بعد مكاسب أسبوعية تجاوزت 10%..تقرير: أوبك+ أحيت صناعة النفط
صدى نيوز - شهدت أسعار النفط تحقيق أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من عام، حيث ربح خام برنت 11% والخام الأميركي 10% بسبب توقعات تعطل الإنتاج الأميركي في خليج المكسيك نتيجة إعصار مرتقب.
وفي هذا الإطار، توقع تقرير صادر عن "وورلد أويل" أن تواصل "أوبك" وحلفاؤها، مجموعة "أوبك+"، المضي قدما في خطة إحياء إنتاج النفط عندما يجتمعون الأربعاء المقبل، وذلك في ضوء انتعاش الأسعار من التعثر في نهاية آب (أغسطس) الجاري.
واعتبر الإدارة الدقيقة والناجحة لتحالف "أوبك+" لسوق النفط أدت إلى إبقاء الأسعار مرتفعة بما يكفي لدعم إحياء صناعة البترول العالمية، وتجنب حدوث الارتفاع الكبير للأسعار الذي قد يهدد الانتعاش الاقتصادي في العالم، وفقا لجريدة الاقتصادية.
وأوضح أن التحالف الذي تقوده السعودية وروسيا يسعى تدريجيا إلى استعادة الكمية التي توقفت من إنتاج النفط الخام أثناء ذروة أزمة الوباء، مرجحا أن يصادق الاجتماع على ضخ الدفعة الشهرية الثانية من الزيادات التي تبلغ 400 ألف برميل يوميا على أساس شهري.
ونوه التقرير بأن عديدا من التجار والمحللين ومندوبي "أوبك+" يتوقعون المضي قدما في إضافة الزيادات الإنتاجية الشهرية التي تم الاتفاق عليها في تموز (يوليو) الماضي، لافتا إلى تعثر أسواق الخام في وقت سابق من هذا الشهر، حيث هدد تفشي الوباء الطلب في الصين والولايات المتحدة، لكن الأسعار تعافت منذ ذلك الحين بعد أن أثبت استهلاك الوقود مرونته في مواجهة أحدث موجة من الوباء ممثلة في متغير "دلتا"، ما منح "أوبك" وحلفاءها مساحة أكبر من تراجع الضغوط.
وأشار إلى تلاشي الشكوك بشأن الاقتصاد العالمي وانتعاش النمو في الصين إلى حد كبير، إذ من المرجح أن تلتزم "أوبك+" بالخطة، موضحا أن المجموعة أعادت بالفعل تشغيل ما يقرب من 45% من حجم الإنتاج غير المسبوق الذي أغلق في الربيع الماضي.
وأضاف أنه "في وقت سابق من هذا الشهر أصبحت خطط مجموعة "أوبك+" لزيادة العرض موضع تساؤل، حيث انخفضت أسعار النفط الخام العالمية بنحو 11 دولارا للبرميل - نحو 15% - في الأسابيع الثلاثة الأولى من آب (أغسطس) نتيجة لإعادة الصين فرض عمليات الإغلاق وتقليص وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب لبقية العام حيث حذرت من فائض متجدد في 2022.
وأشار إلى أن الاجتماع المرتقب لمجموعة "أوبك+" يسير على المسار الصحيح، ما يسمح لتحالف "أوبك+" الذي يضم 23 دولة بالحفاظ على مساره.
وذكر التقرير أن حركة المرور في شوارع بكين المزدحمة تتعافي بقوة حيث تقوم الصين وهي من أبرز الدول المستوردة للنفط بإخماد عودة ظهور حالات متغير دلتا من فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هذا الوضع الإيجابي تم رصده أيضا في الولايات المتحدة بسبب تماسك وصمود استهلاك البنزين، حيث يحاول السائقون تحقيق أقصى استفادة من موسم العطلة الصيفية، وبالتزامن مع ذلك أيضا نجد أن الطيران بدأ في العودة إلى الهند حيث يتدفق الناس على المواقع السياحية بعد أشهر من الإغلاق.
