بعد الانهيار التاريخي- هل ستنخفض أسعار الوقود في فلسطين؟
مال وأعمال

بعد الانهيار التاريخي- هل ستنخفض أسعار الوقود في فلسطين؟

رام الله- خاص لصدى نيوز: بعد جلسات التداول العاصفة في أسواق النفط، والانهيار التاريخي لأسعار الخام الأمريكي الخفيف إلى ما دون الصفر، وتدهور سعر "برميل النفط تسليم مايو/أيار" المدرج في سوق نيويورك بصورة دراميتيكية، لأول مرة في التاريخ، بات التساؤل الأبرز فلسطينياً حول هل سينخفض سعر الوقود في فلسطين؟

صدى نيوز قابلت المحلل الاقتصادي جعفر صدقة للإجابة عن هذا التساؤل، حيث أكد صدقة أن الجزء الأكبر من سعر المحروقات للمستهلك في فلسطين عبارة عن ضرائب، فيما حصة التكلفة قليلة جداً، بالتالي فإن نسبة الانخفاض لن تكون كبيرة.

وأضاف صدقة في مقابلته مع صدى نيوز أنه كلما انخفض سعر النفط عالمياً، كلما كانت حصة هذه الكلفة أقل بالسعر النهائي للمستهلك وحصة الضرائب أعلى.

وقال: على سبيل المثال لما كان سعر النفط مرتفعا كانت حصة الضرائب للسعر النهائي 55%، وسعر التكلفة 45 %، ما يعني أن سعر التكلفة هو الذي يتأثر، أما الضرائب فهي تحافظ على ثباتها لأنها مبلغ مقطوع.

وتابع: هناك نوعان من الضرائب على الوقود في فلسطين، ضريبة (البلو) وهو مبلغ مقطوع، وضريبة متغيرة (فات) وهي ضريبة القيمة المضافة.

وأكد أن هذا الأمر ينطبق على الأسعار في دولة الاحتلال أيضاً.
خبير: هذا سبب الانهيار
الخبير النفطي أنس الحجي قال في لقاء تلفزيوني إن السبب الأساسي للانهيار التاريخي "هو أن التجار الذين يتعاملون بالعقود الورقية، انتهت عقودهم، وأن المضاربين بالسوق اشتروا العقود ولم يستطيعوا تصريفها..  وحتى لو استلموا شحنات النفط، لا توجد أماكن لتخزينها، وهذه الجزئية لها علاقة طبعا بكورونا".

ويرتبط إنهيار الأسعار بتداعيات فيروس كورونا المستجد، الذي أجبر مليارات من الأشخاص حول العالم على البقاء في منازلهم، وأوقف حركة وسائط النقل من سيارات وطائرات وبواخر، الأمر الذي أدى إلى خفض الاستيراد من مستهلكين كبار كالصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية.

وأشار الحجي إلى أن "الوضع مؤقت، ولن يستمر لشهر حزيران المقبل".

وأضاف: "لو نظرنا إلى عقود شهر حزيران فهي ما زالت فوق العشرين دولارا، ليس لدينا مشكلة في هيكل الأسعار المستقبلية، لكن الأمر حاليا له علاقة بالمضاربين حتى موعد إغلاق العقود يوم الثلاثاء".

وأوضح الحجي أن ما يتم هو "تداول ورقي"، بعكس ما يعتقد البعض. وقال: "عدد كبير من المتداولين لا يعرفون حتى رائحة النفط، هم فقط مستثمرون على الورق".

وأشار الحجي إلى أن "المضاربين على الورق، الذين يتداولون في النفط دون تخزينه فعليا، هم الخاسرون حتما، فعليهم الآن استلام الشحنات النفطية، وبما أنه ليس هناك أماكن تخزين متوفرة، فسيضطرون إلى بيع الخام بالسالب وتكبد الخسائر".

وقال الحجي إن المضاربين "صدقوا كلام الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بأن أسعار النفط سترتفع، وأن الأمور ستعود لطبيعتها بسرعة كبيرة، ولكن كل هذا لم يحدث".