سخنين: مسيرة مركزية إحياء لذكرى هبة القدس والأقصى
فلسطين 48

سخنين: مسيرة مركزية إحياء لذكرى هبة القدس والأقصى

صدى نيوز -نظمت في مدينة سخنين مساء، السبت، المسيرة المركزية إحياء للذكرى الـ21 لهبة القدس والأقصى التي ارتقى خلالها 13 شهيدا فلسطينيا في مناطق الـ48 بنيران قوات الأمن الإسرائيلية.

وانطلقت المسيرة من أمام مسجد النور وسط سخنين، إذ جابت الشوارع الداخلية في المدينة وصولا إلى ساحة البلدية.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية وصور الشهداء بالإضافة إلى لافتات منددة بالجريمة وتواطؤ الشرطة مع عصابات الإجرام.

وسبق المسيرة زيارة أضرحة الشهداء الـ13 في بلداتهم وهم: رامي غرّة (جت المثلث)، أحمد صيام جبارين (معاوية)، محمد جبارين ومصلح أبو جراد (أم الفحم)، وسام يزبك، وإياد لوابنة، وعمر عكاوي (الناصرة)، محمد خمايسي (كفركنا)، رامز بشناق (كفر مندا)، عماد غنايم ووليد أبو صالح (سخنين)، علاء نصار وأسيل عاصلة (عرابة).

ومما يذكر أن بداية الأحداث تعود إلى يوم 28 أيلول/ سبتمبر من العام 2000، حينما اقتحم زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، أريئيل شارون، المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة تحت حراسة مشددة، إذ أشعلت خطوة شارون الاستفزازية نيران الغضب الفلسطيني في باحات الأقصى ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

واندلعت هبة القدس والأقصى في مناطق الـ48 في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2000، عبر الإضراب العام والمفتوح الذي دعت له لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ردًا على اقتحام زعيم المعارضة الإسرائيلية آنذاك، أرئيل شارون، للمسجد الأقصى.

وقد ردت لجنة المتابعة على الأحداث الغاضبة والقمع الإسرائيلي للتظاهرات في القدس المحتلة والأقصى بإعلان إضراب عام ومفتوح، سرعان ما تحول إلى يوم غضب عارم. فقد شل الإضراب العام كافة القرى والبلدات الفلسطينية في الجليل والمثلث والنقب. وانطلقت تظاهرات منددة بانتهاك حرمة الأقصى، استشهد خلالها، في اليوم الأول من الأحداث ثلاثة من الشهداء برصاص الشرطة الإسرائيلية وهم: رامي غرة، أحمد جبارين ومحمد جبارين.

وزاد ارتقاء الشهداء والعنف القاتل الذي لجأت إليه الشرطة الإسرائيلية في تفريق التظاهرات، الغضب الفلسطيني. وأُعلن مرة أخرى عن إضراب مفتوح. استمرت المواجهات بين شرطة الاحتلال التي استخدمت العيارات النارية، ووحدات القناصة وبين الفلسطينيين حتى الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، ليبلغ عدد الشهداء 13 خلال أيام الهبة. إذ استشهد في اليوم الثاني للهبة كل من أسيل عاصلة، وعلاء نصار، ووليد أبو صالح، وعماد غنايم، وإياد لوابنة ومصلح أبو جرادات. كما استشهد كل من الشهيد محمد خمايسي ورامز بشناق في الثالث من الشهر ذاته، فيما استشهد عمر عكاوي ووسام يزبك في الثامن من الشهر نفسه.

دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد إلى أوسع مشاركة في مسيرة الذكرى الـ21 لهبة القدس والأقصى المقرر لها اليوم عند الساعة الرابعة مساء في مدينة سخنين.

ومن المزمع أن تسبق المسيرة زيارة أضرحة الشهداء الـ13 والنصب التذكارية؛ وسيكون محور إحياء الذكرى مكافحة الجريمة في المجتمع العربي والتأكيد على وقوفنا إلى جانب القدس وأهلها والمسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض في هذه الأيام لسلسلة اقتحامات كبيرة ويومية من قبل عصابات المستوطنين.

وبدأت فعاليات هبة القدس والأقصى بزيارة ضريح الشهيد، رامي حاتم غرة، في قرية جت المثلث، بحضور عائلة الشهيد ومشاركة العشرات من الأهالي والنشطات من منطقة المثلث ورئيس لجنة المتابعة ورؤساء سلطات محلية عربية، إذ قاموا بوضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على روح الشهيد.

وقال رئيس مجلس جت المثلث، خالد غرة، إننا "نحيي هذه الذكرى وسط حالة من الذل تعيشها الحكومات العربية التي تتهافت على الاحتلال، هذه الذكرى هي رسالة نسترد من خلالها حقوقنا من هذه المؤسسة".

وأكد رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، أن "قضية القدس والأقصى وأحداثها في العام 2000 لم تنته، لا زلنا نرى تدنيسا للمسجد الأقصى من قبل قطعان المستوطنين وعناصر الشرطة".

وأضاف أن "المجتمع العربي أثبت أنه أمين لمجتمعه وسط مخططات يعيشها لصرف أنظارنا وتشتيتنا عنها، وإحداها نشر العنف والجريمة، فالجريمة هي قضية اجتماعية ولكنها سياسية، وتبقى هذه الذكرى لأهالي الشهداء".

وانتقلت بعدها مسيرة زيارة الأضرحة إلى أم الفحم ومعاوية حيث الشهيدين محمد جبارين وأحمد أبو صيام، كما جرى زيارة أضرحة الشهداء الثلاثة محمد جبارين الذين ارتقوا برصاص عناصر الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى عام 2017.

وقال النائب السابق، د. يوسف جبارين، إننا "نواصل استذكار هذه الهبة لأن فيها معاني من التحدي للبقاء على أرض أجدادنا. وهي تأكيد على أننا أوفياء للشهداء والقدس والأقصى وأننا نحيي هذه الذكرى رغم الآلام التي نعيشها اليوم.

وفي مدينة الناصرة، وصلت المسيرة إلى النصب التذكاري للشهداء الثلاثة إياد لوابنة وعمر عكاوي ووسام يزبك، إذ ألقيت بعض الكلمات وجرى قراءة الفاتحة على أرواحهم.

وانتقلت المسيرة بعد ذلك إلى كفر كنا حيث النصب التذكاري للشهداء الذين ارتقوا برصاص الشرطة بينهم شهيد هبة القدس والأقصى، محمد خمايسي، والشهيد خير الدين حمدان؛ وجرى وضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على أرواحهم.

بعدها وصلت المسيرة إلى كفر مندا حيث النصب التذكاري للشهيد، رامز بشناق، وجرى وضع أكاليل الزهور وقراءة الفاتحة على روحه.