علماء يحددون الجين المرتبط بارتفاع خطر الإصابة بكورونا الشديد!
صدى نيوز - لا ينتهي الأمر بمعظم الأشخاص المصابين بـ "كوفيد" في المستشفى، لكن بعض المجموعات تصاب بنوع شديد من المرض.
ووجدت دراسة كبيرة نُشرت في The Lancet في مايو 2021، أن مخاطر دخول المستشفى أو الحاجة إلى العناية المركزة أو الوفاة بسبب "كوفيد" في إنجلترا، كانت أكبر بالنسبة للمجموعات العرقية الآسيوية وأصحاب البشرة السمراء والمختلطة مقارنة بالأشخاص البيض خلال الموجة الوبائية الأولى في المملكة المتحدة (ربيع 2020).
وفي الموجة الثانية، انخفض الخطر بين المجموعات العرقية أصحاب البشرة السمراء والمختلطة - ولكن عثر على العكس بالنسبة لسكان جنوب آسيا. وبالنسبة لهم، كان خطر أن ينتهي بهم المطاف في المستشفى أو الموت بسبب "كوفيد"، أعلى في الموجة الثانية مقارنة بالأشخاص البيض والأقليات العرقية الأخرى.
فما الذي قد يفسر هذا الاختلاف؟، هل يمكن أن تكون الجينات التي تحملها مجموعات عرقية معينة من الأقليات تجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بـ "كوفيد" الشديد؟.
في عام 2020، أظهرت الدراسات الجينية الأولى أن هناك بالفعل اختلافات جينية أدت إلى زيادة خطر الإصابة بفيروس "كوفيد" الشديد. وبعد دراسة الجينات لدى الآلاف من مرضى "كوفيد"، توصل الباحثون إلى اثنين من الجينات المسماة LZTFL1 وSLC6A20.
لذا شملت الأسئلة التي كانت بحاجة إلى إجابة: أي من هذين الجينين يزيد من خطر الإصابة بفيروس "كوفيد" الشديد؟ وكيف تفعل ذلك؟.
وجدت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Genetics الإجابة على هذين السؤالين.
ووجد الباحثون، من جامعة أكسفورد، أن LZTFL1 هو المتورط في مرض شديد الخطورة - وليس SLC6A20. وتبين أن 60% من الناس من جنوب آسيا يحملون نسخة عالية الخطورة من الجين مقارنة بـ 15% بين البيض و2% فقط من الناس من أصل إفريقي أو إفريقي كاريبي.
وليس ذلك فحسب، بل إن هذا الجين نشط جدا في طبقة الخلايا المبطنة للممرات الهوائية والرئتين. وهذه الطبقة من الخلايا، تسمى ظهارة الجهاز التنفسي، تقوم بتدفئة الهواء وتنظيفه قبل أن يصل إلى الرئتين، حيث يتم امتصاص الأكسجين في الدم.
ويعمل كحاجز بين الهواء الداخل إلى الجهاز التنفسي والأنسجة الداخلية للجسم، وهو ضروري للتنفس السليم.
وأظهرت الدراسة أن البديل عالي الخطورة للجين يقلل من قدرة الخلايا في الرئتين على إصلاح الأنسجة التالفة واستبدال الخلايا المفقودة، والتي قد تكون ضرورية للتغلب على المرض الشديد.
كما يجعل المتغير الخلايا لديها نسخ أكثر من البروتينين (ACE2 وTMPRSS2) التي تسمح لفيروس SARS-CoV-2 بدخول الخلايا وإصابتها. وما يعنيه ذلك هو أن الأشخاص الذين يحملون المتغير الجيني عالي الخطورة من المرجح أن ينتهي بهم الأمر بإصابة عدد أكبر من الخلايا، وقدرة أقل على الشفاء، وبالتالي الإصابة بعدوى أكثر شدة.
ولا نعرف حتى الآن مدى التأثير غير المتناسب الذي أحدثه فيروس كورونا على الأشخاص من أصول جنوب آسيا في المملكة المتحدة بسبب هذا الجين، وهذه النتائج لا تعني أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية لم تلعب دورا مهما.
وقالت آنا فالديس، أستاذة علم الأوبئة الجزيئية والجينية بجامعة نوتنغهام، ليس لدينا أيضا بيانات عن دور الجين في دول جنوب آسيا حيث من المحتمل أن يحمله عدد أكبر بكثير من الناس، أو ما قد يعنيه هذا بالنسبة للجهود المبذولة للتصدي للوباء هناك.
ولكن نتائج هذه الدراسة مهمة لأنها تخبرنا أن جزءا من الخطر الأكبر في بعض المجموعات العرقية، مثل الأشخاص من جنوب آسيا، هو جزء بيولوجي.
وعلى الرغم من وجود لقاحات وأدوية الآن لعلاج "كوفيد"، توضح لنا الدراسة الجديدة طريقة محتملة لتطوير علاجات جديدة تستهدف الرئتين بدلا من الجهاز المناعي - والذي كان محور التركيز في الغالب حتى الآن. وقد يكون ذلك مفيدا بشكل خاص لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بأمراض خطيرة.