قتلت شاباً من بيت لحم قبل أيام.. ما هي أضرار لسعات "الدبور الأصفر" وكيفية علاجها؟
تقارير مميزة

قتلت شاباً من بيت لحم قبل أيام.. ما هي أضرار لسعات "الدبور الأصفر" وكيفية علاجها؟

خاص صدى نيوز: يعد "الصمل أو الدبور الأصفر" من الحشرات السامة التي يمكن أن تشكل خطراً على صحة الانسان، وقد تؤدي إلى وفاته، خاصة الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة.

قبل عدة أيام توفي الشاب أسامه عباس أبو شقرة من قرية مراح معلا جنوب بيت لحم، متأثرا بلسعة "دبور أصفر"، حيث لم تفلح التدخلات الطبية في انقاذ حياته.

أخصائي الامراض الجلدية د. محمد السويطي، قال في حديث لـ"صدى نيوز"، إن هناك عدة أسباب قد تكون أدت الى وفاة الشاب أبو شقرة متأثرا بلسعة "الدبور الأصفر"، من بينها، التأخر في تقديم العلاج اللازم له نتيجة قلة الوعي، إضافة الى أنه قد كان يعاني من حساسية مفرطة أدت الى تدهور حالته الصحية، وبالتالي وفاته.

أعراض لسعات الدبابير 

وفي هذا الصدد قال السويطي إن لسعات الدبابير الصفراء التي يتعرض لها الاشخاص الذي يعانون من حساسية مفرطة تؤدي إلى إحمرار الجلد، وجفاف في الفم، والشعور بالغثيان وعدم الرؤية بوضوح، وضيق بالتنفس، وانتفاخ الوجه والحلق، والشفتين، واحياناً انخفاض مفاجئ في ضغط الدم.

وأضاف "أما الاشخاص الذين لا يعانون حساسية مفرطة، فإن لسعة الدبور تؤدي في العادة الى ألم سريع وشديد، أو حارق مصحوب بانتفاخ واحمرار في منطقة اللسعة، إضافة إلى الشعور بالحكّة في بعض الحالات، وتزول هذه الأعراض خلال عدة ساعات أو أيام من خلال استخدام بعض المراهم".

خطوات يجب اتباعها عند التعرض للسعات الدبابير؟

وفي هذا الجانب، قال السويطي لصدى نيوز انه يجب على الشخص الذي تعرض للسع، خاصة الذين يعانون حساسية مفرطة العمل على نزع شوكة النحلة أو الدبور من الجلد بواسطة ملقط، بحذر حتى لا يتسبب ذلك في دخول المزيد من سم الحشرات إلى مجرى الدم في الجسم، إضافة الى وضع مراهم إزالة الاحتقان كعلاج أولي.

وأضاف "ثم يجب الذهاب فورا إلى الطبيب وتلقي العلاج المناسب، مثل أدوية الكورتيزون والأدرينالين، لأن اي تأخير في ذلك قد يؤدي الى عواقب وخيمة، لذلك ندعو الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة من لسعات الدبابير بإبقاء مثل هذه الأدوية دائما معهم".

نصائح عامة للمواطنين 

مدير دائرة النحل في وزراة الزراعة فادي فقهاء دعا في حديث لوكالة "صدى نيوز" المواطنين الى اقتناء او حمل عدة طورائ يكون فيها مضادات الحساسية مثل الكورتيزون و الادرينالين والمضادات الحيوية من اجل تلقي لعلاج سريعا لحين بلوغ أقرب طبيب أو مستشفى.

وقال فقهاء "الابتعاد قدر الإمكان عن أماكن تواجد الدبابير أو بامكان المواطنين اقتناء بخاخ للحشرات لاستخدامه في أوقات الضرورة كالتواجد في المتنزهات العامة او في البساتين".

