كيف سخر ترامب من مجلة «تايم» بعد غلافها المثير لماسك خلف مكتبه؟
مال وأعمال

كيف سخر ترامب من مجلة «تايم» بعد غلافها المثير لماسك خلف مكتبه؟

صدى نيوز - في خطوة استفزازية قد تهدف إلى إثارة غضب الرئيس دونالد ترامب، ظهر إيلون ماسك على غلاف العدد الأخير من مجلة تايم وهو يجلس خلف مكتب الرئاسة في المكتب البيضاوي.

يأتي هذا الغلاف في وقت منح فيه ترامب، ماسك ووزارة كفاءة الحكومة (DOGE) صلاحيات استثنائية لإعادة هيكلة القُوى العاملة الفيدرالية، وهي صلاحيات واجهت عوائق قانونية في الأيام الأخيرة بسبب بعض الدعاوى القضائية.

يتميز الغلاف بتصميم بسيط، حيث يظهر ماسك، ممسكاً بفنجان قهوة، بين المكتب الرئاسي وعلمَي الولايات المتحدة والرئاسة، مع خلفية حمراء بارزة، ويرافق الغلاف تقرير من سيمون شوستر وبريان بينيت، يتعمق في الحملة الصارمة التي يقودها ماسك، والتي جعلت «الملايين من الموظفين الحكوميين تحت رحمته».

وكتب الكاتبان: «حتى الآن، لا يبدو أن ماسك يخضع للمساءلة أمام أي جهة سوى الرئيس ترامب الذي منحه تفويضاً واسعاً لإعادة تشكيل الحكومة وفقاً لأجندته»، وأضافا: «وزارة كفاءة الحكومة وجَّهت جميع أسئلة (تايم) حول أعمالها إلى البيت الأبيض الذي رفض التعليق».

يمثل هذا الغلاف الظهور الثاني لماسك على تايم خلال الأشهر الأخيرة، حيث ظهر في نوفمبر تحت عنوان «المواطن ماسك»، بمقال يصوره على أنه «صانع الملوك» بسبب دوره في الانتخابات الرئاسية، وتشير التغطيتان إلى أن القوة الحقيقية وراء الحكم قد تكون في يد ماسك، وليس ترامب، وهو تصوُّر قد يثير استياء الرئيس المعروف بحساسيته تجاه المجلة وولعه بالظهور على غلافها.

ومع ذلك، لم تستجب تايم لطلب التعليق حول ما إذا كان الغلاف مصمماً عمداً لإثارة ترامب.

عندما سُئل ترامب عن الغلاف خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الجمعة، أجاب ساخراً: «هل مجلة تايم لا تزال تصدر؟ لم أكن أعلم ذلك».

لطالما تحدث ترامب بإعجاب عن المجلة الشهيرة ذات الإطار الأحمر، حيث يعتبرها رمزاً للنفوذ والهيبة، وقد اختارته تايم «شخصية العام» مرتين، آخرهما في 2024، وظهر على غلافها عدة مرات منذ عودته إلى الرئاسة، بل إن رغبته الشديدة في التواجد على الغلاف دفعته في السابق إلى تزوير عدد مزيف يمتدح برنامجه التلفزيوني ذا أبرينتس (The Apprentice).

إذا كان غلاف تايم مصمماً ليكون استفزازياً، فلن تكون هذه المرة الأولى التي تتسبب فيها المجلة بإحداث شرخ بين ترامب وأحد أبرز حلفائه.

يعكس الغلاف الأخير لماسك غلافاً شهيراً آخر للمجلة في عام 2017، عندما ظهرت صورة لستيف بانون، كبير مستشاري البيت الأبيض آنذاك، على الغلاف مع لقب «المتلاعب العظيم»، خلال تلك الفترة، كان يُنظر إلى بانون باعتباره صاحب النفوذ الحقيقي خلف مكتب ترامب، حيث صورته البرامج الساخرة مثل Saturday Night Live على أنه «الرئيس بانون»، في مشهد أظهره على هيئة قابض الأرواح الذي يحرك ترامب كدمية.

وبالنسبة لترامب -الذي لا يتسامح مع من يسرق الأضواء منه- كان بروز بانون المتزايد بمثابة تهديد؛ ما أدى في النهاية إلى طرده من البيت الأبيض وخسارته دعم الرئيس.

اللافت أن ماسك، المعروف باستخدام منصته إكس لمهاجمة معارضيه بلا هوادة، تجنب حتى الآن التعليق على ظهوره الأخير في المجلة.

منذ عودة ترامب إلى المكتب البيضاوي، كُلِّف ماسك بتطبيق النهج القاسي نفسه الذي استخدمه لتفكيك قوة العمل في تويتر بعد استحواذه عليها في 2022، ومع ذلك، يبدو أن ترامب منحه حرية غير مسبوقة في تنفيذ عمليات التخفيضات الحكومية.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم إدارة ترامب، في إفادة صحفية يوم الأربعاء: «قال ترامب إنه إذا واجه إيلون ماسك تضارباً في المصالح في ما يتعلق بالعقود والتمويل الذي تشرف عليه وزارة كفاءة الحكومة، فسيعفي نفسه من تلك العقود».