قرار بتصعيد النضال لمواجهة الهجمة على أراضي النقع في النقب
صدى نيوز - قررت لجنة التوجية العليا لعرب النقب، مساء اليوم، الثلاثاء، تصعيد النضال في مواجهة هجمة المؤسسة الإسرائيلية المتواصلة والتي تستهف منطقة أراضي النقع في صحراء النقب، وذلك في رد على الاعتداءات والاعتقالات التعسفية التي طاولت 21 شخصا بينهم سبعة قاصرين وفتاتان.
وعقدت لجنة التوجية العليا لعرب النقب، اجتماعا موسعا في قرية الأطرش الواقعة في منطقة النقع، لمناقشة استمرار جرائم التجريف والتحريش التي تتعرض لها المنطقة، وبحث سبل الرد على الاعتداءات والاعتقالات التعسفية التي قامت بها الشرطة الإسرائيلية.
كما أعلن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عن الإضراب الشامل بما يشمل جميع المدارس في القرى غير المعترف بها والمجالس الإقليمية في النقب، الأربعاء، وذلك "تضامنا مع الأهل الذين تُصادر أرضهم ويُعتدى عليهم".
وأسفرت اعتداءات أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال مداهمة قرى في النقب، اليوم الثلاثاء، والتي شملت هدم خيمة اعتصام في قرية سعوة الأطرش، عن اعتقال 21 شخصا بينهم 7 قاصرين وفتاتان، وإصابة عدد منهم خلال عمليات الاعتقال الوحشية، فيما أطلق الناشطون حراكا في محاولة للإفراج عن المعتقلين وصد الهجمة المتواصلة.
ودعت لجنة التوجية "الجماهير النقباوية، إلى التواجد في أرض نقع بئر السبع صباح يوم غد، الأربعاء، والمشاركة في مظاهرة جماهيرية حاشدة من المقرر تنظيمها يوم الخميس المقبل الساعة 15:00 على مفرق سعوة - الأطرش".
كما قررت لجنة التوجية رفع سقف مطالبها "بحيث تجاوزت وقف التحريش إلى الاعتراف الفوري بقرى منطقة النقع"، الواقعة شرقي مدينة بئر السبع وبلدة تل السبع، في المنطقة المسماة تاريخيا "منطقة السياج".
وتشمل القرى غير المعترف بها في أراضي النقع التي تمتد مساحتها على 45 ألف دونم، ويعيش عليها 30 ألف فلسطيني من بدو النقب، قرى: خربة الوطن، والرويس، وبير الحمام، وبير المشاش، والزرنوق.
كما أكدت اللجنة أن مطالبها باتت تشمل "التجميد الفورى لعمليات هدم البيوت العربية في النقب".
احتجاجات وإحراق إطارات مطاطية
وفي ساعات المساء، أحرق محتجون إطارات مطاطية وحاولوا إغلاق تقاطعات طرق رئيسية في النقب، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين واحتجاجا على الاعتداءات الوحشية التي تعرض لها المعتصمون في سعوة - الأطرش.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق شارع 25 الواقع بالقرب من بلدة شقيب السلام في كلا الاتجاهين، وذلك في ظل احجاجات الناشطين وإضرام النار بالإطارات المطاطية ومحاولة إغلاق الشارع.
كما تظاهر العشرات بالقرب من مفرق قرية أم بطين غير المعترف بها.
وامتدت التظاهرات لتصل شارع 40 وشارع رقم 31 بالقرب من حورة.
وأصدرت الشرطة بيانًا قالت فيه إنها ستتعامل بيد من حديد مع أيّ محاولة للتظاهر أو إغلاق شوارع في النقب.
الهجمة على النقب متواصلة
وعمّ الإضراب الشامل، صباح اليوم الثلاثاء، في عدد من قرى النقب، بينها نقع بئر السبع والأطرش وخربة الوطن وبير هداج والزرنوق والرويسة، احتجاجًا على عمليات التجريف الإسرائيلية في المنطقة.
ومن ضمن التجاوزات الحقوقية المسجلة خلال اعتداءات الأذرع الأمنية للسلطات الإسرائيلية، أظهرت توثيقات الناشطين حالة أحد الفتية المعتقلين (14 عاما) إثر الاعتداء عليه بعد اعتقاله، وسط أنباء عن تعرضه لكسور في يديه وساقيه، إذ تم نقله للمستشفى وهو جالس على كرسي متحرك؛ علما بأن التوثيقات تثبت أنه تم توقيفه وهو بحالة سليمة.
ووصف مُركّز لجنة التوجيه العليا للعرب في النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، جمعة الزبارقة، ما تشهده أراضي الأطرش في النقب بأنه "عملية إجرامية من قبل المؤسسة الإسرائيلية بكل ما تحمل الكلمة من معنى". وأكد الزبارقة في حديث لموقع "عرب 48" أن الأوضاع في قرية الأطرش وسعوة وخربة الوطن، سيئة للغاية وأنه تم حتى الآن اعتقال 16 شابا من بينهم ما لا يقل عن أربعة قاصرين ونساء بعد أن أقدمت جرافات ‘التنظيم‘ على هدم خيمة الاعتصام المقامة على أراضي الأطرش.
