الكهربائية وتقنيات القيادة الذاتية فرضت على الشركات إنفاق عشرات المليارات على البحث والتطوير، وبالنسبة لمعظم الشركات لم تصبح السيارات الكهربائية مربحة بعد، باستثناء بعض الشركات مثل تسلا وبعض الشركات الصينية.
المنافسة الصينية المتزايدة
الصين لم تعد مجرد سوق محلي للسيارات؛ فالشركات الصينية، مثل بي واي دي، أصبحت قوة دولية، حيث باعت أكثر من 4 ملايين سيارة في 2024، بزيادة قدرها 41% على العام السابق، وأكثر من ثلث مبيعاتها من السيارات الكهربائية، ما يضعها في موقع تنافسي قوي في أوروبا وأميركا الشمالية.
مستقبل الصناعة.. عدد أقل من اللاعبين
يرى الخبراء أن السنوات القادمة ستشهد تقليص عدد شركات السيارات الكبرى عالمياً، يقول ك. فينكاتيش براساد، نائب رئيس مركز أبحاث السيارات في ميشيغان
التحديات السياسية والفشل السابق
رغم هذه التوجهات، فإن العديد من الاندماجات السابقة لم تنجح، على سبيل المثال فشلت صفقة اندماج دايملر بنز مع كرايسلر، كما انتهت شراكة نيسان مع رينو بعد فضيحة الرئيس التنفيذي كارلوس غصن.
فالسياسات الوطنية قد تكون عائقاً أمام بعض الاندماجات؛ فبعض الدول قد ترفض دمج شركاتها الوطنية مع شركات أجنبية.
الاتجاه نحو الشراكات بدلاً من الاندماجات
بدلاً من الاندماجات الكاملة، قد تتجه بعض الشركات إلى تشكيل تحالفات، على سبيل المثال أعلنت جنرال موتورز وهيونداي في سبتمبر الماضي عن خطط للتعاون في تطوير وإنتاج السيارات الكهربائية والتقليدية، بالإضافة إلى توفير المواد الخام اللازمة للإنتاج.
رغم الصعوبات، يبدو أن الصناعة تتجه نحو إعادة تشكيل جذرية، حيث ستتقلص بعض الشركات بينما ستصعد أخرى، ومع تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية والتحديات البيئية، ستظل الشركات الكبرى هي التي تصمد أمام هذه التحولات.
المصدر: سي ان ان الاقتصادية