إقالات بالجملة تهزُّ النظام الصحي الأميركي ووكالة الطقس الأميركيّة
مال وأعمال

إقالات بالجملة تهزُّ النظام الصحي الأميركي ووكالة الطقس الأميركيّة

اقتصاد صدى - وجّه نواب ديمقراطيون في مجلس النواب الأميركي رسائل حادّة إلى وزير الصحة والخدمات الإنسانيّة روبرت كينيدي جونيور، مطالبين بتوضيح العدد الفعلي للموظفين المُقالين من وكالات صحيّة حيويّة مثل مراكز السيطرة على الأمراض (CDC)، وإدارة الغذاء والدواء (FDA)، والمعاهد الوطنيّة للصحة (NIH)، محذّرين من أنّ هذه الإقالات قد تُقوّض قدرة البلاد على التصدي للأوبئة وحماية الصحة العامة.

إقالات بالجملة تُربك النظام الصحي

حسب المشرّعين، أدّت قرارات الإدارة الأميركيّة الحالية، في إطار خطّة الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة الوكالات الفيدراليّة، إلى إجبار مئات الموظفين على مغادرة مواقعهم دون مراجعةٍ واضحةٍ لسجلاتهم الوظيفيّة أو تقييمٍ لتداعيات خسارتهم على منظومة الاستجابة للأمراض. الرسائل التي أرسلها كلٌّ من النائب فرانك بالون جونيور وديانا ديغيت، شدّدت على ضرورة معرفة عدد الوظائف الشاغرة، وعدد المناصب التي ستُترك دون تعويض، خاصّة تلك المرتبطة بمكافحة تفشّي أمراض مثل إنفلونزا الطيور والحصبة والجدري القردي (mpox).

تأتي هذه الخطوة بعد يومٍ واحدٍ من قرار قاضٍ فيدرالي بإلغاء قرارات الإقالة، معتبراً أنّ التوجيهات التي أدّت إلى هذه التسريحات غير قانونيّة، ومع ذلك، حذّر النواب الديمقراطيون من أنّ الإخفاق في إعادة الموظفين المُقالين سيُعرّض الأميركيين لخطرٍ متزايدٍ من تفشّي الأمراض المنقولة عبر الغذاء، وتأخير الأبحاث الطبيّة الحيويّة.

علماء يُحذّرون: إقالات ترامب الجماعية في وكالة الطقس الأميركيّة تُهدّد الأرواح

سرّحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدعمٍ من رجل الأعمال إيلون ماسك، أكثر من 800 موظف في الإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)؛ ما أثار تحذيرات من أنّ تقليص الكوادر قد يُعرّض حياة ملايين الأميركيين للخطر مع تصاعد حدّة الظواهر المناخيّة، في قرار أثار جدلاً واسعاً في الأوساط العلميّة.

تُعدّ نووا التي تضم هيئة الأرصاد الجويّة الوطنيّة ومركز الأعاصير الوطني، العمود الفقري لأنظمة التحذير من الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، ومع تسريح مئات العلماء والمتخصّصين في الأقمار الصناعيّة والأنظمة البحريّة، يتخوّف الخبراء من تراجع دقّة التنبؤات المناخيّة، ما يزيد من معدّلات الوفيات المرتبطة بالكوارث الطبيعيّة.

تداعيات اقتصاديّة واجتماعيّة واسعة

حسب العلماء، فإنّ هذه الإقالات لا تُهدّد الأرواح فحسب، بل تُؤثّر أيضاً على قطاعات اقتصاديّة حيويّة مثل الزراعة ومصايد الأسماك وسلامة الإمدادات الغذائيّة. توم دي ليبرتو، أحد العلماء الذين تمّت إقالتهم، شبّه ما حدث بـ«هدم الطابق الأول من ناطحة سحاب»، مُشيراً إلى أنّ القطاع الخاصّ يعتمد بشكلٍ كبيرٍ على البيانات المجانيّة التي تُوفّرها نووا؛ ما يعني أنّ أيّ خللٍ في المنظومة سيُعرّض الاقتصاد لخسائر فادحة.

في كاليفورنيا، عبّر صيّادو الأسماك عن غضبهم من تعطُّل بيانات المحيطات، التي يعتمدون عليها لتحديد مواقع الصيد الآمنة. النائب الديمقراطي جاريد هوفمان قال: «هؤلاء العمال ليسوا ناشطين سياسيين... إنّهم رجالٌ يُكافحون في البحر، وكثيرٌ منهم من الجمهوريين، لكنّهم يشعرون الآن بالخيانة».

إصلاح أم تخريب؟

ترامب وماسك دافعا عن القرار، مؤكدين أنّه جزءٌ من حملة «كفاءة الإنفاق الحكومي» التي أدّت إلى تسريح أكثر من 100 ألف موظف فيدرالي في محاولة لتقليص البيروقراطيّة، لكنّ الخبراء يُشيرون إلى أنّ نووا كانت أصلاً وكالة «مُصغّرة» وتعمل بموارد محدودة؛ ما يعني أنّ هذه الإقالات لن تُقلّص العجز المالي، بل ستُضعف قدرة أميركا على الاستعداد للأزمات المناخيّة.