ولفت إلى انتعاش العقود الآجلة لخام برنت - وهو معيار دولي - إلى 72 دولارا، منوها بتأكيد محللين دوليين أن الحكومة الصينية تسيطر على أحدث تفش للجائحة، كما أنها تلتزم بالخطة الحالية وتؤكد قدرتها واستعدادها للتكيف مع مستجدات الوضع في سوق النفط العالمية.
من ناحيته، أكد تقرير وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن أسعار المنتجات النفطية المكررة من ساحل الخليج الأميركي قفزت الجمعة إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر، حيث كان إعصار "إيدا" يتجه شمالا عبر خليج المكسيك إلى منشآت إنتاج وتصنيع النفط والغاز.
وأشار التقرير إلى حالة القلق الواسعة من جانب المستثمرين في السوق خوفا من التأثير المحتمل من إعصار "إيدا" في أصول التكرير الإقليمية، ما دفع بعض الأسعار الفورية إلى أعلى المستويات التي شوهدت منذ شهور مدعومة بانخفاض مستويات المخزونات التي تم رصدها في أحدث تقرير لإدارة معلومات الطاقة.
ولفت إلى قيام شركة فيليبس 66 بإغلاق مصفاة مهمة تنتج 255.6 ألف برميل يوميا.
كما ارتفعت معايير العقود الآجلة وقفزت أيضا سوق الديزل في ساحل الخليج إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر تقريبا قبل إعصار "إيدا" الذي وصل إلى ساحل الخليج في نهاية الأسبوع.
وأشار التقرير إلى أنه وفقا للمسار الحالي قد يصل إعصار "إيدا" اليابسة بين بحيرة تشارلز ونيو أورليانز وهما محوران رئيسان للتكرير على ساحل الخليج. معربا عن قلقه من أن تلحق العاصفة أضرارا بأي من المدينتين، مؤكدا اكتساب أسواق البنزين قوة دفع حيث انتعشت بسبب العاصفة الوشيكة وارتفعت الأسعار في رد فعل سريع على أنباء اقتراب الإعصار.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط 2%، الجمعة، محققة أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من عام إذ بدأت شركات الطاقة وقف الإنتاج الأميركي في خليج المكسيك قبل إعصار كبير من المتوقع أن يضرب أوائل الأسبوع المقبل.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.63 دولار بما يعادل 2.3%، لتبلغ عند التسوية 72.70 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.32 دولار أو 2%، ليبلغ سعر التسوية 68.74 دولار. وهذا أعلى إغلاق لبرنت منذ الثاني من آب (أغسطس) ولغرب تكساس الوسيط منذ 12 من الشهر نفسه.
وعلى أساس أسبوعي، ارتفع برنت أكثر من 11%، وارتفع غرب تكساس الوسيط بأكثر من 10%، وهي أكبر مكاسب أسبوعية بالنسبة المئوية لكليهما منذ حزيران (يونيو) 2020.
وقال إدوارد مويا كبير محللي الأسواق في "أواندا"، "المتعاملون في الطاقة يدفعون أسعار النفط الخام إلى الارتفاع، تحسبا لاضطرابات على صعيد الإنتاج في خليج المكسيك". وأغلق منتجو النفط 59% من إنتاج النفط الخام في خليج المكسيك مع اقتراب العاصفة نحو حقول النفط البحرية الرئيسة في الولايات المتحدة، وفقا لمكتب السلامة والإنفاذ البيئي.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة "إن حفارات النفط الأميركية ارتفعت خمسة إلى 410 هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوى لها منذ أبريل 2020.
وفي أغسطس، أضافت شركات الطاقة 25 حفارا نفطيا، وهو أكبر عدد في شهر منذ يناير، ما رفع عدد الحفارات 12 شهرا على التوالي للمرة الأولى منذ يوليو 2017.