ما هي دول الناتو التي تمتلك صواريخ إس-300.. وهل تستطيع التصدي للسوخوي الروسية؟
عربي ودولي

ما هي دول الناتو التي تمتلك صواريخ إس-300.. وهل تستطيع التصدي للسوخوي الروسية؟

صدى نيوز - أصبحت محاولة نقل صواريخ إس 300 إلى أوكرانيا محور جهود الناتو لدعم كييف، وسبباً لتوتر خطير محتمل مع موسكو التي هددت بقصفها إذا نقلت لأوكرانيا، فيما تحاول واشنطن إقناع تركيا بنقل صواريخ إس 400 الأكثر تقدماً لكييف.

وظهرت صواريخ S-300 كمحور لمطالب أوكرانيا لأنها مصممة لضرب أهداف على ارتفاعات أعلى وأطول مدى من صواريخ ستينغر التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا.

ومع ذلك، فإن الدول التي لديها صواريخ إس 300 تريد التأكد من أنها إذا ساعدت الأوكرانيين، لا تجعل نفسها عن غير قصد أكثر عرضة لهجوم روسي محتمل.

على الرغم من نظام إس 300 السوفيتي الصنع قد وورثه نظام S-400 الروسي المتقدم، إلا أنه لا يزال يُعتبر قادراً على مواجهة الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

ويتطلع حلفاء أوكرانيا الغربيون أن يمكن نظام إس 300 ذو الأصل السوفييتي الجيش الأوكراني من إسقاط الطائرات الحربية الروسية التي تطير على ارتفاعات عالية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post The

وأعلنت سلوفاكيا استعدادها لتزويد أوكرانيا بهذه الصواريخ السوفييتية الصنع التي تمتلكها بشرط تزويدها ببدائل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الناتو، فيما نددت روسيا بهذه المساعي باعتبارها مخالفة للقانون الدولي، وهددت باستهدافها.

كما اقترحت الولايات المتحدة على تركيا، بشكل غير رسمي إرسال أنظمة دفاع صاروخي من طراز إس-400 إلى أوكرانيا، لمساعدتها في صد الهجوم الواسع للقوات الروسية، بحسب ما قالته ثلاثة مصادر لوكالة رويترز، الأحد 20 مارس/آذار 2022. 

ويبدو الاقتراح محاولة من واشنطن للزج بتركيا في الصراع الأوكراني الروسي.

كانت هذه الفكرة، التي قال محللون إن من المؤكد أن تركيا سترفضها، جزءاً من مناقشة أوسع، جرت بين شيرمان والمسؤولين الأتراك بشأن كيفية بذل الولايات المتحدة وحلفائها المزيد لدعم أوكرانيا، وكيفية تحسين العلاقات الثنائية.

اللافت أنه من الناحية الفنية فإن أنظمة صواريخ إس 300 التي بحوزة اليونان قد تكون الأنسب للأوكرانيين.

تاريخ نظام الدفاع الصاروخي إس 300
نظام إس 300 هو نظام روسي الصنع مضاد للطائرات والصواريخ يحظى بشعبية بين دول حلف وارسو السابق في أوروبا الشرقية نظراً لتكلفته المنخفضة وفاعليته العالية. يمكن لبعض أحدث الموديلات اعتراض الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز.

تم تطوير نظام S-300 في الستينيات ودخل الخدمة السوفييتية في عام 1978.

أما نظام S-400 الأكثر تطوراً فيتم تشغيله فقط من قبل روسيا والصين وتركيا وتم تزويد الهند التي بدأت في تجميعه ونشره بالقرب من حدودها الغربية، وقد يكون تدريب الفنيين والضباط الأوكرانيين عليه أكثر صعوبة لأنه مختلف عن النسخ القديمة من إس 300 التي بحوزتهم.

صواريخ إس 300 تعمل بالفعل لدى أوكرانيا 
نظراً لأن القوات الجوية الأوكرانية لا يمكنها تشغيل إلا عدد محدود من المقاتلات الاعتراضية، فإن القوات بحاجة إلى الاعتماد على صواريخ أرض – جو للحماية من الطائرات المقاتلة الروسية (مثل سوخوي 30 و35 و34، وميغ 29 )، وكذلك القاذفات الثقيلة توبيولوف 22 و95 و160.

