التعرض للأوزون يزيد من خطر التدهور المعرفي لدى كبار السن
صدى نيوز - توصلت دراسة جديدة واسعة النطاق بقيادة علماء في كلية ييل للصحة العامة إلى وجود صلة قوية بين التعرض للأوزون على المدى الطويل وزيادة خطر الإصابة بالضعف الإدراكي لدى كبار السن.
ولطالما اعتبر تلوث الهواء أحد عوامل الخطر الرئيسية لمجتمع شيخوخة. ويمكن أن تؤدي الجسيمات الدقيقة التي تطفو، في تركيزات عالية، بشكل متزايد حول العالم إلى الخرف وغيره من الإعاقات المعرفية، ويمكن للمصابين بسهولة أن يثقلوا أنظمة الرعاية الصحية في المناطق التي يتواجد فيها السكان الذين يتقدمون في السن.
ولكن بخلاف الجسيمات المحمولة في الهواء، لا يُعرف الكثير عن الطريقة التي يمكن أن تشكل بها الملوثات الأخرى خطرا مماثلا.
وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة Environment International، اختار الباحثون بدلا من الجسيمات المحمولة في الهواء، التركيز على الأوزون المحيط، وهو غاز شديد التفاعل موجود في كثير من الضباب الدخاني على مستوى الأرض.
ويعرف الأوزون بأنه غاز ذو لون أزرق يتكون من ثلاث ذرات من الأكسجين، وهو سام يحتوي على رائحة حادة للغاية تشبه إلى حد ما رائحة مادة الكلور، ومن المعروف أنه حتى التركيزات المنخفضة من الأوزون في الهواء قد تكون مدمرة للغاية للمواد العضوية مثل اللاتكس والبلاستيك وأنسجة الرئة الحيوانية.
وتابع الفريق النتائج الصحية لما يقارب 10 آلاف مشارك من كبار السن في جميع أنحاء الصين، وقاموا بتحليل مدى تأثير التعرض للأوزون طويل المدى على قدرتهم المعرفية بمرور الوقت.
ووجدوا أن لكل زيادة قدرها 10 ميكروغرامات في المتوسط السنوي للتعرض للأوزون، زاد خطر ضعف الإدراك بأكثر من 10%. ووجد الباحثون أيضا أن هذا الارتباط استمر حتى عندما استبعدوا عوامل الخطر الفردية مثل التدخين والشرب ومستوى التعليم. وهذا يعني أن كبار السن في الصين الذين تعرضوا لمستويات عالية من تلوث الأوزون السنوي كانوا أكثر عرضة للإصابة بإعاقات معرفية في وقت لاحق من حياتهم، بغض النظر عن الأنشطة الأخرى التي شاركوا فيها.
وقال الدكتور كاي تشن، الأستاذ المساعد في كلية ييل للصحة العامة، والمؤلف الرئيسي للدراسة: "تشير نتائجنا إلى فوائد محتملة في تأخير تقدم التدهور المعرفي بين كبار السن إذا تم تخفيض مستويات الأوزون إلى ما دون إرشادات جودة الهواء العالمية الجديدة لمنظمة الصحة العالمية لتلوث الأوزون".
ويشار إلى أنه كانت هناك قيود على النتائج التي توصل إليها الباحثون، ومع ذلك، لاحظ الفريق البحثي بقيادة جامعة ييل، أن بيانات المراقبة وحدها غير كافية لإثبات وجود صلة سببية بين الأوزون والتدهور المعرفي لدى كبار السن.
وكتبوا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستكشاف الآليات الكامنة وراء القدرات التدميرية للأوزون لدى البشر قبل تقديم مثل هذا الادعاء. ونظرا لأن العديد من كبار السن في الصين يقضون معظم وقتهم في الداخل، فقد تختلف مستويات تلوث الأوزون في الأماكن المغلقة عن متوسطات الهواء الطلق التي استخدمها الباحثون في دراستهم.
ومع ذلك، فإن الدراسة هي الأولى التي تثبت هذا الرابط عبر قطاعات كبيرة من السكان الصينيين على مدى عدة سنوات. وهي تتطابق مع ما وجده باحثون آخرون في مناطق حول العالم: على مدى السنوات العديدة الماضية، تتبعت الدراسات ارتباطا مشابها لدى البالغين في الولايات المتحدة وتايوان، ووجدت أيضا ارتباطا بين التعرض للأوزون والأمراض العصبية الأخرى.
وتشير النتائج إلى وجود حاجة ملحة للحد من التعرض للأوزون في جميع أنحاء العالم.
وقال البروفيسور روبرت دوبرو، مدير هيئة التدريس في مركز جامعة ييل للتغير المناخي والصحة والمؤلف المشارك للدراسة، إن ما يجعل هذه المشكلة أكثر إلحاحا هو أن "تلوث الأوزون من المتوقع أن يزداد سوءا في ظل تغير المناخ". وأضاف أن استراتيجيات الحد من هذا التهديد "قد تساعد في الحفاظ على نوعية حياة أعلى بين كبار السن وجلب فوائد صحية عامة كبيرة للمجتمع المتقدم في السن".