وزراة الاتصالات وبنك فلسطين يوقعان مذكرة تفاهم لدعم الريادة الرقمية ويختتمون المخيمات الشتوية للبرمجة في فلسطين
رام الله- وقعت وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبنك فلسطين مذكرة تفاهم للتعاون المشترك بهدف دعم الريادة الرقمية للشباب في فلسطين. وجرى توقيع الإتفاقية على هامش اختتام برنامج المخيمات الشتوية للبرمجة في 19 مخيماً فلسطينياً في كافة مناطق الضفة الغربية والقدس، بتنفيذ من مؤسسة جيل كود، بالشراكة مع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" وبدعم من بنك فلسطين.
وجرى تنظيم هذه الفعالية بشكل مصغر في مقر المركز الرئيسي للإدارة العامة لبنك فلسطين يوم أمس الثلاثاء الموافق 10 آذار 2020 بحضور معالي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. اسحق سدر، والسيد هاشم الشوا، رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين والسيد رشدي الغلاييني المدير العام، والسيد جحازي النتشة مدير مؤسسة جيل كود وعدد قليل من المسؤولين من مختلف الجهات الشريكة.
ويأتي تنفيذ هذا البرنامج في إطار السعي المشترك لتطوير وتمكين أهداف الحكومة لتنفيذ برامج مشتركة لرعاية المبدعين والموهوبين واستثمار ابداعاتهم في تطوير القدرات ولدعم الابداع والابتكار لدى الشباب الفلسطيني. وقد قامت هذه المبادرة بالتعاون مع غلوبال شيبرز فرع القدس (Global Shapers East Jerusalem Hub) وهي سلسلة مبادرات مجتمعية منبثقة عن المنتدى الاقتصادي العالمي وتوجد في ٤٠٨ مدينة حول العالم.ونظمت هذه المخيمات في سبيل تدريب الجيل الجديد والطلبة على تعلم البرمجة، كونها من أساسيات مهارات المستقبل، والتي تعلّم الأطفال "التفكير المنطقي والابتكار وحل المشاكل والثقة بالنفس".
وضم البرنامج العديد من الخطوات أولها تدريب المدربين والمعلمين على مناهج البرمجة، ومن ثم تدريب الطلبة على البرمجة ليصبح الطلبة منتجين لا مستهلكين فقط. فيما ضمت المخيمات ما يقرب من 400 طالب وطالبة من مناطق الضفة الغربية من عمر 9 - 16 عاماً، اكتسبوا خلالها المهارات السبع الرئيسية للبرمجة، وهي؛التسلسل والتكرار والتغييرات والاختيار والعمليات المنطقية وتركيب البيانات والاقترانات. حيث باكتسابهم لهذه المهارات أصبح بإمكانهم الاعتماد بشكل كبير على أنفسهم في العديد من الأمور الحياتية العلمية والعملية.
من ناحيته، أكد د. اسحق سدر وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على أهمية التعاون الجاد والمستمر في هذه المذكرة وعلى أهمية هذه المخيمات للأطفال، فهدفها تزويدهم بالمهارات التقنية والإبداعية اللازمة في البرمجة و التكنولوجيا، إضافة إلى خلق جيل جديد قادرعلى حل مشكلاته بنفسه، وتعزيزالتعليم الذاتي لديهم،كما أعلن سدر العمل على إعداد مبادرة ضخمة (مبادرة مليون مبرمج) لنقل هذه المهارات لتشمل مليون مبرمج على مدار (5) سنوات لتشمل جميع الأطفال الفلسطينيين في الداخل والخارج بهدف تعميم التجربة والاستفادة منها والبناء عليها ضمن مبادرات لاحقة يتم العمل عليها استكمالا لهذا المخيم.
وأشاد د.سدر بالقائمين على تنظيم هذه االمبادرة التي ستعزز الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص لبناء المنظومة المعرفية في ظل المتغيرات الحاصلة في هذا المجال، مثمناً في الوقت ذاته الدور الذي يقوم به البنك في تعزيز الإبداع والريادة في فلسطين على مختلف المستويات.
بدوره، أكد هاشم الشوا رئيس مجلس إدارة مجموعة بنك فلسطين على أهمية توقيع هذه المذكرة كونها تساعد الشباب في التعرف على نظام تكنولوجي جديد يقود تفاصيل مهمة في حياة المجتمع في كل النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتي تتيح لهم مجالات لإبداع أكبر والتفكير في الحلول التكنولوجية للمستقبل.
من ناحيتها شددت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين " الأونروا" على أهمية التعاون مع الوزارة، ورغبتها في تطوير واستدامة ذلك، بما يعود بالفائدة على تعلم الطلبة اللاجئين ومستقبلهم، وترى أن انخراط الطلبة في هذه الأنشطة له أهمية خاصة، كونه يضع الطلبة على الطريق الصحيح في الولوج الى المستقبل من باب العلم والتكنولوجيا والابداع.
إن هذه الفعالية وحجم المشاركة فيها، وانخراط الطلبة وتمتعهم في تعلمها تؤكد أنها بلغت أهدافها، وان الاستمرار في تطوير مهارات هؤلاء الطلبة وغيرهم، سيشكل رافعة نحو بناء قدرات هذا الجيل، ليسهم بفعالية في الانخراط النشط في التنمية في المستقبل.
ووضح السيد راتب الرابي مؤسس فرع غلوبال شيبرز فرع القدس أن غلوبال شيبرز فرع القدس تعتز وتفتخر بالانجازات والفائدة التي عمت من وراء التدريب البنّاء وتفتخر بالمساهمة بالتشبيك بين الاطراف المتعددة من قطاع خاص وعام وحكومي وهذا التجمع اسهم بنجاح المشروع.
يذكر أن البرمجة أضحت وبسبب انتشار التكنولوجيا والإنترنت شكلت عصباً رئيسياً لمجالات الحياة ووظائفها حاضراً ومستقبلاً في كافة البلدان، وبذلك أصبح مهماً تعليمها للأطفال، حيث تعتبر نشاطاً إبداعياً وممتعاً في ذات الوقت يجلب انتباه الأطفال، فهي تساعدهم على التفكير الاستراتيجي وإيجاد الحلول لمشكلاتهم، بالإضافة إلى صياغة الأكواد والبرامج الخاصة بهم، وغيرها من الأمور الحياتية.