واكتسب هذا الأمر زخماً بعد رفض الولايات المتحدة فكرة نقل طائرات ميغ السوفييتية الصنع المملوكة لبولندا وغيرها من دول أوروبا الشرقية الأعضاء في الناتو، خوفاً من التصعيد مع روسيا، إضافة إلى أن هذا العدد المحدود من الطائرات لن يكون مجدياً أمام التفوق الجوي الروسي.

تم نشر أنظمة صواريخ أرض – جو إس 300 بشكل استراتيجي في جميع أنحاء أوكرانيا قبل بدء الحرب، مما منع الروس من اكتساب التفوق الجوي، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.

كان لدى أوكرانيا حوالي 100 بطارية من طراز S-300 قبل أن يبدأ الرئيس فلاديمير بوتين غزوه الشهر الماضي، ويزعم الجيش الروسي أنه دمر حوالي 40 في بداية الحرب.

ولا تزال بعض أنظمة S-300PS الأوكرانية، وفقاً لوزارة الدفاع الأوكرانية، نشطة. على سبيل المثال، خلال ليلة 8 /9 مارس/آذار، قيل إنهم ساعدوا في القضاء على أربع طائرات هجومية روسية من طراز Su-25 وطائرتي هليكوبتر وصاروخين كروز.

 في 1 مارس/آذار 2022، زعمت تقارير بأن وزارة الدفاع الأوكرانية أسقطت بواسطة S-300 SAM طائرتين مقاتلتين روسيتين متطورتين من طراز Su-35.

من هي دول الناتو التي تمتلك إس 300؟
كان لافتاً أن واحدة من أصغر دول حلف الناتو وهي سلوفاكيا كانت أول من بادرت بإبداء استعدادها لنقل صواريخ إس 300 الروسية الصنع التي بحوزتها إلى أوكرانيا، إذا تلقت بديلاً من الولايات المتحدة.

وجاء ذلك بعد أن حث الرئيس الأوكراني في خطاب افتراضي أمام الكونغرس الأمريكي في 15 مارس/آذار، المشرعين الأمريكيين والبيت الأبيض على تسليم أسلحة قادرة على الدفاع عن بلاده ضد الضربات الجوية والهجمات الصاروخية الروسية.

وأشار بشكل خاص إلى نظام الدفاع الجوي S-300 في خطابه.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد وعد كييف بمنحها أسلحة مضادة للطائرات أطول مدى وأكثر فاعلية من أنظمة ستينغر المحمولة على الكتف.

ودعا المشرعون الأمريكيون إدارة بايدن إلى تزويد أوكرانيا بمزيد من الرادارات للتصدى للهجمات الروسية.

حتى الآن، قدم البيت الأبيض أربعة أنظمة رادار مضادة للمدفعية وأربعة أنظمة رادار مضادة لقذائف الهاون، وفقاً لصحيفة حقائق للبيت الأبيض نُشرت الأربعاء الماضي.

وبينما تمتلك أمريكا أنظمة باتريوت ولديها رادارات قادرة على اكتشاف واعتراض طائرة أو طائرة بدون طيار أو صاروخ داخل دائرة نصف قطرها أكثر من 60 ميلاً (100 كيلومتر)، لكن الجيش الأوكراني غير مدرب على التعامل مع الأسلحة الأمريكية المتطورة. 

في المقابل، فإن الأوكرانيين يعرفون كيفية التعامل مع نظام S-300 المضاد للطائرات، والذي يعد منافساً للجيل الأول لنظام باتريوت الأمريكية.

ورغم أن نطاقه قد يكون محدوداً ولكنه سيكون كافياً لحماية خاركيف أو كييف، وهما مدينتان قريبتان من الحدود الروسية، حيث تنطلق من الأراضي الروسية معظم الصواريخ التي تقصف المدينتين.

يمكن أن تأتي صواريخ إس -300 من دول الكتلة السوفييتية السابقة التي ما زالت تنشرها، ولا سيما سلوفاكيا وبلغاريا، حيث زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في الأيام الأخيرة.

