أمين إغبارية: ذهب ليشتري لطفله مسلّيات.. فعاد قتيلًا
صدى نيوز - حيّ العجمي، الأربعاء، التاسعة مساءً.
صمت. تسع رصاصات تكسر الصمت. ثم صمت مرّة أخرى. صراخ وعويل، فنداءات استنجاد لا تنفع. أمين إغبارية (24 عامًا) قُتل. يافا التي بدأت العام بجريمة قتل، تنهيه بجريمة قتل أيضًا.
كان الضحية يجلس عند مدخل بيته داخل سيارته في حي العجمي في يافا، حين جاءت سيارة في قلبها مقنّعون أقترب أحدهم شاهرًا مسدّسه، أطلق على أمين تسع رصاصات، أصابت إحداها رأسه.
ونقل أمين بحالة حرجة إلى مشفى "إيخليوف" في تل أبيب، إلّا أن محاولات الأطباء باءت بالفشل. وترك المرحوم خلفه طفلًا، وزوجة ثاكلًا. كان أمين يعمل في مجال إرسال الطلبيات في مدينة يافا.
يصف والد القتيل، إبراهيم إغبارية، أولى لحظات مقتله لـ"عرب ٤٨"، بالقول "سمعنا صوت إطلاق رصاص أمام البيت.. خرجت لأتفقّد ما جرى، وصُدمتُ بأنّ المصاب هو نجلي أمين. صدمة كبيرة كانت، لا كلمات تصف اللحظات الأولى، صمت ثم صرخات العائلة".
وقال الوالد لـ"عرب ٤٨" إنه ذهب ليشتري المسليّات لأولاده، ولكن عندما عاد، عاد قتيلا. "ظننت أن إطلاق النار للاحتفال بالأعياد".
ويروي إبراهيم آخر لقاء له مع ابنه، قائلا "وثّقتُ مقطعًا مصوّرًا لابن المرحوم أمين، حفيدي، وهو يرقص مع والده، تحدّثنا معًا عن المولود الجديد، وقال إنّه يريد أنْ يضحّي بخروفين لأجل ابنه المولود الجديد".
وحمّل إبراهيم الشرطة الإسرائيلية مسؤوليّة تفشّي الجريمة في المجتمع العربي عمومًا، ومقتل ابنه أمين خصوصًا، "الشرطة غير معنية بكبح جماح الجريمة، تريدنا أن نبقى غارقين في الدماء، تريد أن تبقي على هذه الصراعات، بل وتغذّيها. في كل يوم نفقد زهرة من شبابنا، دون أن يحرّك أحد ساكنًا، لا شرطة ولا غيرها".
وتساءل إغبارية "لماذا قتلوا أمين؟ إذا قتل شخص مثل أمين، فعلى الدنيا السلام. أمين الشاب الذي لا يفارق المسجد، يساعد الناس دون تردّد، ويشهد له الجميع بحسن أخلاقه، ما يحدث لنا أمر لا يعقل، ولا يقبله أي عاقل".
ومساء الخميس، شيّعت جماهير غفيرة في مدينة جثمان إغبارية.
ويشهد المجتمع العربي ارتفاعا مقلقا في أعمال العنف والجريمة المنظمة، في الوقت الذي تتقاعس فيه الشرطة عن القيام بدورها في لجم هذه الظاهرة التي باتت تهدد المجتمع بأكمله.
وارتفعت حصيلة ضحايا الجريمة في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري إلى نحو 110 قتلى بينهم 16 امرأة، علمًا بأن الحصيلة لا تشمل جرائم القتل في منطقتي القدس وهضبة الجولان المحتلتين، كما أنها لا تشمل الشهيدين محمد كيوان من أم الفحم، وموسى حسونة من اللد، اللذين استشهدا خلال هبة الكرامة الشعبية في أيار/ مايو الماضي.
المصدر: عرب 48