أنصار الصدر في برلمان العراق.. دعوات للتهدئة ومبادرة وساطة
صدى نيوز - توالت دعوات التهدئة وضبط النفس في العراق بعد أن عاشت البلاد يوماً استثنائياً السبت حيث اقتحم مناصرون للتيار الصدري مبنى البرلمان داخل المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد معلنين اعتصاماً مفتوحاً داخله، وذلك احتجاجاً على ترشيح الإطار التنسيقي، الموالي لإيران، محمد شياع السوداني، لمنصب رئيس الوزراء.
فقد دعا متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف إلى "تهدئة الوضع".
تجاوز الخلافات
وحض غوتيريش في بيان السبت القوى السياسية على تجاوز خلافاتهم وتشكيل حكومة وطنية فاعلة "من خلال حوار سلمي وشامل دون مزيد من التأخير"، وفق فرانس برس.
من جانبها، قالت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق إن "التصعيد المستمر مقلق للغاية، لذا أصوات العقل والحكمة ضرورية لمنع مزيد من العنف. وعليه، نشجع كافة الأطراف على خفض التصعيد من أجل مصلحة العراقيين كافة".
العبادي يعرض التوسط
فيما دعا رئيس "تحالف النصر" حيدر العبادي القوى السياسية إلى "اعتماد لغة الحوار وتغليب المصلحة الوطنية".
وشدد في بيان على ضرورة الحوار عارضاً التوسط لحل الأزمة. وأعلن استعداده العمل على تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء من أجل الخروج من الأزمة.
"صياغة عقد وطني جديد"
إلى ذلك طالب رئيس "تحالف السيادة" خميس الخنجر بـ"صياغة عقد وطني جديد في العراق، وبذل كل الجهود من أجل إيجاد حلول عاجلة لوقف التصعيد وتهدئة المواقف".
في حين دعا تحالف "العزم الوطني"، الذي يرأسه النائب مثنى السامرائي، القادة السياسيين إلى "إبعاد الصراعات السياسية عن القضاء، ووقف تجييش الشارع وعسكرة المجتمع".
وأكد التحالف، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية "واع، "ضرورة معالجة الأمور عبر الحوار المفتوح والتواصل المباشر بين القادة السياسيين وتحييد الوسائل الميدانية"، مشدداً على "حصر الحوار داخل البيت السياسي العراقي".
بدوره جدد رئيس "تيار الحكمة" عمار الحكيم "اعتبار الحوار السبيل الأوحد والأقرب والأقصر للوصول إلى الحلول المناسبة والناجعة لإنقاذ البلد". وحثّ، في بيان نشرته "واع"، "الأطراف العراقية على ضبط النفس والتحلي بأقصى درجات الحكمة للحيلولة دون ضياع الوطن".
تعليق عقد جلسات مجلس النواب
ووسط هذه التطورات أعلن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في بيان السبت تعليق عقد جلسات مجلس النواب حتى إشعار آخر، داعياً "القائد العام للقوات المسلحة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المؤسسات، وحماية المتظاهرين، الذين أدعوهم إلى الحفاظ على سلميتهم وحفظ ممتلكات الدولة".
يذكر أن مئات من المتظاهرين دخلوا البرلمان وقاعته الرئيسية السبت رافعين الأعلام العراقية وصور مقتدى الصدر. وهذه المرة الثانية خلال أيام يدخل مناصرو الصدر البرلمان بعد أن اقتحموا المبنى الأربعاء والتقطوا الصور.
وصباح السبت، تجمّع آلاف من المتظاهرين المناصرين للصدر على جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقرات حكومية وسفارات أجنبية، وتمكّن مئات منهم من تجاوز الحواجز الاسمنتية على الجسر والدخول إليها.
إطلاق الغاز المسيل للدموع
فيما جدد المتظاهرون رفضهم اسم محمد شياع السوداني الذي رشّحه الإطار التنسيقي الموالي لطهران والذي يضم كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي، لمنصب رئيس الوزراء.
وأطلقت القوات الأمنية العراقية الغاز المسيل للدموع والمياه في محاولة لتفريق المتظاهرين وردعهم. وأفادت وزارة الصحة العراقية في بيان أن مؤسسات وزارة الصحة استقبلت 125 جريحاً، 100 منهم مدنيون و25 من رجال الأمن.
"حماية المتظاهرين"
وإثر تسارع الأحداث، دعا رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بيان موجه إلى "القوات الأمنية"، لـ"حماية المتظاهرين... والمتظاهرين إلى التزام السلمية في حراكهم". وقال في كلمة عبر التلفزيون: "لا بد أن تجلس الكتل السياسية وتتحاور وتتفاهم من أجل العراق والعراقيين ويجب الابتعاد عن لغة التخوين والإقصاء" داعياً "الجميع الى التحلي بالهدوء والصبر والعقلانية وعدم الانجرار إلى التصادم"، مطالباً "المواطنين إلى عدم الاصطدام مع القوى الأمنية واحترام مؤسسات الدولة".
يشار إلى أنه مع هذه التطورات، يبدو أن الأزمة السياسية في العراق تزداد تعقيداً. فبعد 10 أشهر على الانتخابات التشريعية المبكرة في أكتوبر 2021، تشهد البلاد شللاً سياسياً تاماً في ظل العجز عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة.
كما يبدو العراق عاجزاُ عن الخروج من الأزمة السياسية إذ لم تفضِ إلى نتيجة المحاولات والمفاوضات للتوافق وتسمية رئيس للوزراء. وغالباً ما يكون المسار السياسي معقداً وطويلاً في العراق، بسبب الانقسامات الحادة والأزمات المتعددة وتأثير مجموعات مسلحة.