هناك دولة أخرى في حلف شمال الأطلسي، وهي اليونان، لديها نسخة أكثر تطوراً من صواريخ إس -300، لكنها أيضاً ستحتاج إلى بدائل، ويقال إن الأنظمة الموجودة لدى اليونان مختلفة عن تلك الموجودة لدى كييف، وبالتالي سيكون أصعب على الأوكرانيين التعامل معها.

كما أن اليونان لديها علاقات قوية نسبياً مع موسكو مقارنة بأغلب دول الناتو، وهي لا ترى في روسيا خطراً بقدر ما تعتبرها حليفاً تاريخياً في مواجهة تركيا.

لكن دول الناتو الثلاث المشار إليها لا تزال تعتمد على S-300 من أجل أمنها وتطلب بديلاً- بعبارة أخرى، باتريوت- قبل إعطائها صواريخ إس 300 لأوكرانيا.

متى تنقلها سلوفاكيا إلى أوكرانيا؟
وقال وزير الدفاع السلوفاكي ياروسلاف ناد، للصحفيين، يوم الخميس الماضي، خلال اجتماع مع نظيره الأمريكي لويد أوستن، في عاصمة البلاد براتيسلافا: "نحن على استعداد للقيام بذلك على الفور عندما يكون لدينا بديل مناسب".

ثم أعلن وزير الدفاع السلوفاكي، أمس الأحد، إن نظام الدفاع الجوي باتريوت بدأ في الوصول إلى سلوفاكيا من الدول الشريكة لحلف شمال الأطلسي، وسيستمر نشره في الأيام المقبلة.

سيتم تشغيل النظام من قِبل القوات الألمانية والهولندية، وسيتم نشره بالبداية في مطار سلياك بوسط سلوفاكيا؛ للمساعدة في تعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي لحلف الناتو.

سيكون نظام باتريوت جزءاً من مجموعة قتالية جديدة لحلف شمال الأطلسي في سلوفاكيا، المجاورة لأوكرانيا.

وقال ناد إن نظام باتريوت سيكون مكملاً وليس بديلاً لنظام إس-300 الذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، بحيث تغطي المظلة الأمنية أكبر جزء ممكن من الأراضي السلوفاكية.

وكرر تأكيده أن سلوفاكيا تبحث عن بديل خاص بها لأنظمة إس-300، بسبب قِدمها وقدراتها واعتمادها على روسيا.

ومع ذلك، وحتى لو قرر البنتاغون، الذي يعد مخزون الباتريوت الخاص به محدوداً نسبياً، إقراض صواريخ باتريوت لبلدان الناتو المشغلة لـ"إس-300″، فسوف يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تصل إلى وجهتها.

تحاول واشنطن إقناع الحلفاء في مناطق أخرى بإقراضها صواريخ باتريوت، لكن مرة أخرى، هذا ليس بالأمر السهل، حسبما ورد في تقرير لموقع France24.

ويُعتقد أن رئيس الأركان الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، طلب المساعدة من اليابان يوم الخميس الماضي، حيث اتصل بنظيره الياباني؛ لبحث "البيئة الأمنية الحالية في المحيط الهادئ والغزو الروسي المستمر لأوكرانيا"، بحسب ما نشره البنتاغون.

وتمتلك دول الخليج العديد من البطاريات المضادة للطائرات لحماية نفسها من الصواريخ الإيرانية والحوثية، لكن لا يبدو أنها في عجلة من أمرها لمساعدة أوكرانيا، خاصةً أن لديها علاقات وثيقة مع موسكو، والهجمات الحوثية لم تتوقف، والرياض تحديداً تعاني نقصاً في هذه الصواريخ.

هل تغير شكل المعركة؟ 
ظهرت صواريخ S-300 كمحور لمطالب أوكرانيا، لأنها مصمَّمة لضرب أهداف على ارتفاعات أعلى وأطول مدى من صواريخ ستينغر التي زودت الولايات المتحدة قواتها بها مباشرة. 

يصل مدى S-300 إلى 93 ميلاً في الإصدارات الأحدث. من ناحية أخرى، فإن أنظمة S-300 الأوكرانية الأقدم لها نطاق محدود من 50 إلى 60 ميلاً.

قال برنت أيستوود، محرر شؤون الدفاع في "1945"، وهي مجلة على شبكة الإنترنت للسياسة الخارجية: "إن إس-300 أفضل من لا شيء". لكن "هذا لا يزال غير كافٍ".

