تقدير إسرائيلي يرصد أطماع النفط والطاقة في اتفاقيات التطبيع
صدى نيوز -قالت كاتبة إسرائيلية إن "العلاقة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تثبت نفسها على الأرض، فإلى جانب الفرص القائمة بينها، هناك أيضا قلق كبير من إيران بشأن الوجهات الإسرائيلية الجديدة في الخليج".
وأضافت فازيت رابينا في مقالها على صحيفة مكور ريشون، أن "الاتفاق التطبيعي الأخير قد يجعل من إسرائيل قوة للطاقة، حيث وقعت وكالة حماية البيئة مذكرة تفاهم لتشغيل جسر بري لنقل النفط بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، عبر خط أنابيب النفط في إيلات- عسقلان".
وأوضحت أن "هذا الاحتمال تضاعف نحو التحول إلى واقع إقليمي جديد، فلأول مرة تخرج إسرائيل من عزلتها كجزيرة للطاقة، وترتبط من ناحية بنظام النقل العربي، ومن ناحية أخرى بمنتجي النفط الرئيسيين مثل أذربيجان وكازاخستان، تنقل النفط ومنتجاته للأسواق العملاقة في الشرق الأقصى وأفريقيا، وهذا ليس كل شيء، ففي الوقت نفسه، أصبحت إسرائيل مركزا لوجستيا دوليا لتكرير النفط، وتخزينه".
وأكدت أن "الإيرانيين يراقبون هذا التطور جيدا، ويرون فيه بديلا دوليا عن مضيق هرمز، من حيث الأمن والاقتصاد للسفن وناقلات النفط، لكنهم يفضلون تجنب الانتقال عن أكبر أصولهم الجيو-استراتيجية ممثلا بمضيق هرمز، لأن تفجيرات العام الماضي بناقلات النفط خارج المضيق، والهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية، دفع العالم للبحث عن بدائل لهذا المسار الخطير، والجسر البري الذي تقدمه إسرائيل الآن هو أحدها".
وأشارت إلى أن "الاتفاق يضع إسرائيل مع اللاعبين الإقليميين والدوليين بمجال الطاقة، وسينقل الخط البحري الجديد المنتجات النفطية من الإمارات لإيلات، ويتدفق الوقود للمحطات في عسقلان، ومن هناك للعملاء في أنحاء البحر المتوسط، وتقدر قيمة الترانزيت بـ800 مليون دولار في السنة، إضافة للنشاط الذي سينمو حول خط أنابيب النفط وفروعه لموانئ أسدود وحيفا والمصافي، ويتوقع أن يولد صناعة جديدة في إسرائيل".
وأضافت أنه "بعيدا عن الأثر الاقتصادي، يعبر الاتفاق عن واقع إقليمي جديد لمثلث استراتيجي يضم إسرائيل والإمارات والولايات المتحدة، ما دفع طهران لإطلاق التهديدات منذ لحظة توقيع اتفاقية التطبيع مع الإمارات، حتى أن التهديدات تناولت خط أنابيب النفط إيلات- عسقلان، ما يؤكد إلى أي مدى جعل هذا التطور الإيرانيين يشعرون بأن أهم أصولهم الجيواستراتيجية، يتم تجاوزها ببساطة".
وأكدت أن "طول خط الأنابيب إيلات-عسقلان 254 كم، وينضم لخليج حيفا، ما يطرح تساؤلات حول قدرة الجيش الإسرائيلي على حماية صادرات الغاز الإسرائيلية إلى أوروبا، لأن إيران لن تجلس بهدوء، وستحاول تخريب الممر البري عند نقاط نهايته البحرية، أي في ساحة البحر الأحمر، حيث تبحر السفن البحرية حاليا على بعد ألف كم قبالة سواحل إسرائيل لحماية سفن الشحن الإسرائيلية، ومنع تهريب الأسلحة الإيرانية".
وأوضحت أن "إسرائيل تمتلك قاعدة استخباراتية في إريتريا تطل على البحر الأحمر، كما ارتفع اسم جزيرة سقطرى قرب الساحل اليمني مؤخرا، كقاعدة استخباراتية مشتركة محتملة للإمارات وإسرائيل، كل ذلك يؤكد أن إسرائيل تدخل الآن حقبة جديدة من تكافؤ الفرص الكبيرة، بجانب المخاطر الكبيرة، ما يتطلب اقتصادا ذكيا ونفوذا استراتيجيا، ويبقى السؤال: إلى متى يجلس الإيرانيون بهدوء؟ وهي تنتظر نتائج الانتخابات الأمريكية".
وأشارت إلى أن "عملية التطبيع الجارية مع الإمارات والبحرين ستوفر للإيرانيين أهدافا إسرائيلية جديدة، وإذا نشأ في إيران شعور بوجود المخابرات العسكرية الإسرائيلية في دول الخليج، فهذه قضية ستجد إيران صعوبة بتجاهلها، وأي وجود مادي، أو مؤشر على البنية التحتية الأمنية للإمارة المستخدمة لجمع المعلومات الاستخباراتية لإسرائيل، سيكون خطا أحمر بالنسبة لهم".