وتابع المهندس فقهاء لصدى نيوز "هناك أضرار وخسائر بشرية حول العالم تنتج عن هجوم أعشاش الدبابير خصوصا للذين يقومون بعمل رحلات أو تخييم وإزعاج، أو تخطي أعشاش الدبابير دون الانتباه، مما يسبب هجوما مفاجئا وكبيراً يودي بحياة الكثير،  كما ان لسعات الدبابير للاشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة ولم يتلقوا العلاج المناسب وباقصى سرعة قد يفقدون حياتهم".

وأضاف " الدبابير تلحق أيضا خسائر وأضرار اقتصادية بالنحالين حيث يقضي على خلايا النحل ويتغذى على العسل بداخلها فهو يشكل ضرر كبير على قطاع النحل، كما يلحق خسائر اقتصادية لأصحاب بساتين الفاكهة كالعنب ولتين والتمر".

الأماكن التي تنتشر فيها الدبابير ومتى تخرج من سباتها؟ 

قال مدير دائرة النحل في وزراة الزراعة فادي فقهاء "عندما تشعر الملكات الملقحات بالدفء في بداية الربيع تخرج من بياتها الشتوي فتبدأ بتأسيس مستعمرتها وتبدا باختيار مكان للعش الذي سوف يصبح عش دبابير معتمدةً على نفسها في جميع الأعمال؛ حيث تفضل الأراضي البور لبناء عشها ضمن نفق في التربة أو قد تختار شقوق الجدران والبيوت الطينية وخاصة المهجورة منها أو بين شقوق الصخور، حيث تصنع بداخلها أقراصاً ذات عيون كبيرة مستديرة تشبه إلى حد ما أقراص النحل، ويتكون العش من أقراص مرتبة بشكل عمودي (قد تصل لخمس أقراص) ويكون لونه من لون مكونات البيئة المحيطة إلا أن قوامها مادة سليلوزية ورقية أوالكرتون ومخلوطة باللعاب".

وأضاف "يتواجد الدبور الأصفر في بساتين التين والتمور والعنب، وفي خلايا النحل حيث يقوم بقتل شغالات النحل من أجل التغذية على حوصلة العسل الموجودة في بطن النحلة، كما ويقوم بالقضاء على خلايا النحل الضعيفة والتغذية على اقراص العسل المخزون داخلها، وكذلك يقوم الدبور بالتغذية على اللحوم و الدم والجيف وبعض الحشرات للحصول على البروتينات".

طرق مكافحة الدبابير

قال المهندس الزراعي فادي فقهاء لصدى نيوز: "يبدأ ظهور الدبور في شهر  أيار ويكون كل دبور عبارة عن ملكة تبحث عن مكان لبناء عش لها وبالتالي فإن كل دبور نقوم بقتله في شهر أيار يكون عبارة عن قضاء على عش دبابير كامل سوف يظهر في أواخر شهر  حزيران وبداية تموز".

وأضاف "يوجد عدة طرق لعمل مصائد للدبابير حيث نقوم بوضع قطع لحم او كبدة على أشرطة لاصقة كالتي تستخدم لفئران، أو البحث عن أعشاش الدبابير وقتلها، ونحن في وزارة الزراعة (قسم النحل) نرجو التعاون المجتمعي والإبلاغ عن أي عش دبابير من أجل مكافحته". 

وتابع "يمكن أيضا وضع السموم مثل مركب (فرونت لاين) على قطع الكبدة أو أمعاء الدجاج في مكان مرتفع بعيدا عن الحيوانات الأليفه أو داخل أقفاص حتى نضمن ألا ياكل منها سوى الدبور حيث يقوم الدبور بنقل السموم للعش وبالتالي القضاء عليها؛ كما يمكن استخدام المصائد ولها عدة أشكال أما شبكية أو حتى عن طريق عبوات بلاستيك مثقوبة ومعلقة على الأشجار من أجل اصطيادها".

وقال "نتمنى مضافرة الجهود بين النحالين و أصحاب البساتين من أجل مكافحة الدبور الأصفر والأحمر في نفس الفترة من أجل ضمان نجاح وكفاءة المكافحة حتى تكون شاملة".