لدى أوكرانيا عدة نسخ من نظام إس-300 هي: 300PT ، S-300PS ، S-300V، ستة أنظمة فقط تم الاحتفاظ بها في ظروف العمل بين عامي 2004 و2014. نتيجة لذلك، كانت 40% فقط من أنظمة S-300 الأوكرانية في حالة جيدة قبل عام 2014.

بسبب الحرب مع روسيا، بدأت أوكرانيا في إصلاح ودفع العديد من الأسلحة إلى الخدمة، وضمن ذلك عدة بطاريات إس-300.

وقال أيستوود لموقع France24، إن أوكرانيا بلاد شاسعة المساحة، ومجرد حماية مدينة واحدة يتطلب الكثير، فأوكرانيا بحاجة إلى كثير من الأنظمة الكاملة، وضمن ذلك الرادارات ومحطات المراقبة.

وأضاف: "إذا كنت مخططاً حربياً لأوكرانيا، فسأريد أربع بطاريات إس-300 لكل ربع من مساحة كييف". 

وتمتلك سلوفاكيا بطارية واحدة من طراز S-300PMU و48 صاروخاً من نوع 5V55R موروثة من تشيكوسلوفاكيا، وهو قديم نسبياً.

وتمتلك بلغاريا نسخة إس-300 بي (S-300P) الأقدم حتى من النسخة السلوفاكية.

بينما تمتلك اليونان نظام S-300 PMU1، وهو أكثر تطوراً من الأنظمة السلوفاكية والبلغارية، ويصل مداه إلى 150 كم مع الطائرات و40 كم مع الصواريخ الباليستية، مما قد يجعله أكثر فعالية أمام الطائرات الروسية خاصة مقاتلات سوخوي وميغ.

يعتقد العديد من الخبراء أن المخططين العسكريين وطياري القوات الجوية الروسية على دراية جيدة بأن الصواريخ المضادة للإشعاع التي يتم إطلاقها من الطائرات الضاربة الروسية يمكن أن تدمر محطات إس-300، كما يمكن أيضاً خداع S-300 وتعميتها من خلال أساليب الحرب الإلكترونية الروسية.

 ولكن المسؤولين الأمريكيين يقولون إن أنظمة صواريخ أرض-جو السوفييتية الصنع مألوفة للأفراد العسكريين الأوكرانيين الذين سيقومون بتشغيلها، مما يخفف من الحاجة إلى التدريب ويقضي على خطر وقوع أسلحة غربية أكثر تقدماً في أيدي الروس.

وقال وزير الدفاع الأمريكي: "لقد رأينا أيضاً أن امتلاك القدرة على إجراء نيران مضادة بالصواريخ والمدفعية أمر فعال للغاية".

ونجحت الأنظمة الغربية والسوفييتية المحمولة على الكتف التي قدمها الناتو بالآلاف، في عرقلة استخدام الروس للمروحيات وكذلك طائرات الهجوم الأرضي غير الصوتية، كما اضطرت المقاتلات القاذفة الروسية مثل سوخوي 34 إلى العمل من على ارتفاع عالٍ، مما يقلل فعاليتها، وبدا واضحاً أن ذلك دفع موسكو إلى التوسع في استخدام صواريخ كروز المطلقة من المقاتلات والقاذفات مثل الهجوم الذي استهدف قاعدة بغرب أوكرانيا بواسطة صواريخ كينزال فرط الصوتية التي يُعتقد أنها تُطلق من المقاتلة الاعتراضية الشهيرة فائقة السرعة ميغ 31. 

ولذا يتطلع الداعمون الغربيون لأوكرانيا إلى عرقلة مثل هذه الهجمات التي قد يزداد لجوء روسيا إليها في الفترة القادمة.

لن تؤدي أنظمة إس-300 إلى تساقط طائرات روسيا بأعداد كبيرة بقدر ما ستجعل الطيران الروسي أكثر حذراً مما هو عليه في المعركة، كما ستزيد فرص إسقاط صواريخ روسيا التي تعد أكثر أدوات موسكو فعالية في الحرب حتى الآن، في ظل تعسر الأسلحة الأخرى.