هذه الانتخابات الأميركية الأكثر كلفة في التاريخ
صدى نيوز: مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في وقت لاحق من الشهر المقبل، يواصل المعسكران الديمقراطي والجمهوري الإنفاق السخي على مرشحيهما من أجل الوصول إلى البيت الأبيض في معركة حامية الوطيس لا ينفك كل طرف فيها عن استخدام كافة الأسلحة المتاحة لمهاجمة غريمه.
ويشير مسح أجراه مركز Center Responsive Politics، وهو مؤسسة بحثية لا تتبع أياW من الحزبين إلى أن حجم الإنفاق المتوقع في انتخابات العام الجاري سيبلغ نحو 10.8 مليار، وهو أعلى معدل إنفاق في السباق السياسي بين الحزبين للسيطرة على البيت الأبيض والكونغرس، بحسب ما ذكرته شبكة CNBC الأميركية.
وبلغ حجم الإنفاق في السباق منذ مطلع العام الجاري وحتى نهاية سبتمبر الماضي نحو 7.2 مليار دولار في وقت ينظر أن ترتفع فيه تلك الأرقام بمجرد الإعلان عن نتائج جمع التبرعات من المؤيدين والتي ينتظر الإعلان عنها في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وفي الانتخابات السابقة التي أجريت عام 2016، بلغ حجم الإنفاق في السباق نحو البيت الأبيض 7 مليارات دولار فيما بلغ حجم الإنفاق في انتخابات 2012 نحو 7.1 مليار دولار ونحو 6.3 مليار في الانتخابات التي جرت بالعام 2008 والتي توج فيها الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.
وقالت شيليا كرومهولز، الرئيسة التنفيذية للمركز: "ستكون هذه الانتخابات هي الأغلى من حيث التكلفة في تاريخ الانتخابات الأميركية لازالت هناك مؤشرات على المزيد من الإنفاق خلال الأيام القليلة المقبلة، ولكن السؤال الذي لا يجد أحد إجابة عليه حتى الآن هل سيكون هذا هو السياق الطبيعي لأي انتخابات مقبلة؟".
ويتوقع التقرير أن يبلغ حجم الإنفاق على انتخابات الكونغرس ومجلس الشيوخ المقبلة نحو 5.6 مليار دولار بزيادة تقدر بنحو 37% عن الإنفاق في الانتخابات التي جرت بالعام 2016 في وقت سعى فيه الديمقراطيون لإحكام قبضتهم على مجلس الشيوخ بعد انتزاع السيطرة في انتخابات الكونغرس التي جرت قبل نحو عامين من الآن.
وفي الوقت الذي غيرت فيه جائحة كورونا أوجه الإنفاق في السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض، فإن هناك ملايين الدولارات يتم إنفاقها بسخاء على الإعلانات بمواقع التواصل الاجتماعي والتي تدور في مجملها نحو دعوة الناخبين للتبرع أو التصويت عبر البريد.
دراسة منفصلة صادرة عن مركز Wesleyan Media Project أشارت إلى أن بايدن يتفوق على ترمب في الإعلانات التلفزيونية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي منذ مطلع سبتمبر الماضي مع إنفاق نحو 94 مليون دولار على إعلانات التلفاز في وقت أنفقت فيه حملة ترمب الشهر الماضي نحو 41 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية.
وفي المجمل ووفقاً للإحصائيات، فإن ترمب يتفوق على بايدن في حجم ما تم إنفاقه على الإعلانات بمواقع التواصل الاجتماعي منذ أبريل الماضي، ولكن بايدن بدأ يتفوق على ترمب من حيث حجم الإنفاق اعتباراً منذ مطلع سبتمبر، إذ تظهر الدراسة أن حملة بايدن أنفقت نحو 32 مليون دولار على الإعلانات بموقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيسبوك"، فيما بلغ حجم إنفاق حملة ترمب نحو 23 مليون دولار.
وبلغ حجم الأموال التي جمعتها حملة بايدن للسباق الرئاسي في شهر سبتمبر الماضي نحو 466 مليون دولار، فيما بلغ حجم الأموال التي جمعتها حملة ترمب نحو 325 مليون دولار، فيما تشير آخر التقارير إلى تسارع وتيرة التبرعات لحملة بايدن منذ المناظرة الرئاسية الأخيرة.
وبعيدا عن التبرعات التي تجمعها الحملات من المواطنين، فإن هناك بعض رجال الأعمال الكبار الذين يعلنون صراحة عن دعمهم لمرشح بعينه ومن ثم تتوالى التبرعات السخية وكذلك الجماعات المرتبطة بالحزب في عالم المال والأعمال.
وتشير بيانات CRP إلى أن المرشحين الديمقراطيين والجماعات المرتبطة بهم يمثلوا في الوقت الحالي نحو 54% من حجم ما تم إنفاقه في سباق الانتخابات، فيما مثل الجمهوريون والجماعات المرتبطة بهم نحو 39% من إجمالي الإنفاق.
أما عن المرشحين أنفسهم، فقد مثلوا نحو 18% من حجم ما تم التبرع به في السباق الانتخابي في وقت واصلت النساء الظهور بقوة في مشهد جمع التبرعات بالانتخابات الأميركية مع جمعهن نحو 1.7 مليار دولار.