وأضاف الزبارقة "منذ الساعة السابعة صباحا، نظمنا مظاهرة وقمنا بإغلاق الشارع الرئيسي رقم 31 (عراد – بئر السبع) لمدة ساعة تقريبا، وتسببت المظاهرة بأزمة مرورية مخيفة، وبعدها توجهنا إلى منطقة التجريف وهناك حدثت اعتداءات من قبل الشرطة أدت إلى مواجهات وتم اعتقال ستة أشخاص من ضمنهم فتيات، وفي الجولة الثانية من المواجهات تم اعتقال عشرة أشخاص من بينهم عدد من الصبية القاصرين، وبلغ مجمل عدد المعتقلين خلال مواجهات اليوم 16 معتقلا على الأقل".
وعن تعامل الشرطة مع المحتجين قال الزبارقة: "الشرطة تتعامل مع المحتجين بشكل همجي واستفزازي، ويبادر عناصرها إلى استفزاز الشبان ومن ثم يعتدون عليهم حيث تم دهس أحدهم بالدباب (تراكتورون) بينما أصيب آخر بعد أن داسته حوافر حصان ضخم من الأحصنة التي تستخدمها الشرطة لقمع المتظاهرين".
وأوضح الزبارقة أن الشرطة تستعين بالخيول والكلاب في عمليات الاعتقال، وكذلك التراكتور الدباب وشاحنة رش المياه العادمة وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، على الرغم من أن عدد المحتجين بالعشرات.
حراك لإطلاق سراح المعتقلين
وكان أعضاء في حزب الليكود قد وصلوا في وقت سابق اليوم إلى منطقة التجريف، من بينهم الوزيران السابقان آفي ديختر وميري ريغيف، وقام ديختر بغرس أول شجرة في منطقة التجريف، كرمز للاستيلاء على الأرض وتحقيق الهدف بتجريفها من أجل تحريشها وتهويدها. والحديث يدور عن تحريش آلاف الدونمات من الأراضي المفتوحة الخالية من البناء.
وفي اتصال مع المحامي مروان أبو فريح، من مركز "عدالة" في النقب، المتواجد في ساحة المواجهات طوال نهار اليوم، قال لـ"عرب 48" إنه "منذ ساعات الصباح ولغاية الساعة الرابعة بعد الظهر الأحداث متواصلة؛ نحن نتحدث عن نحو 20 عملية اعتقال واحتجاز لشبان وفتيات وقاصرين في مركز الشرطة (6 قاصرين وثلاث فتيات) وهنالك قرار صارم من ضابط الشرطة بتمديد اعتقالهم إلى يوم غد الأربعاء، وسنقوم في الساعات القريبة بتقديم استئناف على قرار ضابط الشرطة تمديد اعتقالهم".
وأضاف المحامي أبو فريح أنه "بالأمس كانت هنالك اعتقالات لثلاثة قاصرين والصحافي ياسر العقبي. ونحن أمام موجة اعتقالات عنيفة جدا في هذه المرحلة، وغدا صباحا أو في ساعات الليل إذا ما تم استدعاء قاض مناوب، فقد يتم البت في الاستئناف الذي سنقدمه في الساعات القريبة".
وردا على سؤال حول حالة المعتقلين الصحية واحتمال وجود مصابين بين صفوفهم نظرا للتعامل الهمجي معهم، قال المحامي أبو فريح إن "عمليات الاعتقال كانت عنيفة وتم إطلاق الكلاب على المتظاهرين من أجل اعتقالهم، ونتوقع مما رأته أعيننا، أن تكون هنالك إصابات. كما استخدمت الشرطة قنابل الصوت ورصاصا مطاطيا من نوع جديد، ربما تكون المرّة الأولى التي يستخدم فيها هذا النوع من الرصاص الإسفنجي، وليس لدينا معلومات عما يسببه هذا الرصاص المطاطي غير التقليدي".
ومن المقرر أن تعقد القيادة النقباوية اجتماعا لها في الساعات القليلة القادمة، للتباحث في الخطوات التي ينبغي اتخاذها إزاء هذه الهجمة الشرسة على النقب. وقال الصحافي أمير أبو قويدر، لمراسل "عرب 48" إن قوات الشرطة انسحبت من ساحة المواجهات في الساعة الأخيرة، وتشهد المنطقة هدوءا نسبيا، بينما تقوم حوالي عشر دوريات تابعة للشرطة بمحاصرة الأراضي والمناطق التي تم تجريفها وتحريشها، وتقوم بمراقبة المساحات التي تم غرس الأشجار فيها.
وأكد أبو قويدر أن بعض المعتقلين لم يتم حتى اللحظة تبليغ عائلاتهم وأهاليهم بأمر اعتقالهم، وهو ما يجعل التحدث مع الأهالي في هذه المرحلة "غير موضوعي".